بسم الله الرحمن الرحيم
نحن أكثر عروبة من العرب أنفسهم . . من أجل العرب , و العروبة دفعنا الثمن غاليا و هو فصل الجنوب .. فقد كنا ملوكيين أكثر من الملك . الكاتب الصحفي عثمان الطاهر المجمر طه باريس .
في عام 1948 أرسل السودان كتيبة عسكرية للدفاع عن فلسطين وسال الدم السوداني سخينا نتيجة للمؤامرة القذرة التي قادها الملك فاروق ملك مصر والسودان يومها , و المعروفة { بقضية الأسلحة الفاسدة } .
وعندما هزمت مصر في حرب الأيام الستة حرب النكسة والمعروفة بهزيمة الوكسة عند الشيخ كشك الذى قال : إنها كانت إستجابة لدعاء المظلوم الشهيد سيد قطب مؤلف في ظلال القرآن , و مؤلف الأخوان الذى أعدمه عبد الناصر فقد وقعت الهزيمة بعد 6 أشهر من وفاته رحمة الله عليه .
فقد ضرب الطيران الأسرائيلي كل الطائرات المصرية , وكل المطارات المصرية , ولم تسلم إلا طائرة المشير عبد الحكيم عامر التي كانت في الجو .
وإنكسر عبد الناصر فأنقذه المحجوب المحبوب رئيس وزراء السودان الشاعر الأديب الأريب صاحب القصيدة الشهيرة
{ الفردوس المفقود } التي تبكي ضياع الأندلس محمد أحمد محجوب لمن لا يعرفه تخرج عبقريا في كلية الهندسة مهندسا من كلية غردون التذكارية ثم عاد إليها , وأكمل فيها دراسة القانون و و تخرج فيها قاضيا ثم عمل محاميا شهيرا ثم وزيرا للخارجية ثم رئيسا لوزراء السودان .
كان عبد الناصر كسيفا كسيرا مهزوما مصدوما هزمته إسرائيل التي كان يخطب ويقول : سوف أرميها في البحر فإذا بإسرائيل هي التي جعلته يشرب من البحر .
عز موقف عبد الناصر علي المحجوب فسافر إلي المملكة العربية السعودية , وتحدث مع الملك فيصل الذى كانت إذاعة صوت العرب تشتمه , وتسبه كل صبح ومساء , وسأله المحجوب أتقاتل الفرس عندما يسقط من حصانه فأجابه قائلا : طبع لا فدعاه المحجوب إلي زيارة السودان , و في السودان دعا المحجوب إلي مؤتمر قمة للملوك والروؤساء العرب .
فجاء الملوك يتسابقون إلي الخرطوم , فجاء الملك فيصل , وجاء الصباح أمير الكويت , وجاء أمير قطر , وأمير البحرين
وسلطان سلطنة عمان وولي عهد ليبيا نيابة عن الملك إدريس السنوسي علي كل جاء إلي السودان ملوك وروؤساء العرب
زرافاتا ووحدانا . دعا المحجوب الملك فيصل , وجمال عبد الناصر إلي وليمة غذاء في منزله , وفي منزل محمد أحمد محجوب تم الصلح بين الملك فيصل , والرئيس عبد الناصر بمبادرة من محمد احمد محجوب ثم دخل الثلاثة إلي قاعة المؤتمر متشابكي الأيدى فكان المشهد مؤثرا للغاية أبكي كثير من الملوك , و الروؤساء العرب .
ففي هذا المؤتمر طالب المحجوب المؤتمرون إلي دعم مصر ماليا لأن الحرب دمرت الإقتصادالمصرى تماما فأستجاب الملوك , والروؤساء العرب لدعوة المحجوب , وتجابوا معها تجاوبا رائعا وخرج المؤتمر باللاءات الثلاث لا صلح , ولا تفاوض , ولا سلام مع إسرائيل عاد عبد الناصر إلي مصر أكثر قوة , وأكثر عزيمة وأكثر إصرارا , وبمعنويات عالية
فقد أعاد له الأستقبال الجماهيرى العالمي الذى إستقبلته به جماهير الخرطوم الروح والنشوة والبهجة , وفي ذات الوقت قررت إسرائيل الإنتقام من السودان رسمت , وخططت , وبذكاء , ودهاء , و مكر , وخبث فكان لها ما ارادت فصل الجنوب من الشمال إنتقاما منه لمواقفه العربية و الإسلامية , وهاهو العالم العربي , و العالم الإسلامي يقف من السودان موقف المتفرج يضرب كفا بكف متعجبا مشدوها , ومذهولا غير مصدقا ما يجرى أمام عينيه , و لا يدرى أن الدور قادم
إن شاء الله وكما قيل : أكلت يوم أكل الثور الأحمر .
فقد إستوقفني رد المهندس الجنوبي فاروق جاتكوث في ندوة البي بي سي المنعقدة في الخرطوم تحت عنوان :
{ حساب السودان } رد المهندس الجنوبي فاروق علي أحد المتحمسين للعرب والعروبة إذهب الأن إلي السعودية وقل لهم أنا عربي أسمع ردهم ماذا يقولون لك وهنا ضجت القاعة بالتصفيق والتصفير ثم قال ته : أنت مستعرب وليس عربي .
فمن النكات المضحكة المبكية أن ضابط الجوازات السعودى في مطار الرياض سأل أحد السودانيين ما إسمك قال : عبيد
فرد الضابط السعودى : أدرى انك عبيد لكن ما إسمك ؟
هكذا يتعامل العالم العربي مع عروبة السودان سخرية , وإستهزاء وإساءة أدب مع الحبيب المصطفي طه صلعم :
{ من تحدث العربية فهو عربي } لكن عرب الخليج لا يعترفون إلا بعروبة الحسب والنسب , وعروبة لبنان الذى يعتز أهله بأنهم فينيقيون , و لكن الخليجون لا يسمعون .
وبالرغم من ذلك يتفاخر كثير من السودانيين بكبرياء زائفه بنسب أنفسهم إلي الأشراف فالفرد منهم شريفي إبن شريف
ومن بيت شريف ونسوا الحديث القدسي :
{ أن أخو كل تقي ولو كان عبدا حبشيا , و برئ من كل شقي , ولو كان شريفا قرشيا }
الكاتب الصحفي عثمان الطاهر المجمر طه .
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة