يبدو ان مجرى الامور بين السيد ايلا ومركزه قيد التأرجح مابين القبول والخوف .القبول بالتنازلات والعروض التي تم تقديمها له .والخوف من مآلات ما بعد الوضع .وبحكم طبيعة الرجل الجانحة للذكاء والتنبه لماهوآتي والود الذي فقد بينه وبين مركزه فقد يتوقع الرجل بأن هذه العروض والتي يسيل لها اللعاب قد تعتبر جزره لجر الفارالي المصيدة .واحكام قبضتها عليه وتحجيم مكانته المتنامية في الظهور والسيطرة علي طموحه الجامح .ومابين جزرة النظام وعصاه وتمنع ايلا مابين القبول والرفض تبرز عدة معطيات .
اولا ان السيد ايلا صنيعة نظام مؤسسي وبالتالي يتبع منهجية ذات اطر محددة ومن المفترض به ان لايشذ ويخرج عن طوع المؤسسية والا فالنسيان مكانه وهذاابسط عقاب فمثلماتم صنعه يتم تدميره.وبما ان الرجل عقله راجح رفض كل العروض التي يسيل لها اللعاب من قبل المركزخوفا من المصيرالمحتوم ويريدضمانات اكثروصلاحيات اوسع وهذا ما ترفضه المؤسسية .ولكن الذي يدعوا للريب هو قدوم السيد النائب الاول بدلا من السيد نافع وهو المعروف بميله لايلا ؟؟وقد كان السيد ايلا من الذكاء بمكان بأتباعه سياسة الباب الموارب لاهو مقفول ولا هو مفتوح قابل لكل التأؤيلات قد يصدق بعضها وقد يخطئ .ولكن الذي يهمنا في هذا السياق هو ان الشرق اضحى بمثابة حصان طراودة لهذا التحاور ما بين ايلا والمركز ففي كل الاحوال يخضع الوضع للعرض والطلب في عملية البيع المشؤمة بين اقطاب النظام الحاكم يتم بيع الشرق في سوق ليس للاخرين رائ فيه وفي ركن قصي من المشهد يجلس السيد اسياس ممسكا" بروزنامة مطالبه وشروطه فهو ركنا اساسيا في معادلة الوضع المتأزم بين القطبين فهو يمثل العمق الاستراتيجي لاي محاولة يقوم بها الاخير وفي نفس المقام لديه اجندته التي يحبكها بطريقة يحسد عليها وايضا الشرق هوالذي يمثل محور معادلته المطلبية التعسفية التدميرية .ويلوح باوراقه للنظام الذي يتنازل في كل حين وما تهافت السيد نافع لاسمرة منا ببعيد ,اذا وبناء عليه نجد انفسنا رقما يتم تداوله في كل بنود اللعبة مابين رحى العرض والطلب بينالاطراف الثلاثة. وكلها قد تتفق علي مكرها علي تهميش الشرق والعمل علي الحيلولة دون ان تكون له قائمة بل يظل اسيرا" لثالوثه المرعب والموغل في الظلم (الفقر والجوع والمرض) .قد يردد البعض ان نظرية المؤامرة غير واردة في كل ما تم سرده وقد يتفق البعض مع جزئيات منها ويختلف مع الاخر وقد يتفق من يتفق . ولكنها تكون في الاخر تحليل لما يجرى من امور تتشابك وتتداخل مع بعضها ولكنها تتفق علي احجام ابناء الشرق والنيل منهم بشتى الطرق .ان الناظر لوضع الشرق ولمدى الظلم الموغل في التجني عليه من قبل اركان النظام الحاكم وممارساته البائنة للناظر يدرك جليا" ان الشرق مقبل علي عمل كبير وتخطيط بارع في الدقة .قد تتفق وتختلف مع اركان النظام في بعض الامور وان احجام المسؤلين وعدم توضيحهم لما يتم تداوله عبر المنابر الاعلامية والالكترونية يدعوا للتسأل والدهشة اذااخذنا فيالاعتبار ان والي البحر الاحمر يعتبر من المقربين داخل اروقة النظام والحركة الاسلامية . والذي يدعواللريبة هوسياسة الصمت المتبعة في التعاطي مع الامور . ان الوضع في شرق السودان ليس كما ينبغي ان يكون لساكنيه من عدة نواحي اعتبارية لوافترضنا حقوق المواطنة للوطن وحق الوطن لمواطنيه ولكن المتأمل للوضع يدرك جيدا حجم التهميش الكارثي الذي يتعرض اليه الشرق من قبل آلية الحكم والانكى من هذا كله انهم يتمادون دون ارعاء الآذن انتباهة .لما يجري وانها بفعلها هذا تكون كالذي يصب الزيت في النار بدلا من الماء وان لكل فعل رد فعل موازي له وقد يكون اشد منه احيانا .ولكن بعد كل هذا علي المتأمل ان يدرك بأن الوضع بحاجة الي وقفة مع النفس والتعاطي مع الامور بمنظار آخرعشما" في وحدة وتماسك هذا الوطن دون الاجترار لمغبات ومألآت ماهو مقبل من تداعيات قد تودي بمزيد من الاحتقان . ولنضع في الحسبان ان هناك ماوراء الستار من هو مختبئ خلف بنوده المطمعية التوسعية الداعية والساعية الي زعزعة هذا الوطن بكل مرتكزاته الاثنية والعرقية وجرها الي آتون المستنقع الآسن............
عمادالدين ضرار
[email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة