بسم الله الرحمن الرحيم
ايها الجنوبيين فى ألف داهية أنكم لا تشبهوننا(1)
السودان ذلك الوطن القارة بذلك الشعب الطيب المسكين يتمزق أربا أربا تطمع فيه القوى ألأقليمية والدولية كما تتكالب ألأكلة على قصعتها بسبب غباء وجهل وحمق قادته السياسيين من أول حكومة وطنية الى هولاكو ألأنقاذ . والجذور الرئيسيةا لمشكل السودان ليس أختلاف شعوبه عرقيا وأثنيا وعقديا ولغويا وثقافيا وهذا هو حال العديد من ألأمم والشعوب فبدلا من أن يكون هذا عامل أثراء وقوة وغنى أصبح عامل هلاك وفناء وضعف وأس الكوارث أنحدار حكام البلاد من ألأقليم الشمالى النيلى كما جرت العادة ولكن هؤلاء أتبعوا سياسات لتهميش الآخرين والأزدراء بهم وتركيز الثروة والسلطة فى قبيلتهم وبطانتهم وأقاربهم ومحاسيبهم وبسبب أنهم يتمتعون بسحنات متقاربة وعقيدتهم واحدة ادى هذا وبحكم الطبيعة البشرية وبحكم طبيعة ألأنسان وأنها صفة لازمة وملازمة له كما قال علماء النفس وهذا يؤدى أن ينظرون ألى من يختلف عنهم نظرة أزدراء ومن هنا ظهرت كلمات ألأزدراء القبيحة (عبد.فلاتى.غرباوى)وهذا يمكن معالجته بالتربية الدينية وبالبرامج الثقافية وبسلوكيات قادة الحكم ولعبت ظروف أخرى أدت الى أن ينظر اهل الشمال النيلى والوسط باستعلاء الى أهل السودان الآخرين وديننا الحنيف يؤكد (أنا جعاناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم) وقال رسول الرحمة (لا فرق بين عربى وعجمى ولا بين ابيض وأسود ألا بالتقوى )ومن الظروف ألأخرى أيضا حيث لعب ألأستعمار فيها دورا كبيرا أذ قام بنشر التعليم فى الشمال وأبتعثهم للخارج فتولوا مقاليد الحكم والسلطة فتبعتها الثروة ولقد أصبحت سياسة التمييز فى معاملة المواطنين استراتيجية ثابتة للأنقاذ فى مختلف مواقع العمل واعادة تمجيد القبيلة والجهوية وكان على عبد اللطيف يتحمل سياط القاضى ألأنجليزى رافضا ذكر قبيلته وكان يرددها معتزا بأنه سودانى وهذه المعاملة تنزلت تلقائيا الى مختلف قيادات الخدمة العامة ومنها الى الشارع العام فرأس النظام قال كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته ففى خضم ماساة دارفور سائلا ومتسائلا أحد مساعديه ما أذا كان أعتداء الجعلى (للغرباوية )على حسب قوله شرف لها أم جريمة أغتصاب وسئل ضابط شرطة أخونا وهو عائد للسودان (يا غرباوى أنت ماشى وين ) وفى لقاء فى القنصلية زجر سودانى أخ له (يا غرباوى أسكت ساكت) وهكذا بدأ ألأستعمار هذا تأديبا لأهل الغرب لأنهم لعبوا دورا وطنيا فى طرد المستعمر ألأنجليزى حيث ضحوا بأرواحهم فى سبيل وطن يؤمنون به وقال رأس النظام لأندرو ناتيسيوس مبعوث بوش الشخصى للسودان (يبدو أننى سأكون آخر رئيس عربى للنظام )وهذا دليل قاطع لعنصريته وعدم كفاءته ولكن بتطور المعرفة وأنتشار التعليم وأنفجار ثورة المعلومات وألأتصالات أدرك أهل الهامش الظلم والتهميش الذى يحيق بهم وبمناطقهم فطالبوا بالعدالة فى توزيع الثروة والسلطة لا سيما وقد تواجدت ثروة النفط فى مناطقهم فقامت انتفاضات أهل الهامش فى دارفور والجنوب الذى سيكون أنفصاله بداية انحلال وأندثار دولة السودان ويا ليت طغمة الشمال النيلى الحاكمة الهالكة عمروا مناطقهم وأقاموا لهم المشاريع ألأقتصادية وبنوا المصانع والمستشفيات والمدارس والطرق والجسور ولكن لم يحدث هذا ولكن أتبعوا سياسة تمكين أولاد القبيلة وبطانتهم وذويهم ففتحوا لهم خزائن البنوك وتقديم التسهيلات بكل صورها وأشكالها فأثروا ثراء أمراء الخليج وأهل الشمال من أكثر أهل السودان تضررا من أنظمة الحكم العسكرية الدكتاتورية حيث دفنوا بقايا ومخلفات ألأسلحة النووية وغيرها من المواد المشعة مما تسبب فى أن اصبح أكثر من 90% من حالات السرطان منهم وهناك فضيحة فى نفس الموضوع ظهرت قبل اربع شهور ولكنها أخفيت لأنعدام حرية الصحافة فبدلا من رفع السلاح والثورة ضد هذا النظام أصبحوا من أكثر المؤيدين لهذا النظام بسبب الجهل وعصبية الجاهلية وعصبية القبيلة ورأينا كيف أن سيى الذكر الطيب مصطفى يصف الرحل جون قرنق (بالهالك)وكيف أن اللا مغفور له (محمد طه محمد أحمد)وصف نساء دارفور مما أدى ألى حتفه وهذا الصوت يمثل تيار عريض للأسف من أهل السودان وأستغرب كيف ينظر أنسان الى آخر بأزدراء ويقول الله عز وجل فى محكم تنزيله (لا يسخر قوما من قوم عسى ان يكونوا خير منهم.الى آخر الآية )أيها ألأنسان لتسئل أصلك من انت ألا نطفة مذرة آخرك جيفة قذرة ما بين الحالتين فى جوفك عذرة وان المرء لا يكمل أيمانه حتى يرى الناس كالأباعر ثم يرجع الى نفسه فيرآها أصغر من كل صاغر .أبغض شيئا الى نفسى فى هذه الحياة هو الظلم أيا كان مصدره ولو من أقرب ألأقربين.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة