تنظيمات شبابية واحزاب راديكالية تدعو للتظاهر في قلب الخرطوم
الخرطوم / 27-1-2011
دعت مجموعة من منظمات الشباب على شبكة الانترنت وخصوصا على موقع فيسبوك الواسع الانتشار جماهير الشباب السوداني للخروج في مظاهرة جماهيرية الغرض منها اسقاط النظام وحددت مواعيدها بالساعة الحادية عشر صباح يوم الاحد الموافق 30 يناير 2011
وقد دعت المبادرة التي دعى لها التجمع الشبابي والطلابي والحركة الشبابية من اجل التغيير جماهير الشباب للخروج والتجمع والتظاهر في قلب الخرطوم وفي شارع القصر الذي يقع عليه القصر الرئاسي للرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير، مما يعده المراقبون تحديا مباشرا للنظام الاسلامي الحاكم في السودان، وفي نفس الوقت تجاوزا لقيادات الاحزاب المعارضة التقليدية التي يعتبرها هؤلاء الشباب غير راغبة في مواجهة النظام
وقد اتت الدعوة بعد يوم واحد من المظاهرة التي دعى لها الصادق المهدي رئيس حزب الامة وقائد طائفة الانصار الدينية، والذي كان قد اعلن من قبل انه سيعتزل النشاط السياسي او سينضم لركب الداعين لاسقاط النظام في 26 يناير 2011 ، وهو ما يصادف ذكرى تحرير الخرطوم من الجيوش الاجنبية من قبل جده الاكبر محمد احمد المهدي في عام 1885
وقد اعتبرت الاوساط الشبابية خطاب المهدي في تلك المظاهرة مخيبا للامال لجهة كونه دعا لمواصلة الحوار مع النظام ولم يدع لمواجهته واسقاطه كما كان يرغب العديد من الشباب، ومن بينهم الاعضاء الشباب في حزب المهدي نفسه
كما تأتي الدعوة في اعقاب الانتهاء من التصويت في الاستفتاء في جنوب السودان على حق تقرير المصير، حيث صوّت 99% من الناخبين لصالح الانفصال والاستقلال، وهو ما يعتبره الراديكاليون الشباب جريمة نتيجة مباشرة لسياسات عمر البشير ، كونه قد دفع الجنوب دفعا للانفصال بسبب سياساته الاسلامية
ولا يخفي الشباب الذين دعوا للمظاهرة تإثرهم بالتجربتين التونسية والمصرية، حيث تحرك الشباب لمواجهة انظمة متحجرة تحكم منذ عشرات السنين باستخدام اساليب العنف المباشر والفساد المالي والهيمنة الاعلامية والسياسية، بينما يعاني الشباب من العطالة والتهميش السياسي
وقد وجدت الدعوة الشبابية ترحيبا من الاعضاء الشباب في تجمع الاحزاب المعارضة، وهي الاحزاب التي اعلن الناطق الرسمي باسمها فاروق ابو عيسى استعدادهم للحوار المفتوح وغير المشروط مع عمر البشير، وهو الامر الذي ترفضه القاعدة الشبابية التي تطالب بازاحة البشير ونظامه
من جهته اعلن الحزب الديمقراطي الليبرالي وهو حزب علماني راديكالي صغير تأييده للمظاهرة، حيث دعا السيد عادل عبد العاطي رئيس المجلس السياسي للحزب عضوية الحزب ومؤيديه للخروج في المظاهرة، ونشر دعوته تلك في موقع الفيسبوك وموقع سودانيو اونلاين الواسع الانتشار وغيرها من مواقع الانترنت السودانية
ولا يخفي الحزب الديمقراطي الليبرالي الذي ترأسه الناشطة من جبال النوبة السيدة نور تاور ويلعب الشباب والنساء دورا رئيسا في قيادته ان هدفه المباشر هو اسقاط البشير بينما هدفه الاستراتيجي هو اقامة دولة ليبرالية علمانية في السودان تفصل الدين عن السياسة وتقوم على اسس جديدة، مما جعله في حالة خصام مع الاحزاب التقليدية ذات التوجه الاسلامي والاحزاب اليسارية التي يرفض اطروحاتها المعادية لليبرالية الاقتصادية وحليفا طبيعيا لتنظيمات الشباب المتمردة
وتقول المنظمات التي دعت للمظاهرة انها اعلنت تاريخها وزمنها واختارت مكانها في قلب الخرطوم عمدا وذلك كي ترسل رسالة تحدى مباشرة للنظام ، رغم التوقع بأن تقوم قوات الامن باغلاق وسط الخرطوم واعتقال الشباب الذين سيحاولون الاشتراك في المظاهرة قبل بدايتها
الا ان قيادات في الحزب الديمقراطي الليبرالي قد اعلنت انه في حالة فشل المظاهرة في قلب الخرطوم فسوف يتم نقلها الى الاحياء والى اطراف المدن، وكذلك سيتم اخراج المظاهرات الليلية والمظاهرات الخاطفة والتي تقوم تنفض بسرعة قبل وصول قوات القمع اليها
جدير بالذكر ان مظاهرات طلابية قد اندلعت بمدن السودان المختلفة في الفترة الاخيرة وقادتها عناصر من الشباب والطلاب، كما في نيالا والفاشر والجنينية في اقليم دارفور المضطرب، وبابنوسة في جنوب كردفان، وكذلك في اقليم الجزيرة المجاور لللخرطوم، وفي مدينة عطبرة العمالية في شمال البلاد، هي المظاهرات التي واجهتها السلطة بالعنف الشديد والاعتقالات
كما شهدت الخرطوم في الفترة الاخيرة عدة مظاهرات ومن بينها مظاهرة نسوية خرجت للاحتجاج على الجلد الوحشي لفتاة سودانية من قبل الشرطة السودانية ، وذلم بعد تسرب فيلم جلد الفتاة ونشره على قناة اليوتوب
كما قاد حزب الامة قبل مدة مظاهرة في امدرمان قابلتها السلطة بالعنف الشديد حيث تم كسر يد الدكتورة مريم المهدي ، ابنة زعيم الحزب الصادق المهدي والقيادية بالحزب ، بيد ان خطاب الصادق المهدي يوم 26 يناير قد احبط حتى اكثر مؤيدي المهدي اخلاصا ان يكون الرجل قائد المرحلة والانتفاضة ضد البشير
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة