أموم ليس أوباما .. يا سارة بنت عيسى
سارة عيسى ... ذلك القلم الذي ما فتئ يمارس الكتابة عبر هذا الموقع منذ فترة ليست بالقليلة، بدأ كقلم متجرد يحاول الدفاع عن لونية حزبية وعرقية محددة، وإن كانت تلك اللونيات تتداخل في بعض الاحيان فيظن القارئ ان الكاتب ينتمي الى حزب عقائدي معلوم للجميع، واحيانا اخرى يجنح القلم الى الدفاع عن المهمشين، واحيانا يتطلب الامر من الكاتب الولوج في كتب التاريخ الاسلامي ليس بغرض تقديم صورة طيبة عن الاسلام او المسلمين ولكن لتحقيق غايات او اهداف يتطلبها الوضع السياسي الاني في السودان.
ومن جماع القراءات المتمعنة فيما يصدر وينشر باسم المدعو/المدعوة سارة فان المحصلة النهائية التي ينتهي اليها الواحد منا تخلص الى ان سارة عيسى ما هي الا واجهة لمنبر عريض يقوم بالرصد والاعداد والاخراج تحت هذا الاسم الحركي لخلق راي عام يتوافق مع توجهات اصحاب ذلك المنبر. ويبدوا ذلك جليا من اختلاف اسلوب الطرح والمعالجة لبعض المقالاات المنشورة باسم سارة.
هذه المقدمة على الرغم من انها لا علاقة لها بعنوان المقال غير انها ضرورية حتى لا نتهم باننا نحاور الوهم، أو يظن بنا ظان بأن مثل هذه الاساليب المعروفة قد انطلت علينا واننا نهدر مداد اقلامنا على جدار وهمي مصنوع لاخفاء جهات معينة او تحقيق اهداف مرسومة.
اعود الى مقارنة سارة لاموم باقان باوباما، فاقول لها ان السيد/ اموم ليس اوباما وان السودان ليس امريكا .. وسوف أدلل على ما ذهبت اليه اعتمادا على التاصيل العقدي والديني. ولن اكون مبتدعا في استخدام هذا المعيار لانه كان له ثقله وحضوره الطاغي خلال الحملة الانتخابية الامريكية، بل خلال الحملة التي خاضها اوباما داخل حزبه في سبيل نيل ثقة الناخب الديمقراطي وذلك ضد منافسته الشرسة هيلاري. حيث ظهرت بقوة قضية الاصل والديانة وفي العديد من المرات حاولت هيلاري الاشارة الى هذه القضية واستخدمها في سبيل تحقيق التفوق المطلوب ضد اوباما مستندة الى قاعدة جماهيرية ومزاج عام امريكي ينفر من كل ما هو اسود وكل من له علاقة بالاسلام والمسلمين.
قاصمة الظهر واكثر ما اثار امتعاضي هو عندما ثار الناخبون في وجه مرشحهم ماكين في احدى وقائع حملاته الانتخابية وقد نقلت لنا وسائل الاعلام كيف عبر الناخبون لمرشحهم عن تخوفهم من فوز اوباما وافادوه بان اوباما مسلم يخفي اسلامه ... فماذا كانت الاجابة من قبل ماكين؟ لقد طمانهم السيد/ ماكين، ولكن ماذا قال لهم؟ هل قال لهم اننا في بلد ديمقراطي وان أي انسان حر في اعتناق العقيدة التي يريد؟ هل قال لهم ان الاسلام يعتبر احد الديانات السماوية التي انزلها الله تعالى الى الناس وان هنالك العديد من معتنقيه في امريكا؟ هل قال لهم اننا في دولة علمانية تفصل بين الدين والدولة ... انظروا ماذا قال لهم وبماذا طمئنهم .. قال لهم إن أوباما رجل محترم وأنه لا يمكن أن يكون مسلما. ماذا يعني ان اوباما رجل محترم وانه لا يمكن ان يكون مسلما، أو حتى وإن كانت إفادة ماكين بان اوباما رجل محترم وانه ليس مسلما، بمفهوم المخالفة كما يقول الأصوليون يعني ان كل مسلم ليس محترما، وانك حتى تكون محترما فيجب عليك البراءة من الاسلام واهله واتخاذ الصليب عنوانا ونبراسا. شئ اخر في ذات السياق يتعلق بحادثة قد حدثت من قبل اوباما قبل خوضه الانتخابات التمهيدية داخل حزبه، وذلك حينما قام بزيارة اسرائيل وقام على حائط المبكى ومهر رسالة الى الرب يطلب منه السند والمدد. لنفترض جدلا ان هذه الزيارة بدلا من اسرائيل كانت الى المملكة العربية السعودية، وأنه بدلا من حائط المبكى قد قام اوباما بالطواف حول البيت الحرام، ترى ماذا كان سيكون مصيره ليس في الانتخابات الرئاسية بل في الانتخابات التمهيدية، أقسم انه ما كان له ان يحلم حتى بالاستمرار في عضوية الكونغرس بل كان سيرمى او يحول الى مزبلة التاريخ. والشواهد على امعان الامريكان على كافة مستوياتهم على اهانة الاسلام والمسلمين اكثر من ان تعد وهي لا تمارس في الخفاء بل جهارا نهارا، وما الموقف الذي حدث مع المسلمتين خلال حملة اوباما ببعيد عن الاذهان.
أعود مرة اخرى الى موضوع المقارنة بين اوباما وباقان اموم، وأقول لك انه اذا كان الاميركان ومن خلفهم من اليهود اكثر حرصا على الا يقود بلادهم احدا من المسلمين، او حتى من له صداقات او قل حتى علاقات او تعاطف مع الاسلام او المسلمين الذين يلقون الاضطهاد والتقتيل في كل مكان في العالم، فاننا كمسلمين نعتنق هذا الدين الحق غير المحرف سنكون اكثر اعتراضا منهم على تولي امر بلادنا من غير المسلمين سواء كان غير المسلم هو باقان او سلفاكير.
ما الفائدة التي سوف نجنيها من وجود رئيس غير مسلم على شعب يعتنق غالبية اهله وسوادهم الاعظم الاسلام الاعظم، ماذا نقول لرب العزة القائل في كتابه العزيز (وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون) وهو القائل الكريم (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين).
هل يقوم المسلمون باختيار باقان ليواجهوا مصير إخوانهم المسلمين في الجنوب ولنعود الى عصر البارات والحانات وغيرها من المظاهر. أم أن الرقصات التي اداها باقان في حضرة الصوفية تعد كافية الى الاطمئنان الى حبه وحسن نواياه تجاه الاسلام والمسلمين.
انني اعلنها للاخ/الاخت سارة باننا لا علاقة لنا بالحزب الحاكم غير اننا نتميز بعلاقة قوية بالحاكم العلوي جبار السموات والارض الذي امرنا ان نحول حياتنا الى عبادة في قيامنا وفي جلوسنا وفي نومنا وفي صحونا، هذه العلاقة لا يمكن ان نفرط فيها ونترك باقان اموم يتولى امرنا لينفث فينا عصير حقده الدفين على الاسلام والمسلمين في الدنيا ونستحق بموجبها غضب الرب وعذابه في الآخرة. وهذا الكلام لا يفهم منه معاداتنا للديانة المسيحية، واننا نبرأ من ذلك، ذلك ان الايمان بالمسيح واخوته من الرسل يعتبر جزء من عقيدتنا، غير أن التوجيهات الربانية صريحة في هذا الصدد (إن الدين عند الله الاسلام)، فاذا اتفق مستر/ اموم معنا على ذلك وهداه الله الى الاسلام فمرحبا به في القصر الجمهوري.
ختاما فانني اشفق على الذين يتشبثون بالسياسة ويتخذون من العلمانية طريقا ومنهجا، ومن العنصرية منبرا ويستندون على رقاب المهمشين ويعتمدون على المدد الخارجي في محاربة دولة السودان، والعجب ان منهم المسلمين الذين اعمت بصائرهم ما تمارسه الحكومة الحالية باسم الاسلام للطعن في الدين وثوابته، وان وجد من بين هؤلاء شيخ عندما بلغ من العمر عتيا اصبح ينقض غزله بيده جزاءا نكالا على افترائه على المصطفى الحبيب عليه الصلاة والسلام والصحابة المكرمين الاخيار. أشفق على هؤلاء من يوم يعرضون فيه على الله لا تخفى منهم خافية. في ذلك اليوم لا يوجد اسم حركي ولا اسم مستعار ولا شبكة عنكبوتية يتخفى فيها المرء لينفث سموم حقده وعنصريته، يوم تشهد ايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون.
عبد الحفيظ محمد عثمان/ المحامي
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة