دفاعاً عن الطيب الزين و رداً علي محمد الأمين نافع / بقلم : السر صديق محمد أحمد
كتب الاستاذ محمد الأمين نافع مقالا أبان فيه أن الهدف من طرحه هو انتقاد سياسة الكيل بمكيالين التي يتمتع بها بعض من الساسة السودانيين و( بعض ) هذه من اضافتي لأن الاستاذ نافع لم يستثني أحد من الساسة السودانيين حديثهم و قديمهم المعارض منهم و الحاكم و هذا رأيه لا أملك إلا أن أحترمه وإن كنت أختلف معه فيه, إلا أن اختلافى معه حول جمعه الطالح والصالح في مقام واحد ليس هو ما دعانى الي كتابة هذه السطور و إنما تناقضه وممارسته لما نهي عنه و افترائه علي الاستاذ الطيب الزين بغير وجه حق هو السبب وراء هذه السطور.
بدأ الاستاذ نافع مقاله بنُبذة عن صاحبي مقاله اللذين اختارهما عينة لنستشف من خلالهما مدى التناقض الذي يعيشه أهل السياسة في السودان و لكنه كال بمكيالين مختلفين في نُبذته هذه فاكتفي بتعريف الطيب مصطفي بأنه ( مؤسس و رئيس حزب منبر السلام العادل و صاحب صحيفة الانتباهة ) فقط !!!! و نسي أو تناسي أن الطيب مصطفي هذا سعي بكل ما أوتي من مقدرة مستمدة من خزينة الوطن التي يغذيها البترول المتدفق جله من الجنوب للتحريض ضد أبناء جنوب السودان ووصفهم بأقذع الأوصاف العنصرية, و أنه ظل يدعم و يساند تجزئة السودان إلي أن تحقق له ما أراد و ظلت صحيفته تسئ الي كل قوي المعارضة السودانية بكلمات يعف قلمي عن تسطيرها و لكن المكيال الذي اختاره الاستاذ نافع للطيب مصطفي لم يكن يسع كل هذا. أما عندما أراد أن يعرّف لنا طيبه الآخر فلم يكتفي بأنه الأمين العام للجبهة الوطنية الوطنية العريضة كما كان متوقعاً قياسا علي تعريف صاحب الانتباهة و لكنه زاد في وصفه ( و من عنده ) بأنه الساعد الأيمن للاستاذ علي محمود حسنين قبل أن يعود مستدركاً أن المكيال الذي اختاره له أكبر من هذا فعاد ليناقض نفسه و يصفه بأنه الرئيس الفعلي للجبهة لا ساعد أيمن فقط!! في تناقض فاضح وإساءة الي الاستاذ علي محمود حسنين و الاستاذ الطيب الزين و الي كل أوْلئك الذين تكبدوا المشاق و قطع البعض منهم مئآت الكيلومترات لحضور المؤتمر التأسيسي للجبهة الوطنية العريضة و الي كل عضوية الجبهة الوطنية العريضة و لكننى لست هنا بصدد الرد علي هذه النقطة. و لم يقف الامر عند هذا الحد فما زلنا في فقرة النُبذة التي مازال للأستاذ الطيب الزين منها نصيب لم ينتهي بعد فقد جاء الاستاذ نافع بافتراء آخر غير الذي سبق فقد ذكر أن جرأة ماركس علي الدين و المنسوبة اليه زوراً كانت دون جرأة الاستاذ الطيب الزين في أول بيان سياسي للجبهة الذي وقع عليه بصفته الرسمية, فهل يا ترى جملة ( فصل الدين عن السياسة ) هي أكثر جرأة من من مقولة ( الدين أفيون الشعوب ) عجبي !!!! و الحكم متروك لك عزيزي القارئ.
الفقرتان الاخيرتان من المقال حصرهما الاستاذ نافع للأمين العام للجبهة بينما طيبه الأول لم يحظ بأكثر من فقرة واحدة في نقد ونقض مواقفه و لا غرابة فصاحب المقال يعاني مما يستميت بكل حروفه لإلصاقه بالآخرين و كما يقال ( الجمل ما بشوف عوجة رقبتو ) و لكن الاستاذ نافع و مع تركيزه و اصراره علي ضرورة الايقاع بالاستاذ الطيب الزين لم يمكّن نفسه من فهم مقاله بصورة جيدة أو ربما لم يرغب في ذلك ( لأمرٍ في نفس يعقوب ) مما جعله يملأ مقاله بمغالطات فارغة المحتوي, و افتراءت لا أساس لها من الصحة فلم يرد في المقال ما يشير الي أن المعارضين الليبيين عملاء كما أورد كاتبنا و إنما وردت كلمة عملاء لوصف أمثال عمرو موسي و القرضاوى و حكام الخليج الذين مهدوا للتدخل الغربي في ليبيا ( رجاءً أعد قراءة المقال ) و كذلك لم يدع المقال الي التدخل في السودان كما ذكر الاستاذ نافع و إنما انتقد المقال التدخل الغربي في الصراع الليبي بحجة حماية المدنيين في حين أن حجة حماية المدنيين هذه لم تفعّل بحق ضحايا دارفور الذين يفوقون ضحايا الصراع الليبي بعشرات المرات ( اذا كان المعيار هو حماية المدنيين ) ولا بحق شعوب أخرى مثل الشعب البحريني و الشعب اليمني مما يدل علي أن لهذا التدخل مآرب أخري فأين الدعوة للتدخل الأجنبي في السودان هنا؟؟؟.
و يبدو واضحاً أن كاتبنا هذا أتي بمقال مصطفي البطل ليطوع الحقائق من أجل تمرير ما في رأسه وهو النيل من الأمين العام للجبهة وغفل عن أن مقال البطل يتحدث عن أمر جد مختلف فالبطل تناول أوْلئك الذين كانوا ينعمون بود القذافي و ما أن مالت حيطته حتي انقلبوا ضده في حين أن الاستاذ الطيب الزين لم تعرف عطايا القذافي طريقها إليه كما أنه لم يسئ أو يمتدح القذافي في مقاله و إنما انتقد سياسة التدخل الغربي في دول المنطقة من أجل الهيمنة علي ثرواتها و امتلاك قرارها بحجة حماية المدنيين.
فالاستاذ الطيب الزين يستحق منك اعتذاراً يا استاذ نافع لأنك ...
أولاً وصفته بصفةٍ لم تتمكن من إثباتها عليه ...
و ثانياً افتريت عليه كذباً ...
و ثالثاً وهي الأهم قارنته بالطيب مصطفي ... |