"الصحافة"
الخرطوم :سلمى آدم: حمد :محمد سعيد: تصدت الشرطة امس، مئات من الطلاب والشباب أثناء محاولتهم الخروج في مسيرات للتنديد بارتفاع الأسعار والمطالبة باستقالة الحكومة، واعتقلت «70» من المحتجين،ودونت بلاغات في مواجهتهم بتهمة الازعاج والتجمهر والاخلال بالسلامة العامة،وبينما أكد القيادي في حزب الأمة مبارك الفاضل أن المسيرة السلمية نظمها شباب السودان، مشيراً الى أن المتظاهرين «أرادوا إظهار غضبهم إزاء الأمور التي أدت إلى تقسيم البلاد، ولأن مستقبل الشمال غير واضح»، سارع المؤتمر الوطني الى اتهام الاحزاب التي وصفها بالفاشلة والضعيفة» بالوقوف وراء التظاهرات التي حدثت في الخرطوم امس.
وتمكنت شرطة مكافحة الشغب من تفريق نحو ألف طالب من جامعة أم درمان الإسلامية أثناء خروجهم في مسيرة إلى الشارع مطلقين هتافات تنتقد الحكومة، واندلعت الاشتباكات ،بحسب شهود عيان عندما بدأ المحتجون بإلقاء الحجارة على رجال الشرطة الذين أخذوا بدورهم يضربون الطلاب بالعصي.
ونقلت وكالة رويترز عن أحد المحتجين ويدعى محمد صلاح أن عشرات من أفراد الشرطة بدأوا يضربون الطلاب بالعصي في ميدان جاكسون وأن بعضهم اعتقل.
وتظاهر كذلك نحو خمسمائة طالب من الجامعة الأهلية في أم درمان مرددين هتافات تنتقد ارتفاع الأسعار وتطالب بالتغيير،وذكر شاهد أن أفرادا مسلحين من شرطة مكافحة الشغب أطلقوا قذائف الغاز المدمع وحاصروا الطلاب في كلتا الجامعتين.
وبالتوازي مع تلك الاحتجاجات، تظاهر نحو مائة شاب قرب القصر الجمهوري وسط الخرطوم هاتفين «نريد التغيير، لا لارتفاع الأسعار»، وتصدى لهؤلاء كذلك حشد من الشرطة الذين طارد بعضهم المحتجين، وكشفت مصادر امنية لـ «الصحافة» عن توقيف اكثر من «64» شخصاً بينهم طلبة جامعات منتمين لأحزاب سياسية مختلفة، خرجوا في تظاهرات بالخرطوم مطالبين باستقالة الحكومة وتم فتح بلاغات في مواجهتهم تتعلق بالازعاج والتجمهور والاخلال بالسلامة العامة.
وأكدت الشرطة في بيان انها احتوت احداث شغب محدودة للغاية أمس، قام بها عدد من الطلاب عقب اعلان النتائج الاولية للاستفتاء، اندس بينهم عدد من المحرضين .
وقالت الشرطة انها ألقت القبض على عدد «40» من الطلاب و«30» من المواطنين وتم اتخاذ الاجراءات القانونية في مواجهتهم، واطلق سراح الطلاب في اقل من ساعة بالتعهدات الشخصية، بينما باشرت النيابة التحري مع المواطنين الذين قاموا بالتحريض ،وأكد المكتب الصحفي هدوء الاحوال الامنية في جميع ولايات البلاد.
من ناحيته، اكد الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة، الفريق احمد امام التهامي لـ «الصحافة» انه تم الافراج عن جميع المعتقلين بالضمان المادي، نافيا حدوث اية اصابات بين المتظاهرين، مؤكدا انهم كانوا بأعداد قليلة.
كما أوقفت الشرطة عدداً من الصحفيين الذين يعملون لوسائل الإعلام المحلية والدولية وطلبت منهم عدم تغطية الاحتجاجات.
وتأتي هذه المظاهرات استجابة لدعوات عبر الإنترنت لتنظيم مسيرات سلمية مناهضة للحكومة في جميع أنحاء السودان بالتزامن مع إعلان النتائج الأولية للاستفتاء .
وقال القيادي في حزب الأمة المعارض مبارك الفاضل لـ»الصحافة» إن هذه المسيرة السلمية نظمها شباب السودان، وعبر عن اعتقاده بأن المتظاهرين «أرادوا إظهار غضبهم إزاء الأمور التي أدت إلى تقسيم البلاد، ولأن مستقبل الشمال غير واضح».
وحمل الفاضل مآلات الوضع السياسي بالبلاد، للمؤتمر الوطني، قبل ان يطالب الحكومة بتقديم استقالتها والتنحي لصالح تكوين حكومة توافقية تخرج البلاد من كبوتها،
ودافع عن حق الشباب في التظاهرات السلمية واعتبرها من الامور التي كفلها الدستور، وشدد على ضرورة اطلاق سراح المعتقلين فورا، مضيفا ان الثورة تأتي حزنا على الانفصال بجانب تدهور الاوضاع المعيشية، وزاد» الجماهير تجاوزت الاحزاب وخرجت للشارع لتعبر عن رؤيتها « ،واضاف «الكرة الان في ملعب الحكومة « وعليها ان تنصاع للنداءات المتكررة وتهيئة الاوضاع السياسية والاقتصادية.
وألمح الفاضل الى ان حوار تحالف المعارضة والمؤتمر الوطني لم يعد مجديا بعد التطورات الاخيرة، وقال «نحن في خندق واحد وبإرادة موحدة « والشارع تجاوز الاحزاب.
لكن المؤتمر الوطني قلل من مخاطر انتقال عدوى التظاهرات التي حدثت في كل من تونس ومصر، مؤكدا انها لن تحدث في السودان، ووصم القوى السياسية المعارضة « بالفاشلة والضعيفة»وتريد ان تحرج بعضها البعض قبل ان يتهمها بالوقوف وراء التظاهرات التي حدثت في الخرطوم امس.
وقال مسؤول المنظمات بالمؤتمر الوطني، الدكتور قطبي المهدي، في تصريحات صحفية عقب اجتماع القطاع السياسي امس، ان احزاب المعارضة تريد ان تستغل ارتفاع اسعار السلع والمحروقات ،بالتحريض على اخراج مظاهرات هنا وهناك ،واضاف «عايزين الناس يزعلوا ويخرجوا للشارع وهم يأتو للسلطة،لكنهم فاشلون ولم يستطيعوا ان يحركوا الناس بقوتهم الذاتية».
وقطع قطبي بأن التظاهرات التي حدثت في كل من تونس ومصر لن تحدث في السودان وقال « نحن عملناها عام 1989وانتهت» وركبناهم التونسية» وقضينا على الفساد واوقفنا الانهيار الذي كان سائداً في البلاد.
من جانبه، قال عضو المكتب القيادي، الدكتور كمال عبيد، ان اجتماع القطاع السياسي ناقش القضايا المتعلقة بترتيبات مابعد الاستفتاء والمؤشرات السياسية للجان المشتركة في المرحلة القادمة ،الى جانب التظاهرات التي خرجت بالعاصمة ،واضاف احطنا علما بمحدودية هذه التحركات وكيفية تعامل المواطنين والاجهزة المختصة معها في المناطق المختلفة. واتهم عبيد، احزاب المعارضة بالوقوف وراء التظاهرات، وقال ان هنالك بعض التحركات سواء كانت استنتاجا او معلومات، وهنالك بعض الاطراف ترى ان التحركات تعبر عن بعض الاشكالات داخل الاحزاب اكثر منها تعبيرا من المواقف. وتابع بالقول « القوي السياسية تريد ان تحرج بعضها البعض «
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة