فضلاً مقال للنشر تحت عنوان مقارنة
بقلم أحمد عثمان تولناب (أودين) صاحب مخطوطة خواطر وانطباعات عن مؤتمر البجا
مقارنة طرفية لحال الوطن مابين الاستعمار والاستقلال
فى بعض الأحيان تبدو المقارنة مفارقات بل انها فى كثير من الأحيان تكون مدعاة للتفكير والتمعن وهكذا خطرت ببالى هذه المقارنة تحت العنوان أعلاه.. اذا مارجعنا قليلاً الى فترة الاستعمار التى خيمت على البلاد زهاء السبعين عاماً، نجد الكثير من المكاسب والانجازات التى نعم بها هذا الشعب وافتقدناها فى حقبة الاستقلال، وعلى سبيل المثال فان السودان ابان الحكم الاستعمارى يتمتع بخدمة مدنية متطورة لامثيل لها وكانت عبارة عن ركائز متينة قامت عليها نهضة كبيرة شملت البلاد من اقصاها الى اقصاها والكوادر التى تدير حلقات هذه المنظومة كانت تتمتع باسلوب القيادة الميدانية فى التنفيذ والمتابعة وليس غريباً على الخمسة الكبار وهم السكرتير الادارى والسكرتير المالى ومدير المديرية ومفتش المركز وضابط المجلس ان تراهم وهم يمتطون ظهور البعير من بادية الى بادية اخرى لمتابعة قضايا التعليم والصحة حتى شعر المواطن فى ذلك الوقت ان السلطة اقرب اليه من نفسه، كانت تلك ايام الاستعمار.
ورب يوم بكيت فيه ولما صرت فى غيره بكيت عليه، لقد تدهورت فى عهد الاستقلال الاوضاع وانهارت الخدمة المدنية التى كنا نعتز بها وصارت البنية التحتية رماداً تذره الرياح وافتقد المواطن البسيط فى موقعه ابسط مقومات الحياة من علاج وغيره اضف الى ذلك ان الكثير من القيم والمثل التى كانت مصدر اعتزاز وفخر لشعبنا صارت اليوم جزءاً من ارث الماضى ونتج عن غياب العدالة الاجتماعية وانحسار الخدمات انتشار ظواهر غريبة على المجتمع وليدة هذه الظروف وهكذا اصبحت كل تلك الانجازات والقيم عرضة للضياع وبالتالى فان الوطن يصبح فى مهب الريح.
أحمد عثمان تولناب (أودين)
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة