صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات : ترجمات English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


المتصوّفون الضّاحكون*/تحريرُ وترجمة:- إبراهيم جعفر
Nov 13, 2008, 03:17

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

المتصوّفون الضّاحكون*

 

تحريرُ وترجمة:- إبراهيم جعفر

إلى الإنسان الرّاحل:- عصام الخوّاضْ

 

كان هنالكَ ثلاثةُ متصوِّفِينَ صينيِّينْ.  لم يكن أحد يعرف أسماءهم.  كانوا فقط يُعرفونَ باسم "الحكماء الثلاثة الضاحكين".  وذلك لأنّهم لم يفعلوا شيئاً في حياتهم سوى ذلك:- هم كانوا، ببساطة يضحكون....  كانوا يرتحلونَ من بلدةٍ إلى بلدةٍ أخرى، وهم يضحكون....  كانوا يقفون في وسط السوق ويضحكونَ ملءَ بطونهم....  كان السّوقُ كُلُّهُ، آنذاكَ، يُحيطُ بهم.  كلُّ الناس يجيئونَ إليهم.  الدكاكين كانت تُغلق حينما يحضرون والزبائنُ كانوا ينسونَ ما الذي هم جاؤوا لكي يشترونه.  كان أولئك الثلاثة من النّاس جميلينَ حقّاً- يضحكون فتهتزُّ وتتموّج بطونهم.

 

حينذاكَ كان الضّحكُ يصيرُ عافيةَ مُعدِيَةً فيبدأ النّاسُ الآخرون الضّحك.  عندها كان يضحكُ كُلُّ أهلِ ساحةِ السّوقْ.  إنّهم كانوا يُغيّرونَ نوعيّة ذلك المكان الذي كان يُسمّى "سُوقَاً".  ولئن قال لهم أحد الناس، حينذاك:- "قولوا لنا شيئاً" فهم يردُّونَ عليهِ قائلين:- "ليس لنا شيئاً نقوله.  نحن فقط نضحك ونُبدّل نوعيّة المكان".  هم فعلاً كانوا يُبدّلونَ أيَّ محلٍّ يحلّونه نوعيّاً.  فقبل أن يحلّوا في صقيعةِ السّوقِ كان ذلك المكانُ يبدو قبيحاً حيث لا يُفكّر النّاسُ في شيءٍ سوى المالِ- يستشرهون إلى المالِ ويغدو الطّمع ربّهم والمال هو كلّ ما هم منسوجونَ منه.  ثمّ، فجأةً، يجيء أولئكَ المجانين- أولئك الدّراويش- الثلاثة إلى المكان ويضحكونَ فيُغيّرونَ، توَّاً، نوعيّةَ كلِّ جُوَاءِ ساحةِ السّوق. 

 

حينذاكَ لا يعد أحدٌ من النّاسِ "زبوناً".  فهم ينسونَ، يَومَذَاكَ، أنّهم قد جاؤوا إلى ذلك المكانِ لكي يشتروا ويبيعوا.  لا يعبأ امرئٌ، أو امرأةٌ، يومذاكَ، بشأنِ الطّمعِ فهم آنئذٍ يكونونَ، جميعاً، ضاحكينَ وراقصينَ حول أولئكَ المجانين- أولئكَ الدّراويش- الثلاثة ومن ثمََّ يبدأُ عالَمٌ جديدٌ في التَّفتُّح.    

 

كان الثَّلاثةُ إيّاهم يسوحونَ في كلِّ أنحاءِ الصّينْ، من بلدةٍ إلى بلدةٍ، ومن قريةٍ إلى قريةٍ، يُضحِكُونَ النّاسَ ويُبهِجُونَهُمْ ويُفتِّحونهُمْ.  الحزينون من النّاس، الغاضبون والجّشعونَ والغيورون منهم:- كُلُّهُم كانوا يعمهونَ في الضّحكِ معهم.  وكثيرونَ كانوا، آنذاكَ، يتحسُّونَ مفتاحاً بديعاً من مفاتيحِ الدّنيا إذ يتحقّقونَ من كونِ أنّه يمكن للإنسانِ أن يتحوَّل. 

ثمّ، في إحدى القرى، حدث أنّ أحد الثلاثة قد مات.  تجمّع أهلُ القريةِ وقالوا:- "الآنَ ستبدأ المتاعب.  الآنَ سنرى كيف هما سيضحكان.  إنّ صاحبهما قد مات؛ يجب عليهما أن يبكيا".  لكنّهما حينما أتيا كان الإثنان يرقصان، يضحكان ويحتفيان بالرّاحل.  "هذا شيءٌ شاذٌّ جدّاً.  إنّه سلوكٌ غيرُ لائق.  فحين يموتُ الإنسان يكون شيئاً دنيويّاً وغيرَ رصينٍ أن يضحك الإنسان ويرقص"، قال أهلُ القرية. 

 

"لكنّكُم لا تدرونَ ماذا حدثْ!  نحنُ الثلاثة كنّا دوماً نفكّرُ في من هو الذي سيموتُ فينا أوّلاً.  وهذا الرّجلُ قد كسبَ الرّهانَ ونحنُ قد هزمنا.  ثمّ نحن قد ضحكنا معه مدى الحياة فكيفَ لنا أن نهبه وداعاً أخيراً على أيِّ هيئةٍ أخرى غيرِ هذه؟ - كان علينا أن نضحك؛ كان علينا أن نبتهج؛ كان علينا أن نحتفل.  ذاك هو الوداع الممكن الوحيد لرجلٍ ضحك آناءَ حياته كلّها.  ولئن نحن لم نضحك سيضحك هو علينا- من وراءِ حجابِ غيابِهِ- وسيُفكّر:- "أيّها الأغبياء!  إذاً أنتم قد وقعتم، ثانيةً، في الشِّرَاكْ؟"  نحنُ لا نراه على أنّه ميّتْ.  أنّى للضّحكةِ أن تموت؟  أنّى للحياةِ أن تموتْ؟"

 

لم يفهم أهلُ القريةِ ذلكَ عن أولئكَ الحكماء ولم يشاؤونَ المشاركة في الضّحكِ في ذلكَ اليوم....  ثُمَّ آنَ للجّسَدِ أن يُحرقْ فقال أهلُ القرية:- "سنُهيِّئُ جُثْمَانَهُ بغسلٍ كمات قضت بذلكَ الشّعائر والطّقوس".  لكنَّ الصّديقينَ قالا لهم:- "لا تفعلوا ذلكَ فصديقُنَا قد قال:- "لا تُمارسُوا أيَّ شعيرةٍ أو طقسٍ ولا تُبدّلُوا ملابسي ولا تُهيِّئُونِي بغُسلٍ حين أرحل عنكم.  فقط ضعوني كما أنا على نارِ المِحرقَةْ".  عليهِ ينبغي علينا أن نتصرّف وِفقَ إرشاداتِهِ". 

 

ثُمَّ، فجأةً، كان هنالكَ حدثٌ عظيم.  فحينَ وُضِعَ الجّسَد على النّار لعب ذلك الرّجل العجوز خُدعتَهُ الأخيرة.  كان الرّجلُ إيّاهُ قد خبّأَ مفرقعاتِ ألعابٍ ناريّةٍ عديدةٍ تحتَ ثيابهِ فإذا بالنّاسِ يغدونَ، فجأةً، في كرنفال أنوارٍ متوهّجَةً في الفضاء!

 

إستغرقت القريةُ جميعها في الضّحكْ.  كان أولئكَ الصديقين المجنونين يرقصان فبدأت القريةُ جميعها، كذلكَ، في الرّقص.  لم يَكُنْ ذلكَ موتاً، بل كانَ حياةً جديدةْ.

 

* الحكايةُ مأخوذةٌ عن:- حياةٌ، حبٌّ وضَحِكٌ، بقلم:- بهاقوان شِرِي راجنيش، زي ريبيل للطباعة والنّشر، كولِن، ألمانيا الغربيّة، سبتمبر 1987 (الطّبعة الأولى): -

Love, Life, Laughter, Bhagwan Shree Rajneesh, The Rebel Publishing House GmbH, Cologne, West Germany, First  Edition: September 1987.


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

ترجمات
  • تشارلز تيلور يكتب من لاهاي هاشم بانقا الريح*
  • المتصوّفون الضّاحكون*/تحريرُ وترجمة:- إبراهيم جعفر
  • اسقاط النظام في ثلاثة أيام!!!
  • روبرت فيسك: ثمة أشياء لم اكتبها بعد !/ترجمة معتصم كدكي
  • fuzzy wuzzy للشاعر الإنجليزي روديارد كبلنج /عبد المنعم خليفة خوجلي
  • لماذا يجب ان يكون الرفيق سلفاكير ميارديت رئيساً للسودان فى 2009 /إزيكيل جاتكوث
  • دكتور: بشير عمر محمد فضل الله – كأحد الخمسمائة زعيم عالمي للقرن الجديد – ترجمة وتقديم : بقادى الحاج أحمد
  • رئيس حركة تحرير السودان يصبح محط أنظار الكثيرين في الوقت الذي يصاب فيه رئيس جمهورية السودان بالهلع و الذعر./بقلم / إستيف باترينو- من صحيفة سودان تريبيون الإكترونية ترجمة- حجرين جاموس
  • المدعي العام لمحكمة الجزاء الذي يريد احضار البشير للعدالة مطالب بالاستقالة ( الديلي تلغراف)/ترجمة مصعب الأمين
  • من هو أوكامبو عبدالله يوسف عبد الله
  • رحيل الماشية وعودتها في بوروندي 1/2 من كتاب: الأدب في أفريقيا- القسم الخامس- النثر المكتوب- أعداد: بقادى الحاج احمد
  • دارفور .... حقيقة أم خيال بواسطة البرفيسور آنن يارتلت /ترجمة / محمد سليمان.
  • تيلهارد دي شاردن: "مكان الإنسان في الطّبيعة"*: مقدّمة وفاتحة وإشارة ومدخل [ترجمة: إبراهيم جعفر].
  • تـقريــر "فـرنسـا والـعولـمة" ترجمة وعرض : مؤيد شريف
  • الفصل بين الأولاد و البنات في التعليم العام* ترجمها بتصرف: محمد عربان
  • أورويل في البيت الأبيض!* أنيتا رَوْدِك**ْ
  • السُّكونُ يُضيءُ عزلةَ الموتْ شعر- عبد المنعم عوض/Translated by: Ibrahim Jaffar
  • قصة الدبدوب السوداني تكشف عقدة الدونية الإسلامية* وليد علي ** ترجمة محمد عثمان ابراهيم
  • بيتر شيني*:- أحد روّاد الآركيولوجيا الأفريقية الأوائل*/بقلم:- بيتر كلارك/ترجمة:- إبراهيم جعفر
  • بيتر هولت.. مؤرِّخ الشََّرق الأوسط والسُّودان-ترجمة الدكتور عمر مصطفى شركيان
  • أهل الخير يمارسون الشر في دارفور/آرلين غيتز*-ترجمة : محمد عثمان ابراهيم
  • من دفاتر المخابرات : أوراق الأحمق/جوناثان بيقينس-ترجمة : محمد عثمان ابراهيم
  • كيف ضل الغرب مالكوم فرايزر*/ترجمة : محمد عثمان ابراهيم
  • الراهب الباطني*/ترجمة:- إبراهيم جعفر
  • فصل من كتاب ** التنمية كاستعمار للكاتب Edward Goldsmith ترجمها عن الانجليزية أحمد الأمين أحمد و حنان بابكر محمد
  • صدقُ الحائر:- حالُ "الحيرةِ" ما بين دريدا وابن عربي...* بقلم:- إيان ألموند/ترجمه عن اللغةِ الإنجليزيّة:- إبراهيم جعفر
  • سياسة التعريب في ( تُلس ) كما وصفتها صحيفة اللوس انجلز تايمز/سارة عيسي
  • "لا أحدَ أنشأَأفلاماً مثله"* [إهداء الترجمة:- إلى الصديق العزيز والناقد السينمائي الأستاذ:- محمد المصطفى الامين]./ترجمة:- إبراهيم جعفر
  • صحيفة /القارديان/ البريطانية تنعى السينمائيّ السويدي انقمار بيرقمان/ترجمة:- إبراهيم جعفر
  • خللَ زُجاجٍ؛ بوضوح:- رحيل انقمار بيرقمان (ترجمة:- إبراهيم جعفر)
  • البــدو (المجاي/ البجا) والفراعـنـة بقـلــم : روبـــرت بيـــرج/ترجمة / محمد جعفر أبوبكر
  • صحيفة "القارديان" البريطانية تنعي سمبين عثمان*/(ترجمة:- إبراهيم جعفر).
  • دارفور: لعبة التسميات* بقلم بروفسير محمود مامدانى /ترجمة الصديق الأمين
  • بحوث تستكشف التخلص من شبكة الانترنت الحالية لصالح أخري حديثة /ترجمة د./ عباس محمد حسن
  • العلماء يقتربون من صنع قناع (عباءة) الإخفاء/ترجمة د./ عبـاس محمد حسن
  • دارفور وسيناريوهات مجلس الأمن ../متابعة وترجمة واستخلاص : توفيق منصور (أبو مي)
  • الثقافه والإعلام فى المجتمع البريطاني المعاصر/ترجمه : أحمد الأمين أحمد..
  • فصل من كتاب: ملامح من المجتمع البريطاني المعاصر/ترجمة:أحمد الأمين أحمد
  • بمناسبة يوم المرأة العالمي: تصوير المرأة في روايات الكاتب النيجيري Chinua Achebe /ترجمة : أحمد الأمين أحمد
  • الجزء الأول من رد الدكتور كول جوك للأستاذ/السنجك/ترجمة : سارة عيسي