الجبهة العريضة بقيادة حسنين باقية : تتقبل النقد والإصلاح وترفض التعنت والإقصائية
حقبقة لا تخفى على أحد وهى أنه لولا نُبل الرسول لما صُدقت الرسالة. وكأنى أسمع صوت شيخ المناضلين الأستاذ على محمود يقول: فقال أرأيتم لو قلت لكم اننى ساقود معارضة ضارية لا هوادة فيها ضد هذا النظام أكنتم مصدقي ومنضميّن تحت لوائها ؟؟؟ لقلنا : والله ما جربنا عليك هشاشية فى المواقف أمام الديكتاتوريات ولا خرس ولا ضبابية أمام الباطل السياسى وتشهد عليك سجون نميرى ومشانقه التى صليت أنت على شهديين من رفاقك فى السجن أنذاك صلاة الجنازة ، يشهد عليك طوب الأرض فى كوبر فى هذا العهد الظلامى ، ليس في سيرتك الذاتية موضع الا وفيه صمود أمام جلاد أو تضحية من أجل الحرية. يشهد عليك برلمانهم المزيف الذى خلعت أنت شارته ورميتها فى موضعها المناسب وهو كيس القمامة . يشهد على نبلك حتى فى الخصومة ومع ألد الأعداء أنك لم تقف موقف المتشفى من خصومه ودافعت عن عراب هذا النظام حسن الترابى أمام محاكمه التى أنشأها لكى ينال من خصومه.
جلست طوالى الشهر الماضى فى عزلة ووعكة إلكترونية ألمت بى ليست بإختيارى منعتنى من المشاركة فى أمر هذا الصرح النضالى العظيم والذى يُعرف بالجبهة الوطنية العريضة. أحاول أن أفيق من وهل السفور والفجور فى الخصومة السياسية الذى أصابنا فى هذا الصرح العظيم فأصبحنا لا نفرق بين على محمود حسنين وعلى عثمان طه. لقد أُصبت بالذهول من لغة الخطاب فى إجتماعاتنا السياسية لهذا الصرح النضالى العظيم ، فالحٍدة والبأس الشديد كانتا سبدتا الحوار وخاصة من الإخوة الكرام اللذين فارقوا هذا الصرح مؤخرا. لماذا كل هذا التعنت والكيدية فى جبهة مفترض أن يكون منهجها التوافق والتنازل ؟؟؟. فمهوم "جبهة" يعكس التعددية فى التكوين ويفترض الإتفاق على هدف أو هدفين أساسين لفترة مرحلية يعقبها تنافس ديمقراطى يتيح للاخرين طرح أفكارهم وبرامجهم كاملة من غير إنتقاص (كما هو الحال فى الجبهة).
لقد كانت لغة التوافق ونبذ التعنت والإلتفاف حول الهدف الأساسى تُؤذن فى مالطة ولا يستمع إليها من أتؤا ليصبغوا الجبهة بفكر وأيدولوجية تنظيماتهم السياسية وهنالك من لم يخفى هذا التهج بل توشح بألوان تعكس أيدولوجياتهم فى إعلان صارخ لؤاد التوافق والتحوصل فى الحزبية الضيقة. ويشهد الله على أن كل التجمعات السياسية التى شاركنا فيها كانت تركز على أهداف عليا ولا مجال فيها للصبغ بأديولوجية تنظيم معين. والدهشة القاتلة تكمن فى هذا التساؤل: أهل يعى إخوتى الكرام ممن إنشقوا على هذا الصرح العظيم معنى "تحالف" "جبهة" "تجمع"؟؟؟ وهل يعون إستراتيجة العمل فى هذة الكيانات كتعددة التكوين؟؟.
والخلاف الذى قاد لهذا التمرد والإنشقاق على هذا الصرح النضالى يدعو للرثاء أكثر مما يدعو للنظر فيه. رثاء على ما وصل إليه حالنا فى اللغط والتشوه الفكرى. ولقد أحسست بالشفقة على من كتبوا يساندون المنشقيين فى منحاهم ومنهم الأستاذ الجليل شوقى بدرى. أهل يمكن للقارئ الكريم أن يتصور أن الخلاف حول سقوط عبارة "فصل الدين عن السياسة" من منفيستو الجبهة بعد أن سقط مقنرح الدولة العلمانية بأغلبية ساحقة وأقر مقترحى العلمانية بفشل مقترحهم ورضاهم برأى الأغلبية؟؟. أهل يمكن لطالب أولى إبتدائى أن يرضى بسذاجة معلمه التى تصل الى حد أنه لا يعلم أن مصطلح العلمانية ومصطلح فصل الدين عن الدولة أو السياسة هما متساويان فى المعنى؟؟. وحتى لا أظلم إخواتى الكرام من منشقى الجبهة، سألت أخ عزيز فيهم : كل فات عليكم المطالبة أو إدراج عبارة "فصل الدين عن الدولة أو السياسة بعد أن سقط مقترح العلمانية بأغلبية ساحقة؟؟. ولكن فاجأنى جوابه بأن المؤتمر كان به متخصصون فى هذا الأمر ودرسوه بعناية. إننا أما ظاهرة تدعو للرثاء الفكرى لمن إنشقوا من هذا الصرح العظيم على هذة الجزئية.
ومن أمّر الإمور مذاقا أن تأمن من تضع يدك للعمل معهم فى أمر عظيم ونبيل كهذا ويتطلب قدرا عاليا من السرية والثقة ، ففى أثناء بحتنا عن مخرج لهذه الأزمة إذ بهم يتسللون لواذا الى أجهزة الإعلام ليجهروا بخلاف كان موضعه وطريقة حله هو الحوار الداخلى. إنه من المأسي أن لا يعلم من وضعت يدك لتعمل معهم فى عمل عظيم كهذا ، أن المستفيد من هذا الجهر بالخلاف هو من بعثرنا فى كل واد.
لقد كانت لغة التنازل والتوافق والإتفاق على الأهداف العليا وترك هذا الخلاف الساذج فى أمر العلمانية الى ما المؤتمر العام الشرعى للجبهة بعد إنتخاب فرعياتها لا يجد مذاقا عند من أتوا لفرض أيدولوجياتهم. لقد كان طرح أن هذا المؤتمر لم يكن تمثيله تمثيل حقيقى لجماهير شعبنا وأنه تم على عحالة وكان لمقيمى وإخوتنا الكرام فى بريطانيا ميزة الميقات المكانى فلا داعى للعجالة فى فرض شعائر الجبهة ولكن حينما نصاب نحن بالتزمت وأحادية الرأى وضيق الصدر تظهر علينا أعراض إصدار البيانات الإقصائية والتحذيرات والإنذارات المربوطة بالساعات وإطلاق الألفاظ السياسية النابئة على بعضنا البعض وتسمية قادتنا اللذين نباهى بهم النجوم فى نضالهم بإسماء وصفات عدونا الأكبر.
الأستاذ على محمود ليس هو بملاك سياسى ولم نبخل عليه بأى نقد سياسى فى سبيل الإصلاح وتصيح المسار كما كنا فى الماضى . ولكن فى ليلة الوطن الظلماء لا نجد من نصع تاريخه السياسى ومبدئيته فى النضال ضد الأنظمة القمعية سواء هذا الرجل ونحن على دربه النضالى سائرون وله ناقدون حينما يستوجب الأمر ولكن كبر مقتا عن الوطن أن نسىء الى رموزنا الوطنية أو نقلل من إحترامه ، فالنضال شرف وأخلاق.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة