زفرات حرى
الطيب مصطفى
[email protected]
الرويبضة أبو عيسى!!
الشيوعي فاروق أبو عيسى وزير خارجية نميري قديماً وحامي حمى الديمقراطية وحقوق الإنسان حديثاً ورئيس الهيئة القيادية لتحالف قوى الإجماع الوطني الذي يضم الترابي ونقد والصادق المهدي وبالطبع الحركة الشعبية بقيادة عرمان.. أبو عيسى اجتمع بتحالف «النساء السياسيات» وبمجموعة «لا لقهر النساء» التي انتفضت للدفاع عن فتاة الفيديو التي حُكم عليها من قبل خمس مرات وسُجنت بتهمة فتح بيت للدعارة وناقش مع المجتمعين عزم قوى الإجماع الوطني الإطاحة بالحكومة!!
العجيب أن الاجتماع انعقد بدار الحركة الشعبية التي تحكم دولة جنوب السودان المستقلة فهل بربكم من قلة حياء في هذه الدنيا بأجمعها أكبر من ذلك وهل من عمالة أكبر من أن يجتمع هؤلاء في دار حزب يحكم دولة أخرى ويشنّ الحرب على دولة هؤلاء العملاء الأقزام؟!
أما آن الأوان لاستصدار قانون نسميه «قانون العيب» على غرار ما فعله الرئيس السادات وذلك بغرض تجريم وتحريم العمالة والارتزاق؟!
نيفاشا «2»!!
جاء في «الرأي العام» أن مؤتمر الإدارة الأهلية بالنيل الأزرق أعلن عن تفويض الفريق مالك عقار والي الولاية ونائب رئيس الحركة الشعبية بقيادة عملية التفاوض حول المشورة الشعبية وأكد المؤتمر المزعوم الذي لا يخالجني أدنى شك في أنه آخر ابتكارات الحركة الشعبية للتمدد شمالاً في إطار الخطة «ب» الهادفة لإقامة مشروع السودان الجديد في أرض الشمال أن المشورة الشعبية حق ديمقراطي ويجب ممارستها بتجرد ونكران ذات لتحقيق المكاسب الدستورية والسياسية والاقتصادية لأهل الولاية ثم دخل «الكلام الحوش» حين أكد المؤتمر مجدداً «حق شعب النيل الأزرق في التمتع بحكم ذاتي إقليمي في إطار السودان الواحد» ولم ينس المؤتمر التطرق لقضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية مما لا يختلف عليه أو ينتطح عليه عنزان!!
إذن فإن الحركة الشعبية تعمل في الشمال من أجل تحقيق أجندتها بعد أن كوَّنت أجساماً تنظيمية حددت لها الأجندة التي تخدم أهداف الحركة التي ستدخل جولة «نيفاشية» جديدة من التفاوض مع المؤتمر الوطني حول قضايا ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان اللتين مُنحت فيهما الحركة وضعية خاصة هي التي مكّنت نائب رئيس الحركة الشعبية من أن يصبح والياً لولاية النيل الأزرق «الشمالية» بل فتحت الباب واسعاً ليتولى عبدالعزيز الحلو منصب والي جنوب كردفان خلال الانتخابات التي ستُجرى في أبريل القادم وأهم من كل ذلك أن مفاوضات جديدة ستجرى وستُناقش خلالها أخطر القضايا مثل وضعية جيش الحركة الشعبية أو مسمار جحا الذي ظل عبد العزيز الحلو وعرمان يتوعداننا به.
ولعل الناس يذكرون تصريح الحلو الذي أوردته صحيفة الشرق الأوسط اللندنية بخط عريض يقول فيه الرجل: «لدينا آلاف المحاربين قاتلوا عشرين عاماً» كما يذكرون حديث الرويبضة عرمان حين قال إن مقاتلي الحركة الشعبية من أبناء الشمال أكثر من مقاتلي حركات دارفور جميعها؟!
وأرجو أن تسمعوا للحلو وهو يحدثكم عبر «الشرق الأوسط» ويقول إنَّ «أية محاولة لمنع قيام المشورة
الشعبية ستواجَه بمقاومة»، ويضيف أنَّ «الحركة كفكرة وبرنامج خلفها ملايين الشماليين ومخطئ من يختزلها في أشخاص عقار وعرمان والحلو»، ثم يقول هذا الأحمق في استفزاز عجيب للمسلمين وتهديد ووعيد «يجب أن يتم تفكيك السودان القديم وخلق وطن جديد»، وبعد هذا هناك منتحرون يطالبون بمنح هؤلاء الحريات الأربع!!
الحلو قال لصحيفة الشرق الأوسط «أعضاء الحركة الشعبية وخاصة أعضاء الجيش الشعبي من أبناء جبال النوبة والنيل الأزرق ومناطق السودان الأخرى لا يزالون يحملون أسلحتهم ولم يقوموا بإلقائها وأضاف أنهم يتمتعون بشرعية دستورية ولديهم الحق في حمل السلاح»!! ثم هرف الرجل ـ كما ظل يفعل نظيره عقار ـ بقوله إن «التفاوض يجري الآن حول وضعيتها ومستقبلها في حال انفصال الجنوب»!!
كذلك تحركت الحركة الشعبية بجنوب كردفان وأصدرت بياناً بعد اجتماع مجلس تحريرها دعت فيه إلى قيام انتخابات حرة ونزيهة لضمان ممارسة شعب الولاية حق المشورة الشعبية وطالبت بسجل انتخابي جديد ورفضت القديم ووصفته بأنه معيب!!
لعل الناس يذكرون كيف رفضت الحركة نتائج التعداد السكاني وانصاع المؤتمر الوطني لها وضحّى بالمليارات التي أُهدرت في ذلك الإحصاء ثم قبِل بزيادة حصتها وفق هواها وتمثيلها بناء على الأرقام التي وافقت عليها!!
إنه «الخازوق» المزروع في أحشائنا ذلك «الخازوق» الذي جعل الحلو وعقار وعرمان يعقدون مؤتمراً صحفياً يعلنون فيه أن الحركة الشعبية باقية في الشمال في حالة انفصال الجنوب.. حركة تتبع لدولة أخرى بل تحكم دولة أخرى بيننا وبينها أنهار من الدماء والدموع تظل تعمل في أرضنا من خلال عملاء يحتلون مناصب مرموقة في هيكلها الإداري وكذلك من خلال جيش وسلاح وخلايا نائمة كثيرة تتربص بنا الدوائر وتنتظر لحظة الصفر للانقضاض!!
لست أدري هل يدرك المؤتمر الوطني ويتابع ما تفعله الحركة الشعبية الآن وهل يملك أن يفعل ما تفعله في جنوب السودان على الأقل حتى تعلم أنها تسكن في بيت من الزجاج وأن عليها أن تكفّ عن قذف الناس بالحجارة إن أرادت دولة مستقرة وجواراً سلسًا؟!
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة