ما قبل المؤتمر العالمى الثالث للصحة الانجابية
ببرج الفاتح بالخرطوم
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله الامين
وعلى اله وصحبه
التاريخ : 1 فبراير 2011
الموافق 26 صفر 1432
د. ست البنات خالد محمد على
إستشارى أمراض النساء والتوليد
جامعة الخرطوم – السودان
الحمد لله رب العالمين , نحمده على ما هدانا اليه وما كنا لنهتدى لولا ان هدانا الله .
نسأل الله العلى القدير ان يرحم ضعفنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس فهو رب المستضعفين ,ونسأله ان لا يكلنا لاحد ولا لانفسنا طرفة عين فنهلك , فيا الله ان لم يكن بك عليناغضب فلا نبالى , فلابد لنا ان نكون فى موضع النقد والانكار حتى لا نكون فى موضع الدفاع عن مواقفنا والتى احسب انها نابعة من غيرتنا ودفاعنا عن ديننا وشرعنا الحنيف وسنه نبينا الكريم محمد- صلى الله عليه وسلم- المطهرة .ونشهد الله سبحانه وتعالى على ذلك ونساله ان يجعل موقفنا هذا ذخراً عنده يوم لا بنفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم .
أخيراً تم تحديد مواعيد المؤتمر الثالث للصحة الانجابية والذى سيقام فى برج الفاتح بالخرطوم السودان فى تاريخ 18 – 21 فبراير 2011 وذلك حسب ما جاء فى البرامج المصاحبة قبل المؤتمر والتى بدأت فى الفضائيات والاذاعات المحلية والعالمية, فقد كان من المفترض ان يكون هذا المؤتمر فى نوفمبر 2010 وتم تأجيله. هذا المؤتمر العالمى تستضيفة فى البلاد وزارة الصحة الاتحادية السودانية بالتعاون مع منظمة الامم المتحدة للسكان (UNFPA)مع منظمات اخرى مثل اليونسيف(UNICEF) ومنظمة الصحة العالمية(WHO). والمنظمة الآسيوية الباسيفيكية للصحة الانجابية(APRDC) وهيئات ومنظمات اخرى ....
وكما ذكرنا من قبل ان مؤتمرات منظمة الامم المتحدة والتى تعنى بالمرأة والطفل وعموم الاسرة نابعة جميعها من اكبر مؤتمرين عالميين هما مؤتمر السكان فى القاهرة 1994 ومؤتمر المرأة فى بكين فى 1995 وما تبعها من مؤتمرات أخرى ومن هذه المؤتمرات نبعت عدة مصطلحات لم تكن موجودة من قبل ومنها مصطلح الصحة الانجابية ومصطلح الجندر وتمكين المرأة وغيره من الافكار والثقافات الوافدة علينا والتى تجئ بشعارات وعناوين براقة ورنانه زائفة ليس في ظاهرها ما يدعو الى الريبة ولا التشكك فى اهدافها وليس من الانصاف القول بأن كل ما يحتويه برنامج هيئة الأمم المتحدة عمل سيء محض أو هدام كله,, بل إن فيه الجيد المفيد والمطلوب، وفيه الرديء الضار وغير المطلوب أبدا ومما يحتاج الى التنبيه اليه والتأكيد عليه أن كل ما يحتويه البرنامج ويبشر به من أفكار ويطالب به من مبادىء جيدة قد جاء بها ووضحها الدين الاسلامي ودعا اليها.
ولكن الحقيقية والتى بحمد الله تم كشفها ومعرفة خفاياها من اناس لهم غيرة على دينهم حضروا هذه المؤتمرات فى مكانها وعرفوا ما فيها من سموم فتاكة قاتله لجميع امم العالم وليس للامة المسلمة وحدها ...
وقاموا برساله واضحة وصريحة تكشف ما فى هذه المؤتمرات من ضرر على الأسرة والمرأة وذلك فى الرسالة التى بعث بها السيد معالي الدكتور الشيخ : عبدالله بن صالح العبيد الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي إلى رئيس الجلسة الثالثة والعشرين التي عقدتها هيئة الأمم المتحدة في نيويورك بشأن المرأة والتي إستعرضت توصيات ونتائج المؤتمرات الخاصة بالمرأة والتنمية والسكان في الفترة من 37/1421هـ الموافق 59/6/2000م.
وقد اوضحت هذه الرسالة مايلى :
أولا: إغفال الدين في برنامج هيئة الأمم المتحدة:
برنامج هيئة الأمم المتحدة لم يتطرق الى الدين أيا كان في التأثير على حياة السكان وجوانب التنمية المطلوبة عن طريق استغلال القيم الفاضلة والمبادىء القوية التي تدعو اليها الأديان وتأثير الأديان الواضح على حياة الانسان. ومن الواضح أن ذلك قد حدث لأن البرنامج يعتمد في مرجعيته على خلفية تستبعد فكرة الأديان، وتقوم على فصل الدين وعولمة حياة وشؤون الانسان، وقد يفهم بحسب ما لوحظ من سلوكيات بعض الجمعيات غير الحكومية والمشاركة في صياغة البرامج المطروحة أنها تعتبر الانسان سلعة سوقية تخضع لقانون العرض والطلب، وليس خلقة إلهية تستوجب التكريم والحماية والصيانة كما نص القرآن الكريم على ذلك بقوله سبحانه وتعالى (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات، وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) الاسراء 70.
ثانياً: العمل على هدم الأسرة:
يدعو برنامج هيئة الأمم المتحدة الى التسليم بتغيير شكل الأسرة بل يصرح برنامج الأمم المتحدة أن الأهداف تتمثل فيما يلي:
وضع سياسات وقوانين تأخذ في الاعتبار تعددية أشكال الأسرة, كما يطالب الحكومات أن تقيم وتطور الآليات الكفيلة بتوثيق التغييرات وأن تجرى الدراسات بصدد تكوين الأسرة وهيكلها, وفي هذا ما فيه من العمل تحت هذه العبارات الغامضة المطاطة على تشجيع الاعتراف بالأسر التي تتكون خارج الاطار الشرعي سواء كانت بين رجل وامرأة بدون زواج أو بين رجلين كما هو موجود في بلاد الغرب أو بين امرأتين كذلك، وهذا شيء يتناقض تناقضا صريحا مع الدين الاسلامي الحنيف ومبادئه الرامية لصالح البشر جميعا.
ثالثاً: رفع ولاية الآباء عن أولادهم:
ورد في برنامج هيئة الأمم المتحدة أنه يجب ضمان وصول الشباب والمراهقين الى الخدمات المتعلقة بالصحة الانجابية الجنسية والتناسلية بما في ذلك منع حالات الزواج المبكر والحمل المبكر والتثقيف الجنسي والوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية الايدز وغير ذلك من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي,, ويجب ضمان سريتها وخصوصيتها بدعم وتوجيه الوالدين، وبما يتمشى مع اتفاقية حقوق الطفل. وحماية المراهقين والمراهقات عند تعاطيهم الجنس الآمن، والاحتفاظ بسلوكياتهم الشخصية في سرية عن آبائهم.
رابعاً: رفع سن الحد الأدنى للزواج:
يرى البرنامج تشجيع الأطفال والمراهقين والشباب، وخاصة الشابات، على مواصلة تعليمهم لتهيئتهم لحياة أفضل، وزيادة امكاناتهم البشرية للمساعدة في الحيلولة دون حدوث الزيجات المبكرة.
كما يدعو الى أن تعمل البلدان على ايجاد بنية اجتماعية اقتصادية، تفضي الى ازالة الترغيب عن الزواج المبكر.
وهذا يعني ان البرنامج يدعو الى رفع سن الراغبين في الزواج، عن طريق محاربة الزواج المبكر لدى الشباب من الجنسين وفي هذا ما فيه من المعارضة الصريحة لتعاليم الاسلام التي تدعو الى الزواج وتحث عليه ما دامت القدرة عليه قد تحققت والاستطاعة قد تيسرت.
خامساً: إباحة الزنا:
كذلك ورد في برنامج الأمم المتحدة أنه ينبغي أن يكون الهدف مساعدة الأزواج والأفراد على تحقيق أهدافهم التناسلية، واعطائهم الفرصة الكاملة في ممارسة حق الانجاب باختيارهم والمقصود بالافراد غير المتزوجين من الناس.
ومن ذلك تتضح الدعوة الى الغاء القوانين التي تحد من ممارسة النشاط الجنسي الذي هو فطرة وجَّه الاسلام الى الطريق الأمثل لتفريغها وعمارة الكون على أساسها، وقد ورد مثل ذلك في الفقرات 78 من وثيقة مؤتمر السكان والتنمية التي تضمنت أنه ينبغي على الحكومات أن تسهل على الأزواج والأفراد تحمل المسؤولية عن صحتهم التناسلية والجنسية بازالة مالا لزوم له من عوائق قانونية وسريرية وتنظيمية تقف في وجه اكتساب المعلومات والحصول على خدمات وأساليب تنظيم الأسرة.
ومثل ذلك المناداة بحقوق المراهقين الجنسية حيث ينص البرنامج على أنه ينبغي أن تتوفر للمراهقين المعلومات والخدمات التي تساعدهم في فهم حياتهم الجنسية بما يسمى بالجنس الآمن لكى يحموا انفسهم من حالات الحمل غير المرغوب فيه، ومن الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي، ومن خطر العقم بعد ذلك.
سادسًا: إباحة الإجهاض:
ان برنامح هيئة الأمم المتحدة يتحاشى النص على إباحة الاجهاض صراحة بيد أن المدقق يشتم رائحة هذه الإباحة، بل الدعوة الى الاجهاض في مواطن كثيرة من البرنامج.
فعلى سبيل المثال نجد النص التالي: ينبغي أن تكون برامج الرعاية الصحية الانجابية التناسلية والجنسية مصممة لتلبية احيتاجات المرأة والفتاة المراهقة .بل نجد ما هو أشد من ذلك معالجة قضايا المراهقين المتصلة بالصحة الجنسية والتناسلية بما في ذلك الحمل غير المرغوب فيه بما يسمى بالاجهاض الآمن.
سابعاً: الضلال في معالجة الايدز:
يتضح لنا هنا ان مع انتشار برامج الصحة الانجابية هذه تحصل مضاعفات كثيرة تنتج من اباحة الزنا الذى يؤدى الى الامراض الجنسية المعروفة بما فيها طاعون العصر الجديد الايدز وهنا يجئ الدور المفترض منهم بتكثيف نشر الواقيات الذكرية كحل مثالى بالنسبه لهم ان هذه حلول يصدق عليها قول القائل (وداوها بالتي كانت هي الداء) فهي حلول تقر الخطأ وتعالجه بخطأ أشد فحشا منه كما أنها لا تقي الانسان من هذا الداء الوبيل والخطر الداهم، واضافة الى ذلك فهي حلول تخالف الشريعة الاسلامية في العلاج أو الوقاية من هذه الأمراض الناتجة عن شيوع الفاحشة.
تاسعا: الدعوة الى تحديد النسل:
يركز البرنامج دون مواربة على أن الدعوة لتحديد النسل والقوانين والتدابير المطلوب اتخاذها لنجاح هذا الهدف هو الهدف الاسمى والاساسى الذى يعمل له صندوق الامم المتحدة للسكان والذى يتكون اساساً من نخبة عالمية صهيوصليبية تدعو الى كبح تكاثر السكان عالمياً وحد عدد سكان العالم كافة وفى اولها شعوب العالم التى تأكل ولا تنتج على حد زعمهم ((The un useful eaters ومن اهم اهدافهم ان يحدوا عدد سكان العالم الى نصف مليار شخص بدل السته مليار الحالية بكل الوسائل المتاحة لهم فى ايديهم من نشر الاوبئة والحروب البيلوجية من خلال التطعيمات المختلفة والتى صرح بها كبيرهم فى الوقت الحالى بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت ! واحد من أغنى الرجال في العالم ، بيل غيتس يرسم لنفسه صورة لمحسن كبير باستخدام المليارات عن طريق مؤسسته (معفاة من الضرائب) مؤسسة بيل وميليندا غيتس ، والذى جاء حالياً بما يسمى بالتطعيم الخماسى للاطفال وقد كان والده من كبار المروجين لحركة حد عدد السكان population control فى العالم . وقد تحدث بيل غيتس على العلن من خلال البرنامج التلفزيونى TED2010 حيث أدلى غيتس بتصريحات متنوعة ففي كلمة بعنوان "الابتكار إلى الصفر!." ذكر غيتس اقتراح للحد من انبعاثات- CO2 التي من صنع البشروالتى ثأثر سلباً على البيئة في جميع أنحاء العالم- إلى الصفر بحلول عام 2050 ، وبعد ما يقرب من أربع دقائق من بداية الحديث ، وبل غيتس يعلن انه يوجد في العالم اليوم 6.8 مليار نسمة. يتجه الى حوالي 9 مليارات ، واذا تمكنا من تحقيق انجاز كبير حقا على لقاحات جديدة لتحسين النسل والرعاية الصحية وخدمات الصحة الإنجابية ، ربما نسطيع تقليل هذا الرقم بنسبة 10 أو 15 في المئة. يعني ٣٣٠ مليون انسان بمعنى اوضح ، واحد من أقوى الرجال في دول العالم و بشكل واضح يتوقع أن يكون استخدام اللقاحات افضل طريقة للحد من النمو السكاني.
وعندما يتحدث بيل غيتس عن لقاحات ، فانه يتحدث بحكم المعرفة العميقة والمفصلة.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة