حصاد الحبيـــس!!!!!!!!
محــمود دفع الله الشيــخ-المحامى
لابد أن تعى الذاكرة الضعيفة للشعب السودانى أن الترابى هو (أُس البلاء) الذى جسم على جسد السودان منذ أربعة وثلاثين عاما، أى منذ العام 1977 عام المصالحة الوطنية والتى بسببها إنتشر الإسلاميون فى السودان إنتشار النار فى الهشيم ،ولابد أن تعى الذاكرة التى طالما راهن الترابي على نجاحه إستناداً على ضعفها، فمنذ ذلك العام المشئوم عمل الإسلاميون على التحكم فى مداخيل البلاد الإقتصادية إبتداء بإنشاء مصرفهم (فيصل الإسلامى) وشركات التامين الإسلامية وإدخال أموال التنظيم العالمى للجماعات الإسلامية للبلاد ومن بعد مارسوا سياسة الإحتكار للسلع الأساسية- وقد ظن بعض الغافلين (أو هكذا أوهموهم) أن الإحتكار والغلاء سيودى إلى سقوط الطاغية النميرية وماعلمت الفئة المستضعفة من الشعب أن الأرباح التى نتجت عن الغلاء فى ذاك الزمن تدافعت إلى خزائن الإسلامويين مما قوت من عضدهم وجعلتهم من أولى العزم الإقتصادى المتحكم فى مسيرة تقدم وتخلف البلاد، ومن هنا تم بناء الأساس (لثمانية وعشرين طابقاً) من السنين العجاف إمتدت منذ العام 1983 وحتى يومنا هذا، ومن بعد جاءت مرحلة الهيكل الخرصانى بإيهام الطاغية النميرية بلبوس الإسلام .أو ليس فينا رجل رشيد أيها الناس ليتذكر مقولة الترابى حول تمرحل المنهج الإسلامى لينتهى عنده كإمام قائد؟ لابد أن يعى البسطاء من الناس أن الترابى وزمرته هم من ساهموا فى الهوس الدينى الذى لازم النميرى فى سنوات حكمه الأخير والذى إمتد لأيامنا هذه وإليهم فقط يعود (الشر) فى إعدام الشهيد محمود محمد طه وإليهم كذلك كل الفضل ومن عاونهم فى تمديد قوانين الفسق السياسى التى سمونها زوراً ونفاقاً بالقوانين الإسلامية منذ العام 1983 وحتى يومنا هذا – هذه القوانين كانت وما زالت (أسطوانة الأوكسجين) التى تستمد منها الفئة الحاكمة الآن أنفاسها...هذه الفئة التى إئتمرت بأمر (شيخها) السجين بأن تنصهر نسباَ فى الأسر العريقة حتى يتأتى لهم القبول الإجتماعى وصدقهم أولو الغفلة مما سبقوهم فى توهم أن السودان دنا وتدنى لهم ولذريتهم وإرتضوا المصاهرة رغم معارضة الكبار النبهين المتفطنين للمستقبل والغرض المتنافى مع شروط الكفاءة الشرعية، ولكن قدر الله أن تنتصر الحداثة الفكرية على حكمة الشيوخ ويذوب الدم والفكر الإسلاموى صاحب الغرض فى الفئات التى إمتدت جذورها لباطن الأرض.
ولازال السودانيون والبسطاء منهم حتى الآن يتناقشون فى مجالس الفكر والنميمة ومجالس الخمر وما شابهها (هل أكل الأبناء شيخهم ام الأمر مجرد مسرحية؟)... قاتلكم الله؟ فما عسانا نستفيد من هذه التفكير الخرب ،أيهمنا أن يكون الحاكم (أحمد) أم (حاج أحمد) ؟كلاهما فى السوء سيان خيّبكم الله!! وليكن كل الناس على يقين من أمر واحد :-(وينشئ ناشئ الفتيان منا على ماكان عودّهُ أبُّوه... ) .
فالفئة المستقرة على حكم البلاد لم تأتى لنا بأمر عجبا، ولم تضرب الرمل أو تقرأ الأكفف والفناجيل، بل هى تربيتهم وديدنهم الذى إستقوه من الأب السجين فلا خير فى هذا ولاذاك.
ولقد كان سالف الأقوام منا فى السودان ينعتون الطفل الذى يرهق أهله بسوء مسلكه وخلقه بأنه( مال حرام)، إذاً فإن (الفتلة) لهى من ذات (الدقن) فما بال القوم اليوم يتصايحون بأن الترابى هو رجل المرحلة وأن الحديد لايفل إلا الحديد، ولكن عجبى يتعاظم عندما ألحظ سلوك شيوخ المعارضة وهم يصدرون الترابى فى كل خطب وجلل، يوهمون أنفسهم بأنه خلاصهم من السوء وما درى هؤلاء الناس أنهم أنفسهم مٌستخدمون !!! هذا الرجل إستهوته اللعبة الأولى حينما فر من سفينة النظام المايوي قبل سقوطها ونجا من العقاب الشعبى وهاهو يعاود نفس الكرّة، ونفس الوجوه التى مكنته من تبرئة نفسه أنذاك تعود وبذات الغباء السياسى لمساعدته مرة أخرى للفرار من سفينة الإنقاذ الغارقة، إن تناسى هؤلاء الساسة شيوخ الأعمار مراهقى الفكر – دور الترابى فى دمار الوطن فيجب ألايتناسى سائر الشعب من البسطاء والعامة أن الترابى هذا كان مأذون الجنة لموتى حرب الجنوب من الشماليين، فهو الذى ضمخهم بالمسك ووعدهم بالحور العين والهروب من عذاب القبر، لكن وبإرادة العزيز المقتدر مزق هذه الصفحة عند المفاصلة وتنكر للحور العين ولمشروعية الجهاد الذى إستنه لمجابهة الحرب الأهلية ومادرى أن الصفحة الممزقة قد إختفت من الكتاب الملعون ولكن حفظتها الأفئدة والعقول.
الترابى (مخلَّصنا) هذه الأيام وحادى ركبنا فى عهده الأول تم إغتيال محمود محمد طه و(تسور) النميرى البيوت دون إستئذان وقطعت الأيدى وأتلف الفكر والأفكار وحكم الناس بالقانون(البطال) وهم له صاغرون، وفى عهده الثانى أتانا بحكومة إنتقالية كانت عبارة عن قنطرة مهمتها تسهيل مرور أفكار أواخر العهد الأول وترسيخه ليكون من ضمن ثوابت العهد الديموقراطى الذى يعرفون تماماً أنه لن يمكث دهراً .
الترابى الذى حالف قرنق يوماً فى إطار الكيد السياسى ويدافع الآن عن قضية الجنوب هو أول من قطع الطريق لإتفاقية(الميرغنى قرنق) التى كانت من شأنها حفظ الوطن موحداً متماسكاً وهاهو الآن يحَّمل جريرته لإبنائه الذين سقاهم السم بدلاً عن القيم. الترابى فى عهده الإنقاذى الأول سالت الدماء بحورا وفتحت بيوت الأشباح أبوابها لكل السودانين بلا إستثناء وتعلقت على المشانق لأول مرة رقاب حائزى العملة الأجنبية.
سيظل تساؤلى قائماً: إذا إنتهت الإنقاذ وبقى الترابى على ظهرانينا قائماً(على اقل تقدير من الناحية السياسية ) فما هو كسبنا؟ أن هو إلا كسب لحظى وغداً تعلمون .
دعوهم لشأنهم ثم إنتظروا بعد ذلك فرجا من الله عز وجل، لن ياتى إلا إذا غادر السودان (رأس الأفعى وأذيالها) عبر الخطوط الجوية التونسية.
عندها كان الترابى يؤكد على تزايد الصحوة الإسلامية وتزايد المجاهدين وأرتال الشهداء كانت البلاد فى عهده يذداد فتق رتقها ويتفكك إنصهارها الإجتماعى واليوم وبذات المنهجية والغباء السياسى يتفاصح أبنائهم غير البررة بأن المساجد يتزايد أعداداها والمصلين يتكاثرون زرافات ووحدانا، ولكن بنفس القدر يتعاظم الفساد والكذب والرشاء وأطفال المايقوما، فالشكل لايغير المخبر، مثلهم مثل رجل جميل الهندام الخارجى، رث الثياب الداخلية!!!!!!!!!.
(البناء من غير أسس لايبنى) والترابى هو أساس النظام الحاكم – (والشجر من غير غرس لايجنى) والترابى هو من غرس الغرسة الأولى ويريد للشعب السودانى وحده أن يجنى ثمرات الغرس الفجة دون أن يتذوقها هو ..
كلا وأيم الحق لتكونن أول المتذوقين...وليكن (الحبيس) أول الحاصدين.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة