جبال النوبة و مؤتمر المانحين للتنمية و الامن و السلام
بقلم / ايليا أرومي كوكو
تعد منطقة جبال النوبة واحدة من المناطق السودانية المتخلفة والمجهولة و المنسية بتعمد و اصرار من جميع الحكومات السودانية منذ الاستقلال .. فهذه الرقعة السودانية الغنية بأنسانها ومواردها من الثروات الطبيعية المتنوعة المنتشرة علي سطح الارض و في باطنها لا تزال طي النسيان و الاهمال الرسمي .. عاشت جبال النوبة دورات و حقب تاريخية متعاقبة من التخلف و الجهل الموجه من المركز .. و ظل انسانها اسيراً سجيناً مقيداً مكبلاً بحبال لعنة ثالوث طاعون العصر الهالك ( الجهل و الفقر و الحرب ) .
كتب للانسان في جبال النوبة ان يظل جاهلاً الي ما شاء الله .. و هذه ليست ادعاءات و اكاذيب و افتراءات كما سيتبادر الي اذهان الكثيرين لكنه الواقع علي الارض تؤكدة مسيرة التعليم و الصحة و التنمية في جبال النوبة . فمنذ الاستقلال حتي يومنا المؤسسات الخدمية من تعليم و صحة و مياه تراوح مكانها .. المؤسسات التعليمية تقذف و تلفظ الاطفال الي الشوراع باستمرار اذا تعد جبال النوبة أكبر بؤأر انتاج الفاقد التربوي في مراحل التعليم الاسياسية في السودان .. و تشهد ساحاتها ندرة و انعدام في فرص التعليم العالي وبالاحري استحالة الالتحاق بها والاستمرار فيها لاسباب كثيرة يصعب سردها و ذكرها لكنها معلومة و معروفة للجميع ..
الفقر وجه من اوجه الجهل فهو اشارة للتخلف في كل العالم و اسبابه قد لا تحتاج الي شروح و تفاسير .. لكن يبقي ان الفقر في جبال النوبة هو فقر بفعل فاعل لاسيما ، ذكرنا لغني المنطقة بالموارد البشرية و الطبيعة .. و ترجيح كفة ميزان افقار الانسان في جبال النوبة مقابل غني الطبيعة بالموارد له مدلولات كثيرة اجملها في استمرار سياسة الانظمة الحاكمة في السودان في رفع شعار ( جوع كلبك يتعبك ).
الحرب في جبال هي أس كل البلاءات و مع انها وضعت أوزارها منذ العام 2001م . لكنك عندما تطأ قدمك في جبال النوبة لن تساورك الظنون او الشكوك ابداً بأن المنطقة لا تزال في أوج لعنة ايام حروبها في تسعينيات القرن الماضي .. فاتفاقية سلام جبال النوبة الذي وقع في سويسرا و بموجبها اسكتت دوي السلاح لها فضل وقف حرباً كان مستعراً من جانب . لكن من جانب اخر لم تأت هذه الاتفاقية بأمن مستدام لجبال النوبة و لم يتمخض عنها تنمية حقيقة او عمران ظاهر و استقرار كامل واضح للعيان .. و مع ان الاتفاقية الان تقارب عمرها عقد من الزمان لكنها مواجهة بكثير من المخاطر و المهددات و الخروقات هنا و هنالك ..
و تعد المشورة الشعبية لجبال النوبة الكذبة الكبري بالنسبة للنوبة .. معالم هذه الكذبة بدأت تتبين شيئاً فشيئاً و سيفاجئ النوبة بخدعتها الحقيقة مباشرة عقب التاسع من يناير 2011م .
سوف لن تتحقق طموحات اهالي جبال النوبة في العاجل المنظور فالجنوب سيذهب الي حال سبيله لتوفيق اوضاع دولته الوليدة .. و أخشي ما أخشي ان يكشر الشمال انيابه للنوبة فأرهاصات تحركات الجيوش و اعادة انتشارها خير مؤشر لسوء النية و بدء تكشير عن الانياب ، اللهم نسألك اللطف و رد القضاء ..
المجتمع الدولي بكامل هيئته يقف الان مشمراً ساعد الجد مؤازراً مسانداً لدولة الجنوب معنوياً و مادياً و تنموياً .. قضية و أزمة دارفور بدأت اكثر نضجاً تخطو في مسارها بوضح بعض الشي الي غاياتها.. و قد وعت الحكومة السودانية شيي من العبر و الدورس و باتت الحركات الدافورية اكثر تقارب من بعضها مما يساعد و يساهم في التعجيل بالحلول ..
مشكلة شرق السودان تفتح ابوابها المغلقة من خلال دولة الكويت الشقيقة .. فالكويت عملت علي وفتحت مفذاً و اوجدت طاولة تحشد حولها مانحين لأدارة مشكلة الشرق التنموية البحته ..
اما اليتيمة جبال النوبة فنسأل الله ان يكون سنداً و عوناً لشعبها المغلوب علي امره المقهور من انظمة دولته. كما نأمل ان يجد مشكلة جبال النوبة منبراً جاداً لمناقشة قضاياها و مشاكلها الكثيرة .. قضايا الظلم و التهميش و انعدم أي شكل من اشكال التنمية الحقيقة . وان يجد ابناء النوبة طريقاً لحشد المانحين و تبصيرهم و تنويرهم بقضايا جبال النوبة الحقيقة و حاجتهم الماسة الي التنمية و العمران و الامن و السلام الحقيقيين ...
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة