من أجل السودان الباقي
* منذ أن بدأت أخبار نتائج الاستفتاء تشير إلى ترجيح خيار الانفصال على خيار الوحدة، ظهرت بعض الأصوات التي تتحدث عن وجود حالات تزوير وتجاوزات وضغوط من الحركة الشعبية على المغترعين بدفعهم للتصويت لصالح الانفصال، رغم علم الجميع أن كل ذلك لن يؤثر في النتيجة المتوقعة.
* إننا لا نبرئ عملية الاستفتاء من بعض السلبيات التي بدأت حتى قبل قبل اجرائه، تم فيها اختصار وكلفتة خطوات ومراحل الاستفتاء، وندرك ايضاً امكانية حدوث أخطاء وتجاوزات إبان عملية الاستفتاء خاصةً في ظروف الجنوب وتداخل التركيبة القبلية مع بعض دول الجوار، إلا أن كل ذلك لا يبرر هذه الإفادات التي نخشى أن تكون محاولة للضغط على الحكومة الاتحادية لعدم الاعتراف بنتيجة الاستفتاء.
* علينا أن نعترف بأن فأس الانفصال وقع بالفعل على رأس السودان، وهو أمرٌ صعب ومحزن ولكنه كان متوقعاً في ظل استمرار السياسات القديمة التي اجهضت الانجاز الوطني الكبير الذي تحقق بفضل اتفاقية نيفاشا بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية.
* إن محاولة التشكيك في عملية الاستفتاء بعد ذلك غير مجدية، ولن تصلح ما افسدته سياسة العناد التي مازالت تهدد السودان الباقي، وعلى قيادة حزب المؤتمر الوطني أن تدرك أن شرخاً حقيقياً سيحدث في تركيبة الحكم بعد الانفصال، ولابد من معالجته بحكمة ومرونة مهمة لاستدامة السلام واستكماله في دارفور.
* المخرج السلمي للحكومة والمعارضة والوطن كله أن تتنزل النوايا الطيبة التي حملها خطاب الرئيس البشير في عيد الاستقلال تجاه الأحزاب السياسية عبر حوار جاد وصادق وعاجل لتحقيق الحد الأدنى من الاجماع الوطني على القضايا المصيرية، ابتداءً من الاقتصاد والمعيشة وحتى السياسة الخارجية، ومن بعد ذلك اشراكها في الحكم من أجل انجاز الاصلاح السياسي والاقتصادي والعدلي المطلوب.
* نعلم إننا نحلم في ظل حالة الاستقطاب المؤسفة القائمة بين الحكومة والمعارضة، ولكنه المخرج السلمي الممكن الذي لن نمل التبشير به والسعي لتحقيقه من أجل استدامة السلام واستكماله في دارفور وتمتين العلاقات بين ابناء السودان في الشمال والجنوب خاصةً بعد قيام دولة الجنوب الجديدة.
/////
محمد
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة