نمط جديد للتواصل السوداني المصري
جمال عنقرة
لم أكن حريصاً علي حضور افتتاح الدورة التدريبية التي نظمها مكتب المؤتمر الوطني بالقاهرة بالتضامن مع مؤسسة وادينا للتنمية البشرية ومركز إثراء لمجموعة من كوادر الحزب في السودان، ذلك أن الانطباع الأول الذي تكون عندي أنها مجرد احتفالية للحزبين الحاكمين في مصر والسودان، وقد تكون رحلة ترفيهية لبعض عناصر الحزب ممن أعياهم عناء الكبد السياسي في بلادنا. وما كنت أرغب في استجابة دعوة العشاء التي أقامها رئيس المكتب في القاهرة الأستاذ كمال حسن علي في حديقة الأزهر لولا تشجيع أخي الأستاذ عبد الله إبراهيم فكي الذي كان يزور قاهرة المعز علي تلك الأيام. وعبد الله رجل استكشافي يريد أن يعرف كنه كل شئ. وحديقة الأزهر تستحق أن تعرف.
وعندما وصلت حديقة الأزهر وتعرفت علي طبيعة الدورة وشاهدت الدارسين والمدرسين، أدركت أن الأمر بخلاف ما ظننته تماماً. فالدورة يرعاها الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطى المصري السيد صفوت الشريف شخصياً، ويشرف عليها من جانب الحزب الحاكم المصري المستشار ماجد الشربيني أمين العضوية بالحزب مع رئيس مكتب المؤتمر في القاهرة السيد كمال حسن علي، وتقف علي رأسها خبيرة التنمية البشرية الأستاذة الدكتورة يمن الحماقي عضو مجلس الشوري المصري والمستشار الفني لمركز إثراء. ويشارك في تقديم محاضراتها نخبة من العلماء المصريين بقيادة الدكتور علي الدين هلال أمين الإعلام بالحزب. واشتملت الدورة علي محاضرات عن مهارات التفاوض وفن إدارة الوقت ومهارات الاتصال، ومهارات التقديم والعرض. بالإضافة إلي حلقات نقاشية عن التجربة الحزبية في مصر وتجربة الحزب الوطني الحاكم والعلاقات السودانية المصرية.
إرتفاع مستوي المتدربين رفع من سقف الدورة وأضفي عليها ملامح قل أن توجد في مثيلاتها. ولقد اعترفت الدكتورة يمن الحماقي بذلك، وكشفت عن أنها بعدما رأت المتدربين اضطرت إلي تغيير كل مناهج الدورة، ويكفي أن من بينهم أربعة من حملة شهادات الدكتوراة من الذين عملوا في التدريس في جامعات سودانية وغير سودانية. هذا فضلاً عن أن كل الدارسين قيادات من الصف الأول من ولايات السودان المختلفة في الجنوب والشمال والشرق والغرب. لذلك عندما دعيت للجلسة الختامية لم يكن أمامي خيار سوي ترك كل شئ والحضور لمعرفة حصاد هذه التجربة الرائعة.
فعلي الرغم من أن المادة العلمية التي قدمت كانت متميزة، وتشكلت إضافة حقيقية، لكنني اعتبرها أقل حصاد لهذه الدورة. فهي قدمت نموذجاً فريداً في التواصل. وهو نموذج يستحق أن يحتذي علي مستوي علاقات الأحزاب، وعلي مستوي علاقات البلدين الشقيقين. وعلي مستوي المنظمات الأهلية العاملة في مجال التنمية البشرية. وهو يكشف عن وعي عميق بطبيعة العلاقات السودانية المصرية يقدم نموذجه القيادة السياسية في البلدين بريادة ورعاية الرئيسين السوداني عمر البشير والمصري حسني مبارك. ولقد أذهلتني المتابعة الدقيقة للأمين العام للحزب الوطني المصري السيد صفوت الشريف لتفاصيل دقيقة عن الدورة وعن برامجها. ولقد خصص لمتابعتها رمحه الملتهب الأستاذ ماجد الشربيني الذي استامنه علي أهم ملف عنده وهو ملف العلاقات مع السودان، فتعاطي معه بمحبة، واعتبره قضية تعلو ولا يعلو عليها شيئ. ولقد أعجبني منهج مكتب المؤتمر الوطني في القاهرة في إدارة العلاقة مع مصر. وهو منهج يعتمد علي حميمية التواصل في كافة المجالات. وكانت سمة الدورة العامة هي المحبة التي عبر عنها بعفوية شديدة رئيس مجلس إدارة المركز الكشفي الذي استضاف الدورة السيد أبو العينين الذي لم يخف حزنه وهو يفارق مجموعة الدورة الذين صنع معهم علاقة دافئة خلال أيام تواجدهم السبع بالمركز... إنها حقاً تجربة جديرة بالاحترام والتقدير. وجديرة بأن تتخذ نموذجاً للجميع.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة