عبد الله النور تية وزراعة البغضاء في اوصال الوطن
ما جاء في مقال عبد تية في سودانيزاونلاين بتاريخ 18/1/2011 بان المسيرية يحاولون استرقاق ابناء النوبة هو زراعة بغضاء في مجتمع جنوب كردفان الذي كاد ان يتعافى من حروب الحركة الشعبية و المؤتمر الوطني التي حصدت ارواح اعداد كبيرة من الشباب والشيب وشردت وافقرت . وقول عبد الله تية بان المسيرية يحاولون استرقاق ابناء النوبة قول تفوح منه رائحة العنصرية البغيضة النتنة وتسطع منه اهداف لا يمكن إخفاءها . عبد الله تية يسعى لعزل المسيرية وعمل كرنتينة لهم في المجلد تشمل كل المسيرية زرق وحمر وهذا ظاهر من قوله ان المسيرية دارهم المجلد وهو يعلم تماما ان المسيرية الزرق مقرهم الرئيسي في كردفان هو منطقة لقاوة والمسيرية موجودون في منطقة ابو جبيهة وشمال كردفان . تخيلوا ان جهة ما قبضت شخصين معهما اربعة اطفال من ابناء النوبة غير مكبلين ودون ان يمارس عليهم أي عنف و لا يظهر على وجوههم الاضطراب وكان هذا المشهد في وسط المدينة ، اعمار الاطفال تتراوح ما بين 8-12 حسب قول الكاتب ولم يتم عرض هؤلاء الاطفال للبيع ولم يتم اجبارهم على مزاولة عمل شاق او غيره مع هذا يتهم المذكور المسيرية وكل المسيرية حيث كانوا بانهم يحاولوا استرقاق ابناء النوبة علما ان المسيرية موجودون في المنطقة من اقصى شرق كردفان الى دولة تشاد المجاورة . بدلا من ان يقول الكاتب بان الشخصين المقبوض عليهما من اولاد سليم يقول يطلقون على انفسهم اسم اولاد سليم ، علما ان اولاد ام سليم مدار الحديث يحملون هذا الاسم لقرون ومعروفين به في المنطقة وهم يسكنون في ضواحي لقاوة ولكن لاهداف لا تخفى على العارفين ينسبهم المذكور الى المجلد وهو يعني ان منطقة لقاوة محمية يملكها النوبة والمسيرية فيها دخلاء ومنطقة لقاوة امتداد لدولة النوبة التي يحلم بها تية في صقيع السويد .
الصورة المرفقة مع المقال ، فيها صور طفلين وشخص واحد اين بقية الاطفال والشخص الاخر . صورة الرجل الذي فيها ، ملبسه لا يشير بانه صاحب مواشي مسيري وذلك ظاهر في الثوب الذي يلبسه والطفلين تظهر عليهما الراحة والنعمة حتى في قميصيهما الملونين المكويان سيف والرجل يبدوا انه حشر في هذه الصورة . لماذا لا ينتظر الكاتب حتى تعرض قضية استرقاق الاطفال على محكمة وتبت فيها واذا كان الحكم ادانة ، على تية ان يستنفر اهله في الجبال ويصيح طالبا من المنظمات السويدية وغيرها النجدة وهل جند تية نفسه لمحاربة العلاقة الحميمة بين العرب والنوبة . عبد الله تية يريد ان يشين سمعة المسيرية ويثير غضب النوبة وغيرهم على المسيرية واذا اعتقد ان هذا العمل الكارثي عواقبه السيئة ستصيب المسيرية وحدهم اقول له انه أخطا الحساب ، ان عواقب هذا العمل السيء اذا تحقق ما يريده منه عبد الله ستكون وخيمة على العرب والنوبة الذين يعيشون في ارض واحدة منذ قرون .
القصة كلها تبدو انها ملفقة وعبد الله النور تية غير خبير في التلفيق ولا ادري ما هي الدوافع الحقيقة التي دفعته لكتابة هذا القول التعيس المسمم للاستقرار في جنوب كردفان .
الامم المتحدة وكثير من دول العالم تمنع عمل الاطفال وتحاربه ولكنه موجود وتفرضه ظروف الحياة الصعبة بالنسبة للعوائل الفقيرة . ابناء النوبة كانوا يعملون كأجراء في رعاية الماشية وبظهور العمل في المدن الكبيرة صار من الصعوبة بمكان ان يجد اصحاب الماشية من يرعى لهم مواشيهم غير ابنائهم . بعض المهام التي يقوم بها الراعي التي ذكرها تية لا توجد في السودان حيث ان المراعي اراضي بيضاء شاسعة مفتوحة ولكن في أوروبا يحتاج صاحب الماشية ان يجمع روثها حيث انها محصورة في حظرئر و في حيز ضيق كما ان الراعي في السودان لا يطبخ لمستأجريه بل الطبخ تقوم به النساء والماشية في الغالب الاعم ترعى بالنهار وسقي الماشية في الصيف يقوم به الكبار لا الاطفال . استئجار عمال الرعي يتم بموافقة ولي امر الراعي اذا كان صغيرا وبموافقة الراعي ولم تشهد محاكم المنطقة قضايا تعذيب وقانون غاب وحشي يطبق على ابناء النوبة ، عشنا في هذه المنطقة لم نسمع ان النوبة فريسة للعرب الرحل بل هناك مصالح متبادلة بين العرب والنوبة وسكان المنطقة وهذه الاقوال النشاز لم نسمع بها الا عندما دخلت حركة تمرد الجنوب المنطقة .
علينا ان نكون يدا واحدة لتطوير المنطقة بل تطوير السودان وان لا نستعين فيئة منا بالأجانب في قضايا المنطقة التي يستطيع مواطنها البسيط حلها وقد تعايشت شعوبها بسلام من قبل ولم تشهد حروب بين النوبة العرب قبل دخول الحركة الشعبية جنوب كردفان في أواخر ثمانيات القرن المنصرم
جبريل حسن احمد
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة