وداعاً لصديقنا العظيم المحامي الأمريكي رونالد بمب
بتاريخ 2/12/2010 ، ودون سابق انذار ، بلغني خبر وفاة صديقنا العظيم المحامي الأمريكي رونالد بمب بسكتة قلبية مفاجئة ، ذلك الخبر الصاعق الذي زلزل كياني لما في قلبي من ود خالص للراحل العظيم.
لقد كان المرحوم رون من القيادات الوسيطة في الحزب الديمقراطي الأمريكي ، ذلك الحزب المناصر لحقوق الأقليات في أمريكا ولم يكن انتمائه للحزب الديمقراطي مجرد شعار سياسي فقط بل أنه كرس حياته ، وهو المتحدر من أصول ألمانية ، في تمتين علاقاته الشخصية والعملية مع غير الأمريكيين وعلى الأخص مع السودانيين والهنود الذين كان يكن لهم أعظم الود وأصدق المشاعر.
لقد عمل الراحل المقيم في الرياض بالمملكة العربية السعودية وارتبط بها ارتباط الروح بالجسد لأكثر من ربع قرن ورفض أن يغادرها حتى في أوج الاغتيالات التي استهدفت الأمريكيين في الجزيرة العربية في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر وهجمات الولايات المتحدة على العراق وأفغانستان، وحينما خشيت على سلامته الشخصية وطلبت منه مغادرة السعودية ولو مؤقتاً رد عليّ قائلاً: إن الأمن الموجود في المملكة العربية السعودية لا يوجد في أمريكا نفسها!
لقد عملت مع رونالد بمب الذي كان شريكاً في مكتب الشركة المتحدة للاستشارات القانونية بصحبة عدد من المحامين السودانيين الأعزاء منهم المرحوم الصديق الأعز صلاح النو والصديق أحمد عبد الرحمن ، فوجدنا فيه مثالاً للإنسان المتواضع المحب لخدمة الآخرين والمتحلي بصفات الدعابة التي تلطف من جمود ورتابة العمل القانوني الشاق، وحينما انتقل المرحوم إلى مكتب المحامي السعودي محمد الشريف انتقلت معه كل الصفات الانسانية النادرة التي لا يتمتع بها إلا أخيار الناس.
لقد علمنا رون معنى احترام الوقت ومعنى التفاني في العمل ومعنى مراعاة مشاعر الآخرين حتى لو كانوا خصوماً لنا وليس من المبالغة القول إن كل من تخرج من مدرسة رون يتمتع بقدر كبير من الرقي الأخلاقي .
وبعد مغادرتي للملكة العربية السعودية والاستقرار بقطر ، قام رون بزيارتي مرتين في الدوحة كما درج المرحوم رون المسيحي الديانة على الاتصال بي في كل المناسبات الإسلامية وتهنئتي بحلولها، وقد جاءني آخر اتصال منه في عيد الأضحى المبارك الماضي ، حيث هنأني بالعامية السودانية بالعيد وسألني عن صحة أولادي سامي وسارة وزوجتي المحامية محاسن وكان ذلك آخر لقاء بيننا. ولا أملك في الختام سوى أن أزجي أحر التعازي للمحامي السوداني أحمد مصطفى محمد والمحامي السوداني وليد وللإخوة الهنود الأعزاء علي وحميد بالمملكة العربية السعودية كما لا أملك إلا أن أقول: إنا لله وإنا إليه راجعون وإنا لفراقك يا رون لمحزونون.
فيصل علي سليمان الدابي/المحامي
[email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة