لماذا ؟
! السيد الرئيس شتان بين هذا وذاك
أمل شكت
[email protected]
طالعنا في الأخبار أن الرئيس عمرالبشير جدد تمسك حكومته بتطبيق الشريعة الإسلامية ، وشددا على رفض الدولة المدنية ، وقال « لا دولة علمانية أو مدنية في السودان » مبينا أن « الحديث عن دولة مدنية يعني إقامة دولة علمانية » . واتهم أعداء السودان الذين لم يسمهم بالعمل على تفتيته وتقسيمه إلى عرقيات . جاء ذلك خلال لقاء جماهيري بشرق النيل مؤخرا ، فلماذا هذا الحديث في هذا الوقت العصيب في تاريخ الوطن ؟ ، وهل فعلا الأعداء من قسم وفتت الوطن السودان ؟ وماذا فعلتم أنتم ؟ من سميتم أبناء الوطن بالوطن ؟ والأعداء غير ملامين ففي النهاية هم أعداء ، و اذا كان رب البيت للدف ضارب .. فما شيمة اهل الدار " وغيرهم " سوى الرقص ، و عن أي شريعة إسلامية تتحدث سيادة الرئيس ؟ اذا كان العمل بما جاء في كتاب الله ، فوالله شتان بين ماجاه وبين ما فعلتموه ، جددت تمسكك بالشريعة الأسلامية خلال أقل من شهر عدة مرات ، مما أستوجب علينا أن نتسأل ما الذي أستجده في هذا الوطن السودان ؟ فهل كفر هذا الشعب ؟ واذا كان هناك من كفر أو كاد أن يكفر فلماذا ؟ واذا لم يكفر أغلب هذا الشعب فهل السودانيون من إقتنعوا الإسلام ديننا " هم " من يحتاجون لهذه الصحوة الإسلامية المتأخره ؟ واذا كان هذا التأكيد لدولة دينية قادمة فماذا كنتم تنفذون خلال ال " 21 " عاما التي توليتم فيها حكم هذه البلاد من أجل الشريعه ؟ آهي كانت شريعة إسلامية ام أختلط الحابل بالنابل ؟ و أن ما نفذ لم يطابق الشريعة الإسلامية ؟ وعلي هذا الشعب أن يتحمل خطايا البشر ؟ و أن الخطايا كثر ولاتعد ولا تغتفر ، فأهل مكه أدري بشعابها ؟ ، أما الحديث عن الرفض للدولة العلمانية والمدنية ، أنكم ترفضون الدولة العلمانية ، لانكم ترون أن كل من قال وطالب بإقامة دولة علمانية هو في مقام المشركين بالله ، ولكني أتسال لماذا الرفض أيضا لإقامة دولة مدنية في السودان ؟ فهل أي دولة مدنية هي كما ذكرت أنها تعني إقامة لدولة علمانية ؟ وهل كل من طرح الدولة المدنية الآن من معارضيك سياسيا هم من الكفار ؟ فأن هذا الحديث عاري من الصحه ، فأن التعدد الموجود في السودان يحتاج الي دولة تستوعب هذا التعدد ، وأن الدولة المدنية الديمقراطية المتعددة الأعراق والديانات والثقافات يتساوى فيها المواطنين فى الحقوق والواجبات كأفة ، و أساسها المواطنة ويقوم التشريع فيها علي أساس الأرادة الحرة للشعب عبر مؤسساته الدستورية وأن لا يستغل الدين في السياسة ، وشكل الدولة هذا طرحه الأستاذ / علي محمود حسنين ومؤيدوه في مشروع الجبهة الوطنية العريضة ، فهل كان حسنين ومن أيدوه من المشركين ؟ فالإجابة بالتأكيد " لا " . فأن الدولة التي جربها الشعب السوداني والتي سميت بالدولة الإسلامية ، لاتمت بالإسلام الرسالة السمحاء بصلة ، ولم تغرز في الأنفس غير كل ما صعب قوله ونسيانه وإرجاعه ، وكل ما صنف ظلما وليس عدلا ، و من نتائج ذلك شوه الإسلام وقسم الوطن ، وأصبحنا طعم سهل للأعداء الذين تتحدث عنهم ، كما أن الحديث عن الشريعة الإسلامية لن يكون مبررا لتفريطنا في جنوب الوطن وشعبه ، والشريعة ليس هي شماعه نعلق بها الأخطاء ، ويتم تذكرها بين الحين والآخر للترهيب والتخويف والإستغلال السياسي ، و الأخوة الجنوبيون الذين فرض عليهم دين هم لاعلاقه لهم به ، أنهم الآن أبعد الناس الي الدين الإسلام ، بعد حقول التجارب الأسلامويه التي مره به ، وهذا يثير في النفس سؤال عن أن المنفذون كانوا ملمون بالدين الإسلامي أم جاهلون به ؟ ، وهل كانوا منفذون تعاليمه في أنفسهم ؟ واذا كانت الشريعه سوف تنفذ بعد إنفصالهم ، فبأي شريعه حوكموا هؤلاء الفأرين منا ؟ وهل جاءت الشريعه بذلك ؟ أم هو تنفيذ منظراتيه ؟ و هل الأخوة الجنوبيين هم كانوا من أعاق أنفاذ الشريعة ؟ أم من أرادوا أنفاذ الشريعه ، هم من جعلوا منها شريعة الإكراه التي تسري علي الجميع وبغير حق ؟ حتي عرف الأخوة الجنوبيين أن الإسلام هو دين إضطهاد وأكراه ، وعليهم بالإنفصال .
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة