خايفين وما خايفين..!!
شمائل النور
عدوى ثورة شعوب العالم الثالث لن تتوقف من تونس إلي مصر،الثورة الكبرى،اليمن على باب الإنفجار،الجزائر والأردن وسوريا،نحن في السودان لن يختلف وضعنا كثيرا عن هذه الشعوب،الهدف واحد والوسيلة المتاحة واحدة بإختلاف نهج الحكومات في طرائق القمع،الفيسبوك هو الراعي الحقيقي للثورة ومواقع أخرى.
عندما سيّر طلاب بعض الجامعات بداية الشرارة قمعت الحكومة هذه التظاهرة قبل أن يكتمل العدد المتوقع أن ينضم إليها تباعا،فعللت الحكومة ان القمع جاء بعد ان وقعت أعمال تخريب وفوضى،والغريب بعد أن فضت الحكومة هذه المظاهرات،تناقلت الأنباء مقتل طالب جامعي في مواجهة مع الشرطة وإعتقال عدد من المتظاهرين،مظاهرات لم يتعد افرادها حساب الأيدي،رغم ذلك تحسبت لها الحكومة بشكل واسع وقمعتها،إذا الحكومة تخشى هذه التظاهرات.
في ذات الأثناء نائب الرئيس يعقد مؤتمر صحفي ليعلن للجميع ان الحكومة التي تخشى الشارع هي حكومة لا مستقبل لها،ونحن لا نخاف الشارع،حال اتخذ المتظاهرون الإجراءات القانونية،والإجراءات القانونية هذه تقدمها لك الحكومة التي أنت خارج لإسقاطها،فهل يُعقل.؟ كيف نُفسر هذا.؟ وإذا مارسنا بعض الخبث في تحليل عبارة النائب التي خرجت بها الصحف صبيحة المؤتمر الصحفي من السهل أن يجرفنا التفسير إلي انها دعوة مبطنة للخروج إلي الشارع.
لا توجد حكومة على الأرض لا تخشى الشارع ناهيك عن حكومة أحزابها المعارضة وحركاتها المتمردة تكاد تساوي عدد شعبها،الشارع هو البعبع الحقيقي لكل الحكومات،الشارع هو آخر مرحلة يصلها الشعب،فهل في ذهن الحكومة انه لاشيء يدعو إلي الخروج إلي الشارع.؟من منّا يتوقع الحال الذي عليه مصر الآن،من منّا يتوقع أن يهتز عرش مبارك.؟ لا أحد كان يتوقع ذلك حتى المصريون انفسهم أصحاب الوجع لم يتوقعوا أن تخرج ثورة بهذه القوة حتى أن بعضهم بكى وذرف الدموع أمام الكاميرات.
الحكومة تخشى الشارع فلا تنكر ذلك والدليل انها مقابل عشرات المتظاهرين حشدت المئات من قوات الشرطة الذين يسعون بين الناس بسياطهم الغليظة إرهابا،وبالمقابل كثير منّا يريد التغيير اليوم قبل غداً لكنه أيضا كما الحكومة يخشى،نعم يخشى البدائل الجديدة والسيناريوهات السخيفة التي قد تعيد نفسها،لكن هناك من هو مؤمن تماماً أنه لا أسوأ من الوضع الحالي،والقادم لن يكون أسوأ من الحاضر بكل الحسابات،وبين هؤلاء وهؤلاء قرار يأتي في كسر من الثانية.
حتى لا تضطر الحكومة إلي وضع نفسها في إمتحانات الشجاعة والصمود أمام الشارع فلتعجل بالتغيير وتستبق الأحداث ولا تسخر من ثورات الشباب وقبلها سخر التونسي بن علي من الشاب الذي أحرق نفسه والذي فجر الثورة في تونس،وهاهو بن علي لاجيء،فلتنظر الحكومة إلي مبارك،وفي مبارك ألف عظة وعظة.
لا نشك برهة أن هناك بعض الأغبياء المضللين الذين ينفعون الشعوب أحيانا يسهبون في الهمس في آذان الحكومة بأن تضع في بطنها بطيخ صيفي لأن حكومتنا ليست كنظام مبارك وشعبنا ليس كشعب مصر،فتنوم الحكومة غرير العين لتجد أن حمار النوم أخذها إلي مكان سحيق.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة