اليوم الثالث للتصويت بالسودان:
إنخفاض في أعداد الناخبين .. وتزايد المخاوف من العودة للحرب بسبب أبيي.
الخرطوم " أفريقيا اليوم" صباح موسى [email protected]
تواصل أمس انخفاض أعداد المواطنيين الجنوبيين المشاركين في التصويت بالإستفتاء علي تقرير مصير الجنوب في الخرطوم وجوبا.
وفي الخرطوم بدت المراكز خاوية من المصوتين بإستثناء عدد قليل منهم ، وعلى مستوى الشارع بالخرطوم سيطر الحذر علي تعاملات المواطن الشمالي، وسط مخاوف وتساؤلات بشأن تداعيات الأحداث في منطقة أبيي المتنازع عليها بين شمال وجنوب السودان, وما إذا كان يمكن لتلك المنطقة أن تعود بالبلاد إلى دائرة الحرب الأهلية.
كانت منطقة أبيي قد شهدت تصاعدا خطيرا أول أمس بإعلان أمراء قبيلة المسيرية بأن المنطقة تابعة للشمال، الأمر الذي استفز الحركة الشعبية, وانهالت التصريحات من قادة الحركة بأن الخرطوم وراء دعم المسيرية وتسليحها ، واتهم إدوارد لينو في إفادات" لـ أفريقيا اليوم" www.africaalyom.com
الشمال بالوقوف خلف كل ما يحدث في الجنوب سواء في أبيي، أو في ولاية الوحدة بدعم المسيرية في أبيي، ودعم التمرد الخارج عن الشعبية في ولاية الوحدة.
من جانبه نفى المؤتمر الوطني هذه الإتهامات, وقالت سامية أحمد محمد نائب رئيس البرلمان السوداني والقيادية البارزة بالمؤتمر الوطني لـ " أفريقيا اليوم" : هذا الكلام غير صحيح, و مايحدث في أبيي نزاع معلن بين المسيرية والدينكا نقوك, وليس للوطني أي علاقة بذلك، أما ما يدور بولاية الوحدة فهو شأن داخلي خاص بالحركة ومعارضيها.
و في جوبا لوحظ حدوث انخفاض كبير لأعداد المصوتين عن اليوم الأول والثاني. وقال "شان رياك مادوت" نائب رئيس مفوضية الإستفتاء بالجنوب إن محصلة أعداد المسجلين بالجنوب أكثر من مليون جنوبي مع نهاية اليوم الثالث, على الرغم من أنه مازالت هناك 54% من المراكز بالجنوب لم ترفع تقاريرها بعد للمفوضية.
الجنوب شهد أمس أيضا وفي اليوم الثالث للإستفتاء تطورا خطيرا بإقدام معارضين للحركة الشعبية علي مهاجمة قافلة للعودة الطوعية ما أسفر عن مقتل سيدة وإصابة 10 آخرين, وأصبحت هناك مخاوف من مهاجمة مراكز التصويت نفسها في الأيام المتبقية من الاستفتاء حتى السبت القادم.
الهجوم المتكرر الذي تفعله قبيلة المسيرية من أول يوم للتصويت يثير هو الآخر قلقا وخوفا في الجنوب، من احتمال انفجار الأوضاع والذي سوف يكون بأي حال لصالح الحركة الشعبية.
ويرى " الجميل الفاضل" المحلل السياسي السوداني أن التصعيد المنظم في أبيي، والتوقيت يعد هدفا من أهداف قبيلة المسيرية, ويقول لـ " أفريقيا اليوم" إن ظروف الإستفتاء وتركيز الأنظار العالمية علي مدينة جوبا هذه الأيام، جعل المسيرية تبعث برسائل في هذا التوقيت بأن دينكا نقوك لا تستطيع ضم أبيي إلى الجنوب من طرف واحد كما أعلنت من قبل.
ويضيف الفاضل أن الميزان العسكري على الأرض بأبيي في صالح قبيلة دينكا نقوك، فهناك وجود مكثف من الجيش الشعبي بالمنطقة، يقابله قوة قليلة من الجيش السوداني، بالإضافة إلى الوجود السكاني، وقد حدثت عودة لأبناء الدينكا نقوك للمنطقة، وبالتالي كان لابد من هذه العمليات في هذا التوقيت لإثبات أن المسيرية موجودة هي الأخرى، موضحا أن هناك اشتباك بين المؤتمر الوطني والمسيرية بشأن ما يحدث، وقال أن الممسك بملف أبيي من المؤتمر الوطني هو من أبيي بالإضافة إلى قيادات أخرى، ومن الممكن أن يكون هناك تأثير بشكل غير مباشر من الوطني على المسيرية، متسائلا هل من مصلحة الوطني مايحدث بأبيي؟ معتبرا أن المؤتمر الوطني يسعي ظاهريا للتهدئة، ولكن من غير المعلن أن يكون الوطني يساعد في هذه العمليات لتسهيل مهمته في عملية التفاوض حول المنطقة، مؤكدا أن الوطني مقتنع بأن الحل بإرضاء قبيلة المسيرية وإعطائها الحق، لافتا إلي أن الوطني يريد أن يظهر أن المنطقة ستنفجر، وأن الأوضاع خطيرة، ولابد من حسمها، ولم يستبعد أن يكون هذا شكل من أشكال الضغوط يمارسه الوطني، ليكون ورقة رابحة له في التفاوض القادم حول المنطقة.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة