صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
البوم صور
بيانات صحفية
اجتماعيات
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
مقال رائ
بقلم : حسن الطيب / بيرث
جنة الشوك بقلم : جمال علي حسن
بقلم :مصطفى عبد العزيز البطل
استفهامات بقلم: أحمد المصطفى إبراهيم
بقلم : آدم الهلباوى
بقلم : آدم خاطر
بقلم : أسامة مهدي عبد الله
بقلم : إبراهيم سليمان / لندن
بقلم : الطيب الزين/ السويد
بقلم : المتوكل محمد موسي
بقلم : ايليا أرومي كوكو
بقلم : د. أسامه عثمان، نيويورك
بقلم : بارود صندل رجب
بقلم : أسماء الحسينى
بقلم : تاج السر عثمان
بقلم : توفيق الحاج
بقلم : ثروت قاسم
بقلم : جبريل حسن احمد
بقلم : حسن البدرى حسن / المحامى
بقلم : خالد تارس
بقلم : د. ابومحمد ابوامنة
بقلم : د. حسن بشير محمد نور
بقلم : د. عبد الرحيم عمر محيي الدين
أمواج ناعمة بقلم : د. ياسر محجوب الحسين
بقلم : زاهر هلال زاهر
بقلم : سارة عيسي
بقلم : سالم أحمد سالم
بقلم : سعيد عبدالله سعيد شاهين
بقلم : عاطف عبد المجيد محمد
بقلم : عبد الجبار محمود دوسه
بقلم : عبد الماجد موسى
بقلم : عبدالغني بريش اللايمى
تراسيم بقلم : عبدالباقى الظافر
كلام عابر بقلم : عبدالله علقم
بقلم : علاء الدين محمود
بقلم : عمر قسم السيد
بقلم : كمال الدين بلال / لاهاي
بقلم : مجتبى عرمان
بقلم : محمد علي صالح
بقلم : محمد فضل علي
بقلم : مصعب المشرف
بقلم : هاشم بانقا الريح
بقلم : هلال زاهر الساداتي
بقلم :ب.محمد زين العابدين عثمان
بقلم :توفيق عبدا لرحيم منصور
بقلم :جبريل حسن احمد
بقلم :حاج علي
بقلم :خالد ابواحمد
بقلم :د.محمد الشريف سليمان/ برلين
بقلم :شريف آل ذهب
بقلم :شوقى بدرى
بقلم :صلاح شكوكو
بقلم :عبد العزيز حسين الصاوي
بقلم :عبد العزيز عثمان سام
بقلم :فتحي الضّـو
بقلم :الدكتور نائل اليعقوبابي
بقلم :ناصر البهدير
بقلم الدكتور عمر مصطفى شركيان
بقلم ضياء الدين بلال
بقلم منعم سليمان
من القلب بقلم: أسماء الحسينى
بقلم: أنور يوسف عربي
بقلم: إبراهيم علي إبراهيم المحامي
بقلم: إسحق احمد فضل الله
بقلم: ابوبكر القاضى
بقلم: الصادق حمدين
ضد الانكسار بقلم: امل احمد تبيدي
بقلم: بابكر عباس الأمين
بقلم: جمال عنقرة
بقلم: د. صبري محمد خليل
بقلم: د. طه بامكار
بقلم: شوقي إبراهيم عثمان
بقلم: علي يس الكنزي
بقلم: عوض مختار
بقلم: محمد عثمان ابراهيم
بقلم: نصر الدين غطاس
زفرات حرى بقلم : الطيب مصطفى
فيصل على سليمان الدابي/قطر
مناظير بقلم: د. زهير السراج
بقلم: عواطف عبد اللطيف
بقلم: أمين زكريا إسماعيل/ أمريكا
بقلم : عبد العزيز عثمان سام
بقلم : زين العابدين صالح عبدالرحمن
بقلم : سيف الدين عبد العزيز ابراهيم
بقلم : عرمان محمد احمد
بقلم :محمد الحسن محمد عثمان
بقلم :عبد الفتاح عرمان
بقلم :اسماعيل عبد الله
بقلم :خضرعطا المنان / الدوحة
بقلم :د/عبدالله علي ابراهيم
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات : مقال رائ : بقلم :شوقى بدرى English Page Last Updated: Apr 3rd, 2011 - 00:38:07


محن سودانية 72...بقينا نقبل بالاهانة. /شوقي بدري
Feb 23, 2011, 08:55

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع
Share
Follow sudanesewebtalk on Twitter

 

محن سودانية 72...بقينا نقبل بالاهانة.

 

 

الاخ محمد مصبح السويدي سفير الامارات متزوج من الاخت شادية عبد المجيد , و هي ابنت الخال عبد المجيد , دناقلة مية المية . و الاخ محمد مصبح له تسعة من الابناء من أصل سوداني و لقد تأثر كثيراً بالسودان . اذكر انه كان يشتكي من أن السودانيين يغضبون بسرعة , و يتركون العمل في الامارات و يعودون الى السودان , حتى اذا اشتموا أي احساس بأن كرامتهم قد اهدرت . و لا يقبولون أي اهانة مهما قلت. و يتركون العمل و يرجعون الى السودان . و كان كثيرا ما يتعب و يشقى ليجد وظائف لهم . 

 

لقد تعملنا و نحن صغار في السودان ان لا نقبل بالحقارة . و أن الموت شئ جميل و رائع اذا تعرض الانسان لحقارة . و اتصف السوداني بالشجاعة . و لكن من المحن السودانية الان أن قادتنا صاروا يتقبلون الاساءة .

 

عندما واجه الجيش المصري, المكون من مئتين الف جندي الجيش البريطاني الصغير في التل الكبير, في سنة 1882, بقيادة عرابي . هرب الجيش المصري عند ظهور طلائع الجيش البريطاني . و لم تبق إلا فرقتان من الجنود السودانيين . و حاربت الفرقتان الجيش البريطاني . و من تبقى منهم حياً , لم يجد سوى الاحترام و التقدير من الجيش البريطاني . و عندما كان يم الجندي السوداني  يمر كان البريطانيون ينتصبون واقفين, و يؤدون لهم التحية العسكرية . سؤال: لماذا لم يهربوا ؟ رد : لأنهم حضروا ليموتوا. فلماذا يهربوا؟.

 

في كتاب مؤرخ السودان محمد عبد الرحيم ثورة 1924 , يذكر ان رئيس الجيش المصري احمد بك , كان كثير الشكوى عن عدم احترام البريطانيين للجنود المصريين . و كان يقول لضباطه ,بأنهم يجب ان يتصرفوا كالضباط السودانيين , الذين لا يخافون من الضباط البريطانيين . وأن الضابط فضل المولى السوداني , و الذي كان في جبال النوبة . ارسل رسالة للمفتش الأنجليزي . فالمفتش الانجليزي قام بأطلاق الرصاص على بغل الضابط السوداني , لأن البغل افسد حديقة المفتش الانجليزي. الرسالة كانت تقول . البغل يساوي 12 جنية , اذا لم استلم ال 12 جنية الى مغيب الشمس , فسألحقك بالبغل . و دفع المفتش الانجليزي صاغراً  . لانه كان يعرف بأن الضابط السوداني سينفذ وعده .

 

فضل المولى اشترك في قتل الانجليز في 1924 و هو احد الثلاثة الذين شنقوا بعد ان نفذت ذخيرتهم , و استشهد عبد الفضيل الماظ و اخرون. عرفت من اخى الاستاذ هلال زاهر سرور ان دار الاذاعه السودانيه قد انتقلت من بوسته امدرمان الى منزل العم منصور بالقرب من بيت الامانه وهذا فى بدايه الخمسينات . العم الضابط منصور تعرض للاهانه من ضابط انجليزى فأخذ الضابط منصور حقه بيده . وحتى يتجنب الاهانه والعقاب البريطانى انهى حياته بيده . ويذكر الاستاذ هلال زاهر ان الضابط منصور كان شقيقاً لوالده وان بناته كن صديقات شقيقات الاستاذ هلال . وتعلم الانجليز درساً جديداً من السودانيين . .

 

ما أن تأكد سقوط مبارك , حتى بدأ رجال الانقاذ في الزعيق و المطالبة بأرجاع حلايب . و هذا والله عين الجبن . و هذه شهادة كاملة بالجبن و الخنوع , و شهادة على نفسهم بنقص الشجاعة . و اثبات بأنهم كانوا يخافون من مبارك . و البشير كان يستدعى في القاهرة كتلميذ خائب . و بتعمدون اجلاسه تحت خرطة ضخمة في شكل بساط فاخر . و الخرطة تظهر حلايب داخل القطر المصري . و كانت حكومة الانقاذ تظاهر و تناصح مصر في كل الاوقات . و كان البشير يتفنن في مسح الجوخ للدكتاتور المصري . و يرسلون اللحوم السودانية بأسعار متدنية , حتى يتلمظ الشعب المصري , وأهل دارفور و الجنوب يموتوت جوعاً . و تطعمهم المنظمات المسيحية .

 

لقد وقف البشير ضد اشقاءنا الافارقة . في مطالبتهم العادلة بتقسيم مياه النيل . كل هذا ارضاءاً للفرعون . و أتى المصريون الذين يحتلون حلايب و يقتلون الاطفال و النساء السودانين في ميدان مصطفى محمود . و يلعبون الكره في الخرطوم . و يعطي البشير كل لاعب مصري سيارة مكندشة , كشهادة منه بالاستسلام و الجبن و الخضوع .

 

عندما أرسل المهدي رسله الى محمد سعيد جراب الفول حاكم الابيض . قام محمد سعيد باستفزازهم و هددهم بالموت . فردوا عليه بأغلظ الردود . وواجهوا الموت بكل شجاعة . و عندما قام الشلالي بتقتطيع اوصال رسل المهدي , واجهوا الموت و التقطيع بثبات . مما احدث ردة فعل سيئة عن الجنود , و كان هذا احد اسباب الهزيمة  .

 

لقد رضعنا من حبوباتنا, مدينة، و بت شيقوق , الحسنى و ام طبول , و البتول, و البقيع , الذين ساروا مع ود النجومي لسنوات طويلة و شهدوا المعارك , و تعرضن للأسر و الاذلال . و بعد سنين عدن مشيا الى امدرمان . و منهن تعملنا بأن السودانيين لا يخافون و لا يهتمون بالغد .

 

و الان نشاهد المحن السودانية . ابنة الصادق المهدي تتقدم الصفوف و تتعرض للضرب على الرأس و تكسر يدها . و والدها لا يزال يغازل النظام . هذه والله محنة سودانية . الذين اعتدوا على هذه البطلة هم جزء من الأمن الانقاذي . و اثنين من اشقائها زملاء لجنود هذا النظام . اليست هذه بمحنة سودانية .

 

النظام يتعمد ان يزل الصادق المهدي و الميرغني, و يقول وزير خارجية النظام , أن الميرغني و المهدي سجمانين . هل يعرف الصادق المهدي أن هذه اسوأ اساءة يمكن ان توجه لرجل سوداني. و لا يزال الصادق يدافع عن هذا النظام . و حتى بعد أن يخرج الشباب , و يعرضون انفسهم للموت و التعذيب . يبرز و يخرج شقيقات مهيرة من تنظيم قرفنا . و يتعرضن للضرب و الاستفزاز و الاغتصاب . يغازل الميرغني و الصادق النظام . هل المحنة السودانية الان هو ان الصادق و الميرغني يحسون بأن سقوط النظام على يد هؤلاء الشباب , سيجعل فرصة عودته للسلطة مستحيلة في المستقبل . و لهذا يريد ان يحتفظ بالانقاذ حتى تنتقل السلطة له او لأبناءه .

 

عندما اظهرت تلفزيونات العالم الثروة التى تركها زين العابدين امبراطور تونس , كان الناس يتساءلون : ماذا يريد رجل يخطو نحو الثمانين بكل تلك الثروة ؟. فمن المؤكد انه لن يستطع ان يصرفها في الايام الباقية . فماذا يريد الصادق و الميرغني بالسلطة الان . فلم يبقى من العمر كثيراً .

 

أي رجل هذا الذي يقوم بضرب البنات و السيدات . لم نسمع قديماً ابداً برجل يمد يده بالضرب على النساء . في الستينيات كان هنالك تجمع لمجموعة من سائقي سيارات الحكومة و الميكانييكين , الذين ادخلوا في كورس ستة اشهر في التدريب المهني , للتعرف على ماكينات السيارات الجديدة  . و كان على رأسهم صديقي مصطفى كتبا رحمة الله عليه , و جاره في نفس الزقاق في فريق ريد فاروق وهبة . و الاخ الريح فرحات من منطقة شمال السوق وهو ابن الحلاق فرحات المزين و المطهر المشهور. و الاخ الفاتح جوهر ابن الحلاق المشهور في حي دردق بمدني . و مجموعة كبيرة من ميكانيكية و سواقي الاقاليم . و احدهم شخص كنا نطلق عليه اسم الله في , لأنه كان يكثر اطلاق هذه الجملة .

 

الجميع كانو متخوفين , و يناقشون بأستمرار مشكلة ( الدوارة ) . و كنا نجتمع في العصريات و المساء امام الطابية في امدرمان . و الكل يتحدث عن الدوارة و مشاكلها الا الله في الذي كان متيقناً . و عندما يسألونه اي سؤال عن الدوارة يقول الله في .

 

قديما قبل ان يعطوا شهادة للميكانيكي يعرضونه لأمتحانات أمام لجنة , و أهم شئ هو الدوراة . و الدوراة هي تعطيل الماكينة بطرق مختلفة بعضها كهربائي و بعضها ميكانيكي و يطلبون من الميكانيكي أن يتعرف على العطل و يقوم بيتدوير المكنة . و أذكر انهم كانوا يتحدثون كثيراً عن العوامة و البوبينة و هذه من الأعطال الشائعة , فالممتحن كان يسحب العوامة من الكربريتر فلا يصل البنزين الى المحرك . أو يزيد فتحة البولتين أو يعزل الفرشة فتتعطل السيارة .

 

الغريبة ان الله في قد تمكن من أن يدور ماكينته في خمس دقائق مما جعل المهندس يصر على أنهم لم يعطلوا المحرك . و لكن بعد أن اكتشف بأن المحرك كان معطلاً كتب المهندس بأن الامر اخذ نصف ساعة . و هذه  اقل مدة مسموح بها . و لم يزد صديقنا عن ان يقول لهم الله في , كعادته .

 

الان انا على اقتناع بأن كل من يريد ان يصير حاكماً او سياسياً في السودان أو مسئولاً , يجب أن يمر بأختبار الدوارة . و ما يجري الان هو احسن امتحان للدوارة . و الامتحان هو مجالدة هذا النظام و اسقاطه , و من ينجح فليحكمنا . و لشباب السودان الفرصة  أن يثبتوا وجودهم . و الميكانيكيا القدامى من ايام المنفلة و العوامة في الكربريتر و البولتين و الفرشة قد انتهى دورهم . ماكينات السياسة اليوم مختلفة انها تحتاج الى ميكانيكيين جدد . يفهمون الالكترونيات و الكمبيوترات .

 

بعد النجاح في الدوارة , أصر بعض المشتركين و ليس كلهم , على حفل احتفال بالنجاح . و قاموا بدعوة اصدقاءهم , في حفل في سبعة بيوت . و سبعة بيوت منطقة في بانت ذات شهرة خرافية . و في ذلك الحفل و لسوء فهم و لربما ان الخمر قد لعبت براس احدى ساكنات المنطقة . و قامت بصفع أحد الحضور . وهو من اشداء امدرمان يهابه الجميع . و بسرعة امسكت به و انا اتوسل اليه أن يراجع نفسه . فنظر الي هاذئا . و قال ( مالك يا شوقي في راجل بضرب ليه مراه ). هكذا كان الرجال قديما في السودان لا يرفعون ايديهم الى النساء . و في احدى العصريات اتت الفتاة في العصر لمنطقة الطابية للأعتذار .

 

كل الذي عملونا له و نحن صغار قد صار كبارنا يتجنبونه . و الان  يطالبون ان نتصرف و كأن الغد لن يأتي و لا معنى له . و الا نفكر في مال أو سلامة أو حياة . أذكر ان الكتور بشير الياس رحمة الله عليه قال لي ضاحكاً عندما كشف علي في تسلوفاكيا ( انت يا شوقي كنت راعي ؟) فلقد لاحظ القط و الطعن و الجلخ في جسمي بسبب فرار و سكين و سونكي الخ . فعندما قال لي ضابط البوليس في براغ : هل اتيت راكضا بدون حذاء  من نهاية شارع لينين مخترقاً كل  شارع المجاهدين اليوغسلاف الطويل , لكي تشتبك في معركة مع ثلاثة مجندين شيك . في معركة لا تخصك . لأن المجندين قد اعتدوا بالضرب على سوداني و صديقته و أنت لا تعرف السوداني . و عندما ابرز احدهم سونكياً لم تتراجع . اذا تريدنا ان نصدق هذا و بأنك انسان غير مجنون فلابد ان اكون انا المجنون .

 

و عندما استفسرني لماذا؟. قلت له ببساطة هكذا نفعل في السودان, و عندما قال لي انت شاب في العشرين و امامك مستقبل لماذا لم تفكر في انه كان من الممكن ان تموت , و أنت الان لقد تعرضت لأربعة طعنات قلت للبوليس نحن في السودان نطالب بأن نموت في أي وقت . فهز رأسه غير مصدق .

 

 الشيك كانوا ممتلئين بالعنصرية . كأغلب الاوربين خاصة في شرق اوربا, نتيجة للجهل و الكبت و الحرمان الذي تعرضوا له في ايام الاشتراكية . و كان يغيظهم ان يروا الاجانب يرتدون ثيابا لا يستطيعون ان يتحصلوا عليها . و أن يتواجد عن الاجانب المال الوفير . و كانوا يعشقون اهانة الافارقة و احتقارهم .

 

 في سنة 1967 كنا مجموعة من السودانيين في ملهى اللوتسيرنا الفاخر و تعني الفانوس و هذا المجمع الفاخر الذي كان يحوي مسارح و أجمل قاعة في تشسلوفاكيا . كان ملكاً لأسرة الرئيس ياراسلاف هافل الذي صار رئيساً بعد سقوط الشيوعية . و كان قد أمم و صار ملكا للجمهورية . الذي اثار حفيظة الشيك هو فتاة امريكية طويلة ترتدي ملابس سهرة و هي في رفقة عبد الحميد ابراهيم جبريل , وهو شاب طويل وسيم . وهو ابن ابراهيم جبريل مدير المراسيم في القصر الجمهوري و احد اثرياء السودان . و هو الرجل الذي يظهر في الصورة التي تضم السيد عبد الرحمن المهدي و السيد علي الميرغني و يحسبه الجميع انه هو محمد احمد المحجوب رئيس الوزراء . الا انه اكثر طولاً. و كانت معنا فتاة انجليزي بصحبة الاخ حلمي اللبودي من ابناء الخرطوم .و ألمانية اسمها مونيكا كانت بصحبة حمزة محمد مالك .

 

 أثنين من الشرطة الشيك كانوا يراقبوننا و نحن في انتظار سيارات الاجرة , و كان يغيظهم ضحك الفتاة الامريكية و صخبها . و بأشارة من البوليس الذين اخرجوا عصيهم تأهباً تقدم منا فتوة المحل . ليفتعل معنا مشاجرة حتى يقوم البوليس بضربنا . ما ان انطرح الفتوة ارضاً حتى اتجهت نحو البوليس , الذي بدأ في الركض شرقاً الى شارع يندرسكا الذي يقطع ميدان الفاصلاف اشهر ميدان في الجمهورية .

 

و بما ان الفتاة الامريكية كانت تحمل فكرة سيئة عن بعطش البوليس الشيوعي و المعتقلات الشيوعية . فلقد كانت تتساءل اذا لم نكن نخشى البوليس الشيوعي , و الذي سيحدث لنا , و الرد كان عندما يوضع السوداني في موضع اهانة فلا يفكر ابدا في ما الذي يحدث , و لا يهمنا ماذا سنفقد حتى اذا كان هذا مالاً او جاهاً أو عمراً. فكل شئ بالنسبة لنا زائل .

 

 في يوم 1 يناير 1969 و بعد ساعة من السنة الجديدة دخل طالب الطب في السنة النهائية عبد الرحمن عبد الحميد عثمان محلاً لشراء السجاير. و كنت في انتظاره في الخارج و عندما تأخر ذهبت لمناداته . و كان اثنين من الشيك  يقومون بتقييد يديه من الخلف و رجل شرطة بسلاح كامل يقوم بضربه على انفه بعقب عصا البوليس  . و يتبع هذا بشتائم . و الجميع في حالة سكر . و عندما انطرح ارضاً حاول ان يخرج مسدسه فقفزت على يده  و انتزعت عصاته و قلت له فلتتذوق ايها الرفيق و لم اتركه الى ان صار يبكي . و لفترة كان البوليس يبحث عن زنجي يرتدي معطفاً بلياقة من الفراء . فنحن عادة كنا لا نفكر فيما سيحدث.

 

 اين عمي الرباطابي الدكتور حسن فرح كان يدرس في ليننغراد  و الذي يعيش الان في جمهوريات البلطيق . حكى عن مشاجرة و استفزاز تعرضوا له . و حاول احد الشرطة ان يخيفهم فأشهر مسدسه في وجههم فقام الكتور اسامة ابراهيم النور بأنتزاع مسدسه معرضاً نفسه للموت بدون تهيب . و اسامة هو العالم و مدير المتاحف السودانيية الذي انتقل الى جوار ربه قبل سنوات . اسامة كان امامنا في مدرسة الاحفاد و كان مناضلاً و كان يتقدم الصفوف في المظاهرات و كان ينازل العساكر في مشكلة ترحيل أهل حلفا , و حرب الكنغو . و انتهى به الامر في سجون الدكتاتورية الاولى . ووالده كذلك كان نزيلاً لسجون الدكتاتوريات و كان احد سياسيي السودان الصلبين . و لم يكن يهادن او يتنازل بالرغم من انه كان قاضياً . و عندما ذهب بعض السياسيين , الى بزنزانته و هم يحملون صينية الغذاء , و اقترحوا عليه بعض التنازلات . خرجوا من زنزانته و الغداء يغطي  ثيابهم  . فلقد قلب العم ابراهيم النور الصينية في وجههم .

 

 لقد قال لي الاستاذ احمد  اسماعيل النظيف الملحق الثقافي في السفارة السودانية في براغ لماذا تتصدر المواجهات و المشاكل في الجامعة و في السكن . فقلت له لأننا كسودانيين لا نقبل اهانة , وصمت . و كنت أعرف انه يتفهم موقفي .

 

كنا نسكن المدينة الجامعية المكونة من 12 بلوك و 5000 طالب . و كان الشيك لا يسمحون للطلبة الاجانب ان يسكنوا الا في الطابق الارضي او الاول او الثاني . لان الشيك لم يكونوا يريدون ان يقاسمونا الحمامات أو المطابخ الصغيرة . لأن الاجانب وسخين . و كنا نقول بأن الشيك يذهبون الى اسرهم في يوم الجمعة و يرجعون في صباح الاثنين او مساء الاحد . و لكن نحن نبقى في المسكن و نطبخ و ليس هنالك كناسات في نهاية الاسبوع .

 

كانت اكثر كثافة للسودانيين في بلوك رقم 2 . و كان شقيقي الشنقيطي يسكن في الطابق تحت الارضي في غرفة رقم 11 و اسكن انا في غرفة رقم 12 ويسكن طالب الهندسة عمر بوب في رقم 13 و يسكن الاخ بكري سر الختم و بابكر بدر الدين في غرفة 24 , و في رقم 121 كان يسكن الاخ عز الدين عوض بجواره ابراهيم عبد الجبار, و يسكن طالب الهندسة جون بطرس جندي في غرفة رقم .126 في الطابق الثاني كان يسكن محمد مهدي مسعود الحلو في 201 و يليه الدكتور عادل صغيرون ثم سعد ابراهيم جبريل . و في 220 يسكن اخي منوا بيج يشاركة الاخ مارك الذي صار سفيرا فيما . بعد و في الركن كان يسكن الاخ ابو زيد من الاستوائية . و في 237 كان يسكن الدكتور صلاح عبد الله و يشاركه السكن الاخ السفير فيما بعد عبد الباقي حسن . و هو السفير الذي اختطفه الصوماليون و طالبوا بفديه .

 

و كان عمر عبيد بلال يسكن في 239 و يجاوره في 241 مامون يوسف المامون و كنت  اسكن انا في الغرفة   242 التي ارتحلت اليها من الغرفة 12 التي سكن فيها الاخ زاهر لاعب الباسكت و محمد الهادي. كما سكن الاخ الفاتح حسن عوض الله ابن الوزير حسن عوض الله في الغرفة 137 وشاركه في السكن الاخ محمود اسماعيل ابراهيم رحمة الله على الميتين و الحيين .

 

و كانت هنالك مجموعات اخرى في بلوكات مختلفه الاخ محمد محجوب عثمان و حسن البكري كيلاني و مختار عبد الخالق و عبد الوهاب عبد المنعم وقريبه على احمد حسن و فاروق و هؤلاء سكنوا في بلوك 5 و بلوك 7 . و في البلوكات الاخرى سكن طالب الهندسة عز الدين حسن عبد النور . وهو الوحيد الذى سكن في احد الطوابق العلياء . لأنه كان يسكن مع صديقه الالماني هورس الذي كان ابن مسئول كبير في الحزب الشيوعي الالماني . و كان يتعلم اللغة الانجليزية من الاخ عز الدين اما البقية و منهم زعيم الطلاب محمود جمعة المليجي و عبد الرحمن عبد الحميد فلقد سكنوا جميعا في الطوابق الارضية كأهانة ظاهرة لنا الاجانب . و انتهت الامور بمعارك و صدامات مع الطلبة الشيك .

 

عندما رجعت من السودان في اجازة في بداية يونيو 1969 كان رئيس اتحاد الطلاب الشيك قد وجد مضروباً و فاقداً للوعي . و هذا الزعيم الطلابي كان قد هاجمني بالاسم في اجتماع نظمته الجامعة في مسكن الطلبه بودولي الذي كان فيه اغلبية اجنبية.  كنوع من المصالحة بين الطلبة الاجانب و الشيك و لم احضر انا ذلك الاجتماع  . و عندما رجعت قامت الشرطة بأعتقالي . و لكن عندما ابرزت جوازي, وأنني كنت في السودان في فترة الاعتداء , اسقط في يدهم . و أكتشفت فيما بعد ان اثنين من الاخوة من انقولا الذين اتصفوا بالهدوء و الادب , قد تربصا بالشيكي و أوسعاه ضرباً الى ان اغمي عليه .

 

 تقرر طرد الطلبة الاجانب من ذلك المجمع الرائع . و قرروا ارسالنا الى مساكن طلبة لم تتوفر فيها الحمامات و المياه الساخنة الا مرة في الاسبوع . و الحمامات عبارة عن صالات مفتوحة . اذكر ان احد السائحات الالمانيات عندما شاهدتها قال ان حمامات خيول والدها في المانيا خير من تلك الحمامات . و رفضنا الانتقال فقامت الجامعة بقطع الاعانة من الطلبة . فتجمع الطلاب في مكتب عميد الكلية الشيوعي المهاب الرفيق سفيراك . فهرعت نائبة مدير الجامعة الرفيقة كوتشيكوفا. الى مكتب المدير مارتينتس و هي تصرخ . شوقي اتى بالطلبة الاجانب و قد احتلوا مكتب العميد . و عندما اتى الرفيق سفيراك بدأ بالصراخ في وجهنا ووصفنا بالصعاليق , فقلت له ( فاشني بانيه ) و تعني الرجل المحترم بدل عن لقب الرفيق . هؤلاء طلبتك بعضهم سيكون مسئولا في بلاه و انت الان تعاملهم بلا احترام . ان التعليم ليس هو الكتب و لقد حضرنا من اماكن بعيده لنتعلم و انت الان تعاملنا بدون احترام . فتراجع الرفيق و قال انه لن يتخاطب معنا بهذه الطريقة . فاخترحت عليه ان نعين ممثلين , فوافق .فأخترحت  الاخ محمد محجوب عثمان ( شقيق عبد الخالق محجوب) و نيجيري اخر للحوار .  بعدها بأيام نظمنا مظاهرة و كانت لتك أول مظاهرة منذ الحرب العالمية .

 

و اضطر الاجانب في الاخر الى الرحول لانقطاع البعثة الشهرية . و لأنني كنت ادرس على حسابي الخاص فلم ارحل و بقيت رغم من تحرش الشيك . و عندما ذهبت لكي اصرف فلوسي من البنك و بعد خمس سنوات من الصرف . رفض البنك صرف فلوسي . لأن التحويل كان يأتي بأسم محمد علي شوقي ابراهيم بدري و أسمي في الجواز و الهوية الشيكية هو شوقي ابراهيم بدري . وقامت  الجامعة بفصلي . و بعد تدخل من الاستاذ احمد ابراهيم النظيم الملحق الثقافي رحلت الى مسكن روزفلت الذي كنا نحتاج فيه للاضاءة  في الصباح في بعض الغرف و في الممرات بسبب رطوبته و ظلامه .

 

لم يعطوني فلوسي الى ان اتين بشهادة من السفير مصطفى مدني ابشر بأنني نفس الشخص الذي اسمه محمد علي شوقي . ثم تعرض للأعتقال و المضايقات و اخيراً طردت من تشسلوفاكيا في يوم 9 سبتمبر  1970. و انا استعد لكتابة اطروحتي تحت عنوان جنوب السودان .

 

عندما كان الاستاذ النظيف يقول لنا ليه انتو السودانيين بتتصدروا المشاكل في بلغاريا و بولندا و المانيا و كل حتة كنت اقول له لأن اهلنا علمونا كدا . فهل تغير السودانيون ام هي القيادة فقط .

 

التحية ع . س . شوقي بدري.

 


مقالات سابقة بقلم :شوقى بدرى
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 25 ديسمبر 2010 الى 13 فبرائر 2011
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 05 سبتمبر 2010 الى 25 ديسمبر 2010
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 14 مايو 2010 الى 05 سبتمبر 2010
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 14 سبتمبر 2009 الى 14 مايو 2010
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 16 ابريل 2009 الى 14 سبتمبر 2009
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 24 نوفمبر 2008 الى 16 ابريل 2009
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات 2007

© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

Latest News
  • Sudan's Abyei region awash with arms and anger
  • Military Helicopter Crash Kills Five in Darfur, Sudan Army Says
  • SUDAN: Lack of justice "entrenching impunity" in Darfur
  • The National Agency for Securing and Financing national Exports pays due attention to Nonpetroleum Exports
  • Vice President of the Republic to witness the launching of the cultural season in Khartoum state
  • Youth creative activities to be launched under the blessing of the president, Tuesday
  • Sudan's gold rush lures thousands to remote areas
  • South Sudan faces precarious start
  • Aid workers taken hostage in Darfur freed: U.N.
  • 19 People Killed In Clashes In Sudan's South Kordofan State
  • Headlines of major daily news papers issued in Khartoum today Thursday the 14th of April 2011
  • Minister review with Indonesian delegation Sudanese Indonesian petroleum cooperation
  • Bio-fuel experimental production launched in Sudan
  • Center for Middle East and Africa's Studies organizes a symposium on intelligence activities in Sudan
  • South Sudan Activists Say : Women Need Bigger Role
  • 'One dead' as army helicopter crashes in Khartoum
  • Vice President receives new Algerian ambassador the Sudan
  • A training military plane crashes killing one of the three crew on board
  • Headlines of major daily papers issued in Khartoum today Wednesday the 13th of April 2011
  • Minister of Defense announces some precautious measures to secure Port Sudan
  • Industry Minister Meets Ambassadors of Central Africa, South African Republic
  • Sudan has 'irrefutable proof' Israel behind air strike
  • Taha Affirms Government Concern over Youth Issues
  • Headlines of major news papers issued in Khartoum today Monday the 11th of April 2011
  • NCP: statements by the US Secretary of State and the new envoy an attempt to justify the American hostility
  • Two Sudan papers stop publishing, protest censorship
  • Helicopters, tanks deployed in volatile Sudan area
  • State minister at the ministry of oil meets the delegation of the Gulf company for metal industries
  • Headlines of major daily news papers issued in Khartoum today Sunday the 10th of April 2011
  • Ministry of Foreign Affairs: Sudan possess solid proof of Israeli involvement in the aggression on the country
  • Defense Minister visits Port-Sudan
  • Somali pirates hijack German vessel
  • Family denies assassination of key Hamas figure in Sudan
  • President Al-Bashirr, First VP Kiir Agree to Implement Agreement on Security Situation in Abyei as of Friday
  • DUP Denounces Israeli air strike on Port Sudan Vehicle
  • SBA Calls for especial Economic Relations with South Sudan State
  • Sudan-Brazil Sign Animal Wealth Protocol
  • Netanyahu vague on Sudan strike
  • seven Killed In New Clashes In South Sudan
  • Sudan's government crushed protests by embracing Internet
  • Hamas official targeted in Sudan attack, Palestinians say
  • بقلم :شوقى بدرى
  • محن سودانية ..75 ..الترماج بقا يمشى القماير /شوقي بدري
  • يا احفاد جانق ، تعرفون اني لكم من المحبين . /شوقي بدري
  • السودان و الضرب بالطيارات/شوقي بدري
  • محن سودانيه ... 74 ... السياسه بعقلية الكنتين ./Shawgi Badri
  • قبل الرحيل ...(1)/Shawgi Badri
  • ذكرى رحيل تؤام الروح بله 2/شوقى بدرى
  • ذكرى رحيل توأم الروح بلة /Shawgi Badri
  • قضايا ومنازعات امدرمانيه ( 5 ) ../شوقي بدري
  • الكيزان و اللؤم...../شوقي بدري
  • 28 فبراير عيد ميلاد خالد الحاج .../Shawgi Badri
  • يا دكتور عصام .... صفية اغتصبوها/شوقي ع. س
  • القذافى .. الله يمهل ولا يهمل ../شوقى بدرى
  • محن سودانية 72...بقينا نقبل بالاهانة. /شوقي بدري
  • محنة سودانية 71/س. شوقي