يا مركز الخرطوم أطلقوا سراح الصحفي البجاوي باكاش.
بقلم /عثمان همد
الأسابيع الماضية جرت أحداث كثيرة في ولاية البحر الأحمر بعضها من الله كالسيول والأمطار. التي أنقصت من الأنفس والأموال والثمرات ابتلاءً وامتحاناً من الله لأهل الولاية ، فرحم الله الأموات وجبرا لله الكسر والجرح وعوض الله في الأموال والممتلكات لجميع من تضرروا من جراء تلك الكارثة في الولاية . ومن حجم الكارثة يبدوا أن استعداد حكومة البحر الأحمر لموسم الأمطار، وأخذ الحيطة والحذر لأسوأ الظروف المناخية لحماية مواطني الولاية ، ما كان بالمستوي المطلوب من المسؤولية والتخطيط والاستعداد اللوجستي والفني . نتمني اخذ العبر والدروس من هذه الكارثة ووضع تخطيط إستراتيجي لتلافي مثل هذه الكوارث في المستقبل .أما الأحداث الأخرى التي رشحت واختلف الناس حولها مابين الحقيقة والإشاعة هي سفر السيد الوالي وغيابه في ظروف حرجة ، كان من المفترض أن يكون في وسط أهل ولايته المصابين بكارثة السيول والأمطار، بإعتباره المسئول الأول امام الله .. ثم أمام الجماهير التي انتخبته والياً عليها ليقف معها في السراء والضراء.والذي زاد الطينة بلة التصريحات التي خرج بها بعض مسؤلي بالولاية جاءت متضاربة ومضطربة عن أسباب غياب الوالي .مابين سفر الوالي في رحلة علاجية .او سفره لإستقطاب المستثمرين الخليجيين للولاية. أو سفره لطلب الدعم من أبناء البحر الأحمر المقيمين بالمملكة في حادثة السيول والأمطار...لكن كانت الشائعات الأخطر في سفر الوالي محمد طاهر ايلا انه خرج إلي الرياض غاضباً ومتمرداً علي سياسات المركز التهميشية لأهل الشرق .و بني التحليل الأخير علي مقال كتبه الصحفي المخضرم عبد القادر باكاش تحت عنوان البيان الأول في صحيفة برؤوت الولائية لسان حال المؤتمر بولاية البحر الأحمر .وأهم ما في المقال فيه إشارة قوية بحق تقرير مصير شعب شرق السودان أسوة بجنوب السودان ومشورة جبال النوبة والنيل الأزرق. لأن ما وقع لأهل الشرق من تهميش سياسي واقتصادي وثقافي وانعدام تنموي ،لا يقل حجماً وضرراً عن ما وقع في الجنوب والنيل الأزرق وجبال النوبة ودارفور من المركز في الخرطوم . وأعتقد الناس أن المقال كتب بواسطة محمد طاهر ايلا بإعتباره البيان الأول لتمرده علي المركز ونشر باسم الصحفي باكاش .لقربه منه وثقته الكبيرة فيه.. المهم في الأمر برغم التحليلات والإشاعات التي تناقلها أحاديث المدينة والصحف والمواقع الإلكترونية ..نتمنى أن تكون الإشاعة بيضاء ، ويعود الوالي ايلا إلي ولايته سالماً غانماً معافاً معززاً بالمستثمرين والمساعدات لأهل ولايته المنكوبين من جراء السيول والأمطار وارتفاع الأسعار وانعدام الأشغال...أما في يخص صاحب البيان الأول الصحفي باكاش قد تم اعتقاله في بور تسودان وترحيله إلي الخرطوم ولا نعرف عنه شيئاً... وهذا يعتبر اعتقال تعسفي وغير مقبول لصحفي بجاوي نشط في ظل حرية الرأي والكلمة ،وأنه لم يقل حراماً ولم ينتهك مقدساً ولم يتاجر بالمخدرات ولم يسرق أموال الشعب .حتى يتم اعتقاله بقسوة وسجنه وترحيله ..من حق باكاش ان يكتب البيان الأول والثاني والثالث والأخير.. فهذا رأيه الشخصي ولم يفرضه علي الآخرين بالقوة ، وربما هي نتيجة حتمية توصل إليها من خلال ما وقع لأهل الشرق من تهميش في كل شئ .برغم ما يزخر به إقليم شرق السودان من موارد متنوعة ومتعددة في جميع المجالات ،ولكنها رحلت عبر القطارات والطائرات وسيارات النقل وآنابيب البترول لتنمية المركز في الخرطوم .وحصد البجا الفقر والجهل والمرض خلال 55عاماً منذ الاستقلال .ثم ماذا يضير الحكومة مقال كتبه صحفي ولائي في صحيفة ولائية لا يعدوا أن يكون رأياً شخصياً ...لماذا لم يعتقل ويحاكم منبر السلام العادل وصحفي جماعة الإنتباهة وهم يدعون نهاراً جهاراً بالدعوة لإنفصال جنوب السودان . حتي أوغروا بعنصريتهم صدور الجنوبيين ليصوتوا بنسبة 99% لصالح الإنفصال. لماذا لم يعتقل السيد عبد الرحيم حمدي صاحب مثلث التنمية العنصري ،الذي قسم السودان الي مركز وهامش ودعوته في تركيز التنمية داخل مثلث الرفاهية .وخارجه جوعي وعطشي وفقراء ومرضي ووافدون وأجانب لا يستحقون حتي حقنة البنسلين والملاريا علي رأي كمال عبيد .والمدهش في الدعوة إن هذه كانت الورقة الاقتصادية للمؤتمر الوطني الحزب الذي ينضم إليه عدد كبير من أبناء البجا في شرق السودان. اذاً طالما هذا مهر الحرية والانفتاح والديمقراطية نحن البجا نريد الحرية لنا ولغيرنا...فالصحفي البجاوي العنيد عندما يدعوا إلي حق تقرير مصير شعب شرق السودان له مبرارته وقناعاته وأسانيده في تلك الدعوة ،وينبغي إن لا يرتعد المركز من ذالك ويفقد صوابه بالاعتقالات والتخويفات وتكميم الأفواه وكسر الأقلام الجريئة .وعلي الحكومة المركزية أن تعالج أسباب الدعوة تنموياً قبل فواة الأوان وانقلاب ما يحلم باكاش إلي حقيقة ...ان حق تقرير المصير مبدأ أصيل كفلته كل الشرائع السماوية والنظم الأرضية والقانون الدولي الإنساني .ومن حق أي شعب يعاني تهميش إقتصادي واستعلاء ثقافي وعرقي واضطهاد سياسي وجهوي .ان يقرر مصيره في الوحدة أو الإنفصال تحت إشراف دولي. والبجا في شرق السودان منذ 1958م يطالبون البتنمية والتعليم والعمل والحكم الذاتي الأقليمي والإستفادة من موارد إقليمهم المعدنية والزراعية والحيوانية والسياحية .وحقهم في موارد المواني البحرية من جمارك ورسوم عبور وتخليص وتشغيل وعمل وإدارة... ولكن هذه المطالب لا تعجب المركز المستحوذ علي السلطة والثروة وظل مسلسل التهميش التنموي وتفتيت إقليم الشرق أرضاً وشعباً إلي ثلاثة ولايات ضعيفة تدور في فلك الخرطوم. وتقزيم مطالب البحا في أشخاص وترضيات وديكورات لمزيد من استنزاف موارد شرق السودان في خدمة المركز ..واليوم حركة مطالب مؤتمر البجا أصبحت تتطور بعد 55 عاماً من الإنتظار في جيل جديد مثل عبد القادر باكاش وغيره من البناء البجا المحرومين من كل شئ ، في أن تتاح لهم فرصة تقرير مصير بجا شرق السودان سلماً.. لا حرباً ..في الوحدة أو الإنفصال عن الخرطوم.هذا المطلب طالما جاء سلماً مطلب مشروع قابل للمناقشة والحوار ومعالجة أسبابه ،بدل السجون والمعتقلات والتعامل بالعنف والقسوة والتخويف . والإنسان البجاوي عنيد وجبار اذا تعرض لظلم وإهانة وإذلال و دونكم كل الغزاة الذين حاولوا إخضاع البجا بالقوة علي مر التاريخ فشلوا ومنوا بالهزيمة .الصحفي البجاوي العنيد صاحب القلم المتمرد علي المركز لم يقل شيئاً من تلقاء نفسه في بيانه الأول .وإنما قرأ وعكس إحساس ومشاعر جميع ابناء البجا في شرق السودان.فهل تستطيعون اعتقال كل شعب البجا ؟..بإعتقالكم باكاش جعلتم منه بطلاً قومياً ،وبعثتم له أنصاراً ومؤيدين من آلآف المثقفين والشباب والشيب رجالًا ونساءً ، كلهم يهتفون بحياة (باكاش ). يامركز الخرطوم كفانا عنفًا وظلماً وتهميشاً ..طلقوا سراح الصحفي البجاوي المناضل عبد القادر باكاش فوراً، ودعوا قلمه حراً طليقاً يسبح في سماء الشرق الفسيح ...
[email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة