صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
 
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


الجزء الرابع لرواية: للماضي ضحايا/الأستاذ/ يعقوب آدم عبد الشافع
Nov 19, 2008, 02:02

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

الجزء الرابع لرواية: للماضي ضحايا

الأستاذ/ يعقوب آدم عبد الشافع

أماعن شرق أفريقيا فلا رواية ولاعلم البته لهم عن الفلاحيين البانتو وموطنهم أنغولا، ولاعن رعاة الأبقار النيليون حول نهر الكونغو وعاصمتهم مابنزا ومدينتهم التجارية آزانيا مدينة التجارة وصناعة الحديد والمنسوجات وشعار نضال أهل جنوب السودان وزعيمهم أمليو تافنج وجوزيف لاقو والسياسي وليم دينق،ولا ورد ذكر قط عن دولتهم الجامعة للأعراق كينيا ولاعن قبائل الليو المنصهرة في البانتو في أوغندا وتنزانيا، ولكن إلا قليلاً ذكروا القصص الأسطورية والروايات الخرافية عن أكلة لحوم البشر وعادة يرويها القوم للخرافات وتسلية للركب القوافل. ولا عن قبائل رواندا وبوراندي ومُلكها حول بحيرة كيفو وتنجانيقيا وملوكها التوتسي، ولا عن مملكة بوجوندا العادلة وشهرة ملكها الراشد كاباكا، وكذلك لا شيئاً عن حضارة زنجبار وممباسا ودارالسلام، ولا عن شهرتها بسك العملة الفضية ومغامراتها البحرية.

 وأما عن خط الإستواء جنوباً موطن القبائل الزنجية من الهوتنتوت والبوشمن الصفر البشرة العراة ذي القامة القصيرة والجباه البارزة والعيون الضيقة الذين يعيشون في صحراء كالاهاري والقزم قبائل الزولو فلا راوية عنهم، وعن جنوب أفريقيا إلا أسمها ومعبرها البحري المشهور برأس الرجاء.

وأما الروايات الدقيقة والموثقة عن القوافل والمجالس والخلاوي والزوايا والمدارس القرآنية في ممالك وبلاد السودان الزنجية الثقافة والإسلامية العقيدة فلهم العلم التام عن إمبراطورية غانا ومالي وحكامها قبائل المانسا وخلفائهم البيول بل الأعمق عن تنوعها االعرقي بين قبائل الطوارق والسونكي والديالينك والمالينك والبامبارا والتكرور وعن إمبراطورية الغاو والماندينغ المستقلة عن مالي بسيادة السونكي وللرواة الكثير المحقق عن حاضرة الصحراء الأفريقية مدينة تمبكتو عاصمة العقيدة والثقافة ومحضن العلم والعلماء والطباعة والنشر وأم الطرق الصوفية ومن أعلامها الذين لا يتجاوز سيرتهم الرواة منهم العالم العلامة سيدي أحمد بابا التمبكتي مؤلف معجم علماء المذهب المالكي ولا يعدل شهرته في بلاد السودان إلا الفقيه المؤلف والشارح للمتون الفقهية العالم حسين ود تورس والفقيه الزاهد عزالدين الجامعي والفكي مالك الفوتاوي ومحمد أحمد عمر التونسي مؤلف كتاب تشهيذ الأذهان في بلاد العرب والسودان في سلطنة الفور ووالده في السلطنة الزرقاء أومملكة سنار اللذين ذاع صيتهم في القارة الأفريقية.

وعن وسط أفريقيا موطن المابا والسارا والتيبو والواداي وبينها قبائل العرب البقارة والأبالة من جهينة ولخم وجذام وبني شيبة وفزارة كما هم في سلطنة الفور فعلم القوافل وأخبارهم عنهم غزيرة وكذا بقبائل الزنوج السودانيين والفولبه وجماعات الباميليكية، وعن قبائل الغرب من الهوسا والبرنو والفولاني والولوف والكانوري واليوروبا والإيبو والفانج وقبائل الموسى والبوبو والجرما والباقرماوالطوارق والبهل والبالانت والماندينغ والمالينكه والماندي والتكارنه والفون والأدجا فالروايات عنهم كثيرة وموثقة.

 وكم كانت رواياتهم الموثقة عن مدن الهاوسا السبعة بين مالي والنيجر وملكاتهن، وكذا عن عاصمة الطوائف الدينية كانو، فالمعرفة الدقيقة للملكات الهاوساويات ومدنهن السبعة لأنهن ملتقى القوافل وتجمع التجار بالرحالة والمكتشفين ومنهن بداية تفروع الدروب لأفريقيا وخارجها .

وللرواة الكثير عن مناجم الذهب والنحاس والبرونز وممالك بنيين وبورنو ويوروبا لأنهن مدن وقبائل حافلة بكل أنواع المصادر التجارية وقائمة على تنظيم وحراسة القوافل بل هي رائعة ومنظمة ونظيفة لا يضاحيها في ذلك الشرف الحضاري إلا صنهاجة في السنغال وواحتها أوداغوست وتكرور على ضفاف نهر النيجر وغانة السونكي.

أما الإخباريين والإدلاء لقوافل الشمال الأفريقي نواصيهم غائبة ومذكراتهم خالية عن حياة قبائل البرابرة في أوروبا من الكلت الغال في فرنسا المعروفة آنئذ بغاليا وبريطانيا وايرلندا والبلقان وآسيا الصغرى وإلا القليل عن كلت أسبانيا .

وعن قبائل الجرمان والمحاربة والغازية في مناطق بحر البلطيق من القوط الشرقيين والغربيين والفرنجة والنورمان والألمان واللمبارد والأنجلوسكسون والبرجند والألاّن إلا عن الواندال الذين تجاوزوا البحر ووصلوا إلى شمال أفريقيا وكانت لهم العلاقات التجارية الواسعة مع الرومان والتبادل الحضاري والثقافي وليس للإخباريين شيئاً عن زعمائهم القبليين ولا عن ملوكهم الأرستقراطيين ومجالسهم القبلية في أثينا وأسبارطة.

 ولاعن قبائل السلاف الشجاعة عاشقة الحرية في جنوب جبال الكربات وشمال بحر البلطيق وجزيرة البلقان وبالطبع لا يعلمون شيئاً عن طبقاتهم الارستقراطية ومجالسهم الديمقراطية. ولا شيئاً عن قبائل الهون المغولية في منغوليا وحروبها وهزيمتها للألاّن والقوط والشرقيين والغربيين وسيطرتهم على مناطقهم في القفقاز والدون والفولفا بقيادة زعيمهم الموحد روجيلا الهوني الذي خلفه أتيلا وقال عنه الناس بلاء الرب، وهو قال عن نفسه: لن تنبت الأعشاب حيث يضرب حصاني الأرض بحوافره.

لأن أسلوب المغول الهون في الحرب إبادة المغلوب أوالانضمام إليهم محارباً تلكم هي النزعة الحربية التي عرفوا بها إلى أن وصلوا فرنسا وحاولوا الاستيلاء على روما ولكن هزموا أمام التحالف الروماني الجرماني كل هذا غائباً تماما عن القوافل التجارية لشمال أفريقيا ولكن إلا القليل من أهل العلم من الصفوة والنخبة والذين تلقوا العلم والثقافة في روما ومقدونيا وبلاد الفرنجه.

وأما عن قبائل البرابرة الأوربية في فرنسا وأسبانيا والتي نزحت لحضن الإمبراطورية الرومانية في شمال أفريقيا وأسست لها ممالك خاصة على حساب روما وبيزنطة هناك فلهم العلم الموثق عن مملكة الوندال في شمال أفريقيا، وكذلك لديهم الكثير عن هجرتهم القاسية من ألمانيا واسبانيا، ولربما كانت لهم المشارك الواسعة يوم أن استولوا على قرطاج وصقلية وكل السواحل البحرية سردينية وكورسيكا واستباحتهم لمدينة روما وقتلهم لإمبراطورها بل يوم أن كانت لهم السيطرة على ايطاليا كاملة، وكم علمهم التام بالتاريخ الذي قضي عليهم فيه الإمبراطور الرومي جستنيانوس الأول.

 ولهؤلاء الرواة لديهم الكثير المثير عن مغامرات القوط الشرقيين من حواضرهم في البلقان والقسطنطينية ومواجهاتهم مع الجرمان في روما وميلان، وكيف كونوا مملكة في ايطاليا؟ والأكثر عن مملكة القوط الغربيين في جنوب فرنسا وعاصمتها تولوز التي قامت على حساب الإمبراطورية الرومانية، وكم كانت تهديدات القوط المستمرة للإمبراطورية البيزنطينية! وكم وكيف كانت هجماتهم البطولية على مقدونية؟ وكذلك عن تجمعاتهم الحربية الكبيرة من اليونان إلى جزيرة موره وايطاليا واستيلائهم على مدينة روما وصقلية وشمال أفريقيا واستقرارهم إلى حملات الفتح الإسلامي التي هدفها انقاذ العالم من بحور الظلمات الإنسانية إلى آفاق الكون الفسيح بقيم الحق والعدل والمساواة والإخاء ونظام المعاني ممثلاً في سماحة معاملة الأمراء المسلمين ولدماثة خلق المجاهدين لأن هدف حملات الفتح الإسلامي سامي فعلى خلاف العقلية المحتلة المستبدة التي سيرها البيزنطي هرقل وقادها واليه قسطنطين محارب البطريق الرومي جورحيوس من بيت المقدس إلى مصر وبرقة وأفريقيا، وكذا الانتهازين جبابرة الاحتكار الاقتصادي الصقالبة والفينيقيين البحارة من وسواحل المتوسط والأطلنلطي إلى طرابلس، وفي الأندلس القوط والفرنجة والرومان هم الأدهي والأمر للنفس قبل الأهل والأخرين في شمال أفريقيا.

فالأحوال والأوضاع بين هزيمة وإبادة إلى أن كانت مراحل الفتح الإسلامي التي بدأت حملة إنقاذها الأولى في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب وقيادة عمرو بن العاص وإماريته على مصر وبرقة وطرابلس.

ثم حملة الإنقاذ الإنسانية الثانية في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان وربان النجدة عبدالله بن سعد بن أبي السرح أمير مصر وبرقة وتونس الخضراء ومن شاركه في الفضل من الصحابة العبادلة عبدالله بن الزبير وعبدالله عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر ومروان بن عبد الحكم ومن المجاهدين أمازيغ وأفارقة وقبط وعرب فإخمادوا تمرد قبائل الأمازيغ بقيادة قبيلة مزانة وكانت هزيمة قسطنطين البيزنطي لجورجيوس الرومي، ومصالحة قسطنطين للمسلمين ثم عادوا إلى مصر.

وبعد سبعة عشر عاماً عاد اهتمام المسلمين لمواصلة الفتح لأسباب كثيرة منها نشر الإسلام وتعميق أركانه في وسط الأفارقة ولتأمين الشواطي وتنشيط الحركة التجارية لهذه الأسباب وغيرها عين الخليفة معاوية بن أبوسفيان أميراً على مصير وقائداً للفتوحات الإسلامية معاوية بن حديج، ولقيم الإسلام العادلة ومعاملة السمحة المسلمين التي وجدها الأمازيغ تحالفوا مع المسلمين وحاربوا المحتلين البيزنطينين وانتصروا عليهم في معركة قونية الشهيرة وتراجع المحتلين إلى الشواطيء، ثم عاد المسلمين إلى مركز الإمارة في مصر ولم يعودوا لأفريقيا إلا بعد ثمانية عشرة عاماً بقيادة عقبة بن نافع ففتحوا ليبيا وتونس وأسسوا مدينة القيروان في مكان قرطاج فأصبحت القاعدة العسكرية والحاضرة السياسية والمركز الثقافي الثالث بعد المدينة المنورة ودمشق والفسطاط، فظل فيها عقبة بن نافع أميراً لمدة خمسة أعوام، وكان الداعية إسماعيل بن عبد الله بن أبوالمهاجر نشطاً في مجال الدعوة وسط المرتدين والمنشقين والمحاربين للإمارة والخلافة وكونهم منهم المجاهدين المخلصين. وثمة كانت قيادة بسر بن أرطأة وفتحة مدينة زويلة وفيزان وسرت وخلافة المجاهد زهير بن قيس البلوي عليها.

 ثم كان عزل معاوية بن أبي سفيان لعقبة بن نافع وعين والياًعلى مصر وأفريقيا سلمه بن مخلد الأنصاري ثم عين سلمه المجاهد الداعية إبوالمهاجر دينار أميراً على أفريقيا واستقر فيه لمدة سبع سنوات وكان الداعية على خلاف قديم مع عقبة بن نافع، وفي تلكم المدة لم يجد الصد ولا المقاومة من الأمازيغ فعرف زعيمهم الإسلام وكذلك قبيلته أوربه أسلمت ففتح أبوالمهاجر المدن الغربية للجزائر وكان للإسلام سبيل في وسط الأمازيغ لأن زعيم أوربه أكسل الصديق والرفيق للأمير الداعية أبو المهاجر دينار ولحسن إسلام الزعيم أكسل بن أيزم فقد شارك في كل حملات الفتح الإسلامية.

ثم توفي معاوية وخلفه ابنه يزيد وأعاد عقبة بن نافع لإمارة أفريقيا ومازالت العلاقات بين المجاهدين لم تكن وثيقة فبعد العزل أيضاً أسره عقبة وواصل الفتوحات من تونس والجزائر والمغرب وكانا في رفقته الداعية ابن أبو المهاجر والزعيم أكسل، وفي ذات يوم أذل عقبه الزعيم أكسل أمام قومه فحقد عليه وتراجع واستعان بالروم وقتل عقبة في نهر الزاب بتهوده في تونس.

وفي عهد الخليفة مروان بن الحكم استمرت حملات الفتح الإسلامية من بعد عقبة بقيادة زهير بن قيس البلوي الذي كان مرابطاً في برقة فحسم أكسل في معارك كثيرة وقُتل الملك الأوربي في معركة ممش في تونس كان ذلك بعد خمس سنين من استيلائه على القيروان وكذلك كان استشهد المجاهد زهير بن قيس البلوي في معركة برقة أمام قوات الروم.

ثم عُين خلفاً لزهير المجاهد حسان بن النعمان الغساني رجل التنظيم والإدارة أميراً على أفريقيا وهذا الأمير وجد مقاومة قوية من الأمازيغ وبصفة خاصة من الكاهنة داهيا زعيمة قبيلة أوربة من بعد أكسل في جبال الأوراس بقسطينة وانضم إليه عدد من المجاهدين الأمازيغ بقيادة هلال بن ثروان اللواتي وهو أول أمازيغي يتولي دوراً قيادياً في حملات الفتح الإسلامي.

ثم كان عهد الخليفة عبد الملك بن مروان الذي قامت فيه فتنة الضحاك بن قيس في المشرق ومعارضة عبد الله بن الزبير والشيعة فكل هذا الفتن وغيرها شغلت الخليفة عن الاهتمام المغرب العربي فظل لمدة خمسة سنين دون إمارة واهتمام فعندها إرتد كثيراً من أهل أفريقيا عن الإسلام وذلك لظلم والعسف الذي مارسه الولاة عليهم من طرابلس إلى طنجة.

وانتبه لذلك التراجع والتدهور الخليفة الوليد بن عبد الملك ووالي مصر عبد العزيز بن مروان فعين المجاهد موسى بن نصير اللخمي أميراً على شمال أفريقيا موطن الأفارقة والأمازيع الذي احتله الرومان والبيزنطينين.

فاجتهد بن نصير في ردهم باخماد ثورة كل من تمرد ووحد المسلمين وفتح شمال أفريقيا وكان دخول القبائل في الإسلام أفواجاً وفي المقدمة قبيلة الصدف الأمازيغية وفارسها المقدام طارق بن زياد الذي أعجب به أمير الحملة الإسلامية موسى بن نصير وعهد إليه رد كل من تمرد والعمل على وحدة الصف المسلم ثم عينه أميراً على طنجة وكما أن عليه الاجتهاد لإعداد حملة لفتح فاندلويسيا وثمة كان لمدن الرباط الإسلامي من برقة وطرابلس وطبرق ودرنة وأحدابيا وسرت والقيروان وطنجة وفاس ومكناس الفضل الكبير في حراسة مكتسبات الإسلام والانطلاقة الكبرى لفتح فاندلويسيا بعد معارك عدة أبرزها معركتا وادي لكه ووادي موسى وبعد الفتح وفي المدونات صارت تعرفت ببلاد الأندلس وبجوارها كانت أسبانيا القوطية النصرانية على قمم الجبال والتي منها كانت بداية أخراج المسلمين من أوربا.

وهي بداية مراحل التراجع والاضمحلال الإسلامي بعوامل الصراع السياسي والمذهبي والفكري والنزاع القبلي الحاد في أوروبا وأفريقيا والمشرق الأسيوي ذلك بسبب سريان الروح القبلية وقيام أولى الدول فرق الخوارج الاسلامية المستقلة الأغالبة والرستميون والأدارسة، ثم ظهور حركة التشيع بقيادة الفاطميين التي استولت على سيادة تلكم الدويلات في القرن العاشر الميلادي واتجهة نحو المشرق فاستولت على مصر والشام والحجاز في القرن الحادي عشر للميلاد ثم كانت هجرة أنصار الفاطميين من القبائل العربية بنو هلال وبني سليم وبني المعقل وهي قبائل بدوية من نجد انتقلت إلى الشام ومنها عبرت إلى صعيد مصر ثمة بإيعاز من الحركة الشيعية ودولتها الفاطمية وبهدف خلق التوازن السياسي كان غزو تلكم القبائل لشمال أفريقيا ثم كان ظهور دويلات السلالات الأمازيغية الزيرية والحمادية والمرابطية والموحدية والزيانية والحفصية والمرينية، ثم كانت الصراعات والنزاع الحادة بين القبائل العدنانية القيسية والقبائل اليمانية أنها العوامل الأساسية لإضعاف وإسقاط الدول والممالك الإسلامية في أفريقيا وتغييب بني أمية في المشرق وتمزيق إمارة الأندلس في أوروبا، وفي جو هذه الصراعات فقد ساهمة قبيلة بني هلال وأنصارها بالجهود الجبارة إلى أن انتهى بها الحال مؤيدة للقرامطة في البحرين والقرامطة هم حركة باطنية إرتكبت الفظائع الأليمة في البحرين والحجاز ونجد أن حقيقة تأييد قبيلة بني هلال وغيرها من القبائل لحركة القرامطة لم يكن نابع من الدفاع عن أصالة معتقد فالقبائل البدوية لا تهمتم كثيراً بمسائل العقائد والتدين يكفيها أن يؤدي فردها فرضاً يعد ذلك يطلب منها الالتزام وأيضاً هذه القبيلة أدارة الحروب الطاحنة مع الزناتيين حكام تونس.

وفي ظل سيادة الدولة الفاطمية ونفوذها المتسع كانت حركات الاجتهاد المذهبية والفرق والطوائف والتيارات الفكرية التي أثرت الواقع وعلى قمتها فرق الخوارج وذلك قبل هزيمتها ثم كان النداء بدولة الحقيقة والشريعة من قبل الطريقة التيجانية والقادرية فكانت دولة المرابطين والموحدين والزيانين والمرينين والفاسين والمراكشين، وعلى تلكم الأحوال استمرت الأوضاع إلى عهد استعانة الجزائريين بالدولة العثمانية والرجعة الكبرى عهد الاستعمار الفرانكفوني والاستقلال والتمزق بقيام المملكة المغربية ودولة الجزائر وتونس وموريتانيا وليبيا والاستقلال بل الاستغناء عن بلاد السودان وأفريقيا عن بعضهما البعض.

وبجانب ذلك لا ينسى أثر راوٍية إمارة الأندلس الموحدة وكذا بعد تقسيمها لأكثر من أثنين عشرين إمارة قبلية أوطائفية بعد اضمحلال الخلافة في المشرق فزادت موارد إمارات الأندلس فكان الترف الذي غرق فيه الحكام من أشبيلية وغرناطة وقرطبة والمرية وبلنسية وطليطلة وسرقسطة، وعن رواد حركة النهضة الفكرية والثقافية من العلماء والفقهاء عباس بن فرناس، وأبوعبيد البكري، وابن الزرقالة، وابن باجة، والإدريسي، وابن زهر، وابن العوام، ومحمد بن رشد، وابن الرومية، وحسن الرماح، والبرزالي، والقلصاوي، وفي الموسيقى وفن العمارة وتنظيم الطرقات والشوارع برع الطبيب المؤسس لعلم الجراحة والتشريح وعالم الأدوية أبوالقاسم خلف بن عباس الزهراوي، وسليمان بن حسان المعروف بابن جلجل، وطبيب العيون وصاحب كتاب المرشد في الكحل محمد بن قسوم، وطبيب العيون الوزير أبي المطرف عبدالرحمن واقد اللخمي القرطبي، والأديب ابن زيدون والأميرة الأديبة ولادة بنت المستكفي، وفي المغرب الكبير ابن خلدون وعلماء الطريقة التجانية الأجلاء، وإلى الأزهر الشريف والقيروان الزيتونة وفاس ومكناس رواق للعلوم من بلاد السودان وبرقة ودار فور وواداي وبرنو وكانم وتكرور.

هذه المسيرة التاريخية الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية والعسكرية بإيجاز هوية أفريقيا، وستأتي اللمحة المفسرة لقرية أوربة والملك أكسل بن أيزم، والكاهنة دهيا بنت ينفاق والهدف من ذلك الإحاطة الكاملة بالمسلمين وأوضاعهم وكيف كانوا وحدة واحدة ثم انطلقوا من مكة والمدينة المنورة شمالاً إلى الشام وبغداد ومنهما انطلقوا شرقاً إلى فارس والسند والهند والصين والبلقان، وغرباً إلى مصر ثم جنوباً إلى بلاد النوبة والبجا وسنار، وإلى الشمال الغرب بلاد السودان ودار فور وواداي وبرقة وطرابلس وغانا ومالي ومدينة كانو وبينين ومنهما شمالاً إلى بلاد المغرب الكبير حيث القيروان وفاس ومكناس وتلمسان وطنجة وحينها كانت الانطلاقة من سبته لتجاوز البحر نحو الأندلس في أوروبا، ومن ثمة كانت الهزائم الكبرى بالعوامل الداخلية أولها العزة بالهوية القومية والافتخار بشرف القبلية أصلها قبل العزة بالعقيدة وشرف بالتدين وهي الأبلغ أثراً وتمزيقاً للأمة الإسلامية من العوامل الخارجية ومعاركها وهزائمها المرة وبهما معاً الرجعة للإرث الآسن والنظرة الضيقة..القبيلة.. العشيرة..القومية..الجهوية.. فكان تمزق العلاقات الاجتماعية قبل الاختلاف في المسألات الثقافة وانهيار الوحدة السياسية وقبل تدهور القوى الاقتصادية فظلت كل قبيلة هدفها الكبير لا يتجاور عشائرها وبطونها والتنافس في داخل العمائر حاد، فملأت  الساحة بالصراعات الضيقة قبل السباحة عكس التيار والركون في البرك الآسنة النتنة بالنزاعات القبلية في الإمارة الصغيرة، والصراعات الدامية في الحدود الجهوية، وثمة الخصومات القرنية ويكون الانتقام الاستعانة بالأعداء من كل جنس ونوع من الإنسان والسلاح المدمر ضد أخو العقيدة والدين والتاريخ المشترك والهدف الواحد كل ذلك من أجل تحقيق مصالح ذاتية وآنية.

 أما تلكم القبائل الأوروبية البربرية من الجرمان والسلت والهون والسلاف بعد الإمبراطوريات المذكورة كان تحولها للشعوب والدول القوية بالحرية السياسية والاستقلال الديمقراطي، والاقتصاد المنفتح باستثماراً المدروس المشروعات وبالتخطيط المبرمج للتنفيذ، وثمة كان توسعهم الكبير واكتشافهم المزهل للعالم الجديد وأبداعهم بثورة العلوم والمعلومات وثمارها الذي جعل العالم مدينة تقنية تجاوزت كل الحواجز الطبيعية والصناعية واختصرت المسافات فغزوة الدنيا واستولت عليها جواً وبحراً قبل البر وعمق الأرض واستغلت كل مكان وحتى حجرات السكن تجاوزتها لغرف الثُبات فصارت عند الكثير بديلاً لأحاجي الجدات يضعها بين أحضانه لينام بعدما سهر وأرهاق لم يشبع منها قط، فهل من واقع وأبداع يحماية الذات والهوية ولم تعزل عنه المرأة كما كان في مسارد ومسارات التاريخ آنفاً الذكر بالطبع عندما تكون المشاركة والمساهمة الفاعلة من الجنسين سيكون التنافس والتحدي متوازن...

 


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات و تحليلات
  • تشارلز تيلور يكتب من لاهاي هاشم بانقا الريح*
  • تنامي ظاهرة اغتصاب الاطفال ...! بقلم / ايـليـــا أرومــي كــوكــو
  • مؤتمر تمويل التنمية/د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
  • بين مكي بلايل والعنصرية والحركة الشعبية /الطيب مصطفى
  • قالوا "تحت تحت" الميرغنى ماااااا "داير الوحدة"/عبد العزيز سليمان
  • الصراع الخفي بين إدارة السدود والمؤتمر الوطني (4-12) بقلم: محمد العامري
  • قواعد القانون الدولى المتعلق بحصانات رؤساء وقادة الدول/حماد وادى سند الكرتى
  • هل يصبح السيد مو ابراهيم حريرى السودان بقلم: المهندس /مطفى مكى
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • الجدوي من تعديل حدود اقليم دارفور لصالح الشمالية/محمد ادم فاشر
  • صلاح قوش , اختراقات سياسية ودبلوماسية !!؟؟/حـــــــــاج علي
  • أبكيك حسن ساتي وأبكيك/جمال عنقرة
  • نظامنا التعليمي: الإستثمار في العقول أم في رأس المال؟!/مجتبى عرمان
  • صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان .. إنعدام للشفافية وغياب للمحاسبة /محمد عبد الله سيد أحمد
  • )3 مفكرة القاهرة (/مصطفى عبد العزيز البطل
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان: الصادق حمدين
  • جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ/سليمان الأمين
  • ما المطلوب لإنجاح المبادرة القطرية !؟/ آدم خاطر
  • الجزء الخامس: لرواية للماضي ضحايا/ الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • مبارك حسين والصادق الصديق الحلقة الأولى (1-3) /ثروت قاسم
  • ماذا كسبت دارفور من هذه الحرب اللعينة !!/آدم الهلباوى
  • الأجيال في السودان تصالح و وئام أم صراع و صدام؟؟؟ 1/2/الفاضل إحيمر/ أوتاوا
  • النمـرة غـلط !!/عبدالله علقم
  • العودة وحقها ومنظمة التحرير الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • المختصر الى الزواج المرتقب بين حركتى العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان /ادم على/هولندا
  • سوداني او امريكي؟ (1): واشنطن: محمد علي صالح
  • بحث في ظاهـرة الوقوقـة!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
  • سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة : عزيز العرباوي-كاتب مغربي
  • قمة العشرين وترعة أبو عشرين ومقابر أخرى وسُخرية معاذ..!!/حـــــــــــاج علي
  • لهفي على جنوب السودان..!! مكي المغربي
  • تعليق على مقالات الدكتور امين حامد زين العابدين عن مشكلة ابيي/جبريل حسن احمد
  • طلاب دارفور... /خالد تارس
  • سوق المقل أ شهر أسواق الشايقية بقلم : محمدعثمان محمد.
  • الجزء الخامس لرواية: للماضي ضحايا الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان أموم/ الصادق حمدين
  • رحم الله أمناء الأمة/محجوب التجاني
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • وما أدراك ما الهرمجدون ؟! !/توفيق عبدا لرحيم منصور
  • الرائحة الكريهة للإستراتيجي بائتة وليست جديدة !!! /الأمين أوهاج – بورتسودان
  • المتسللون عبر الحدود والقادمون من الكهوف وتجار القوت ماشأنهم بطوكر /الامين أوهاج