صدق الشابى : أذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر
ليلة الجمعة خير يوم طلعت فيه الشمس تصدع وأنهار أحد أصنام الامة العربية تحت وطأة أحرار الشعب التونسى البطل , كيف لا وهو الشعب الذى أنجب أبو القاسم الشابى , فلابد لليل أن ينجلى ولابد للقيد أن ينكسر , فقد سقط نظام الطاغية زين العابدين بن على , بعد شهر كامل من الحراك الشعبى الذى ذلذل أركان نظام الطاغية , وسالت الدماء ذكية بمختلف ولايات تونس تسقى شجرة الحرية والانعتاق , 100 شهيد والالاف من الجرحى , فى ظل تنازلات متواترة من قبل النظام على لسان الرئيس المخلوع , وهو مادفوع بجموع الشعب الثائر لرفع سقف مطالبه وقد أدرك أن لحظة الخلاص قد أزفت , والشعوب الحرة بكافة أنحاء العالم يراقبون عن كثب من خلال قناة الجزيرة لحظة بلحظة تلك المشاهد البطولية للشعب التونسى , بينما فضائيات النظام الرسمى العربى وقد هجرها الجميع تقبع منتحبة تندب حظها العاسر , ويتلعسم مقدمو برامجها الرخيصة فى ترجمة الحدث , واركان أنظمتهم ترتجف من تعاظم الاعصار فيتحول بمشيئة العلى القدير الى تسونامى يقذف بها الى مزبلة التاريخ , فيبدو أن العقد الجديد حبل برياح التغيير , بالمنطقة العربية , حيث لاذ دعاة الديمقراطية وحقوق الانسان الزائفة بالصمت المخزى أمام شعوبهم , وخانتهم فصاحتهم وبلاغتهم المشهودة من خلف ميكرفونات التضليل والخداع فى التعبير عن مواقفهم المخزية , وفى الجانب العربى , الجم الله سبحانه وتعالى ألسن من يسمون بالقادة العرب حيال هذا الوقف المشهود , خاصة ووكالات الانباء تتناقل اخبار رفض العديد من العواصم أستقبال طائرة رفيق دربهم , حتى من أكثر المقربين منه وأصبح أسبه بالجمل الاجرب , فلم تشفع له الاموال الضخمة التى تهبها من ثروة وعرق الشعب التونسى , ما أبشع الموقف وأخزاه , وحيال هذا الوضع سارع كبار زبانية النظام حزو مسار قائدهم بمحاولة الفرار خارج البلاد وتم التصدى لبعضهم والقاء القبض عليهم , وليلا أنطلق صغار الذبانية للنظام لنشر الترويع ونهب الممتلكات العامة والخاصة لمحاولة أضفاء صبغة أنها ثورة غوغاء , فتصدى لهم الشعب التونسى بالهراوات والاسلحة البيضاء من خلال لجانهم الشعبية التى أسسوها تلقائيا لمواجهة تلك الجيوب والقضاء عليها .
واليوم تونس تعيش مرحلة مفصلية , ولابد أن الشعب التونسى قد تعلم الدرس ممن سبقوه فى هذه الملاحم , فالرؤية أكثر وضوحا أمامهم وهنا لابد من الاشارة الى جانبين يمثلان التحديات الاساسية :
أولا : التأسيس لنظام حكم يستمد شرعيته دوما من الارادة الشعبية الحقيقية , وتفويت الفرصة لمقتنصى تضحيات الشعوب والذين يتدثرون بثياب الوطنية , والمناهضين عبر ايدولوجياتهم لـتأمين حقوق الانسان وأشاعة المشاركة المؤسسية والموضوعية للجميع فى صياغة مستقبل بلادهم .
ثانيا :الاصرار على أعمال حكم القانون , وذلك من خلال ملاحقة كافة أركان ورموز نظام الحكم المنهار , وتقديمهم للعدالة , وكشف كافة مفاسدهم وحجم الانتهاكات التى أرتكبت فى حق الشعب التونسى , والثروات التى نهب , بحيث تأتى الاحكام من الشدة والحزم بما يحول مستقبلا من أقدام المغامرين من السعى للمراهنة بمقدرات الشعوب , وبما يجعلهم عبرة لمن يعتبر , وهو ماسوف يشكل قاعدة قوية لبناء مجتمع العدل والرفاه .
فالاكتفاء بأقصاء رموز النظام المنهار يمثل الشرخ الاول فى جدار صرح الثورة , فالاصرار من قبل قادة القوى السياسية المعارضة على بند المحاسبة للجميع من اركان النظام والذين كانوا يدورون فى فلكة يجب أن تمثل شرطا أساسيا لاتنازل عنه , فقد أثبتت التجارب بالدول النامية فى مثل هذه الاوضاع , أن تعود هذه الرموز مجددا مرتدية الثوب الجديد لتعمد على سرقة تضحيات الشعوب , وكأن المجتمعات قد عقمت عن أنجاب من يقودون الاوطان نحو تأمين حقوقهم . ومتل هذه النمازج تمثل القاسم المشترك بين كافة عناصر أجهاض ثورات الشعوب بالدول النامية , فهى مايطلق عليها (شعب كل حكومة ) فهى أوجه تمثل جسورأ تؤمن البطانات الفاسدة حول قمة هرم الدولة ,وهى تمتع بقدات كبيرة ومشهودة كعناصر تواصل مع مختلف قوى الهيمنة الدولية , بما يؤدى الى التغلغل فى أوصال مؤسسات المجتمع الاساسية وانحرافها عن أهدافها وأهدار موارد البلاد .
ومايجدر فى هذا المقام التنبيه له , والذى يجرى أغفاله فى مثل هذه الاوضاع , ماهى السناريوهات المرتقبة للقوى الامبريالية وعلى رأسها الغربية منها , والتى لابد أنها قد أكملت أخراج هذه السناريوهات , وأحدى هذه السناريوهات المرتقبة والاكثر خطورة هو عودة مواطنيين من مراكز تلك القوى فى عباءة رجال أعمال ومستثمريين بحجة السعى لتنمية القطاع الاقتصادى للدولة وانتشاله من وهدته , وفى جوهر مسعاهم أعادة هيكلة أقتصاد الدولة لربطه بالقوى الامبريالة فى ثوب ظاهره توفير المزيد من فرص العمل وزيادة ايرادات الدولة من العملات الصعبة وتنويع مصادر الدخل القومى وفى جوهرها الـتامين لتاسيس مراكز قوى جديدة بالدولة تعمد لتفريغ الثورة الشعبية من جوهر مضامينها وفرض واقع جديد يتسم بالتبعية والهيمنة , والتأسيس لبؤر صراع جديدة تؤمن ضعف الدولة وأهم مكوناته.
ختاما نهنىء مجددا الشعب التونسى البطل والمعلم ونسال الله العلى القدير أن يؤمن مكاسب الثورة ,وأن يمن على الشعب التونسى بالتقدم والرفاه ,
والله من وراء القصد
عاطف عبد المجيد محمد
عضو المنظمة الدولية لشبكة المعلومات والعمل لاولوية حق الغذاء –هايدلبرغ –المانيا
عضو الجمعية الدولية لعلوم البساتين – بروكسل – بلجيكا
الخرطوم بحرى – السودان
تلفون:00249912956441
بريد الكترونى:[email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة