د . تابيتا بطرس .. الانسانة الوزيرة
· في أي وقت جلست امام الفضائية السودانية وكانت الدكتورة تابيتا بطرس وزيرة الصحة الاتحادية تفتتح مشفى او تدلي بحديث إلا واحسست بأني امام " انسانة ووزيرة " اعجبتني عفويتها وحديثها يصل للقلب مباشرة بلهجة لا تخلو من لكنة ابناء جبال النوبة وتمنيت لقاؤها فليس أهم ممن تحمل حقيبة للصحة والعافية في بلد مثل السودان وبين جوانحها قلب انسان خاصة وانها قالت ان امها حينما باركت لها المنصب الوزاري اوصتها بان " تخلي بالها من كلامها " لتتحدث اعمالها .
· في لقاء شيق ادلت به الى مركز الخدمات الصحفية بالخرطوم قالت ان الامراض المستعصية تورقها واهم اجندتها توطئن العلاج بالداخل وهدفها تقليل عدد وفيات الاطفال تحت سن الخامسة وان طاعون العصر " الايدز " ستحاربه بنفس شراسته فهو مرض غدار وهالك وعدو لمشروعات التنمية .
· تابيتا السمراء فارعة الطول والتي تعتمر الشعر " المسبسب " احيانا وذو التجاعيد احيانا ابتسامتها صافية ونظرتها ناطقة ورغم انها تحمل درجة الماجستير والدكتوراه من احد الجامعات البريطانية في علوم التمريض وعملت لفترة في وظيفة اختصاصية بانجلترا إلا انها لم تطعم كلماتها باللغة الانجليزية بل حادثتني باللهجة السودانية والمهجنة بمفردات نوبية مصرية حيث نالت درجة البكالريوس من جامعة الاسكندرية .
· ان ملف الصحة ملف متخم وممتليْ " بالطموحات والاخفاقات " بعض القرى والمدن الطرفية بالسودان ما زالت تفتقر لمحاليل التغذية ومضاضات الملاريا وفي مناحي اخرى ما زالت الامهات يفقدن اعمارهن الغضة وهن في طريقهن لاستقبال مولود بكر حلمن بدغدغته وضمه بحنان وفي نفس الوقت هناك طموحات كبيرة بدأت بشائرها تلوح من خلال خطوات تتسارع لتمكين الصناعات الدوائية المحلية من الانطلاق وفتح الفرص الاستثمارية باقامة مستشفيات اهلية رغم ان غالبيتها تمثل " الجميلة والمستحيلة " للمواطن الاغبش الذي يجلس الساعات على عتبات المستشفيات والمراكز الصحية ليحصل على جرعة دواء تنقذ حياته او ترفع عن كاهله المسخن اصلا بالجراح .
· وهناك جهود بدأت تثمر في رجوع كفاءات طبية يشار اليها بالبنان من دول المهجر باوروبا وامريكا والخليج للمساهمة بعلمها وعملها لرفع كفاءة المستشفيات ودعم صناعة الدواء باعتبارها سلعة استراتيجية تسعى الدول لتمكين مواطينها منها بجودة عالية واسعار تنافسية كجرعة شفاء للموطن اولا ولدعم الخزينة خاصة والسودان يمتلك المقومات الصناعة قدرات معملية وابحاث منقحة وخامات مكونة للدواء وتوابعه الطبية .
· فوق هذا وذاك فبطرس والتي جاءت من خانة النضال ضمن قوائم الحركة الشعبية التي انضمنت اليها اثناء فترة دراستها ببريطانيا تمارس لعبة السياسة لاجل وطن معافى ومستقر فهي برغم انها لم تدعي انها سياسية مخضرمة إلا ان ما تؤمن به وما اكتسبته من معارف يساهم كثيرا في دفع عجلة الاستقرار وفكفكت خيوط الاختلافات في مناطق الالتماس وتوطئن اللاجئين وايقاف نزيف الدم بدارفور.
· اول لقاء مباشر لي بالدكتورة تابيتا خلال مشاركتها بمؤتمر قطر الدولي للرعاية الصحية الاولية الذي تنظمه الهيئة الوطنية للصحة بالتعاون ومنظمة الصحة العالمية لاحياء الذكرى الثلاثين لميثاق " ألما أتا " ترسيخا وضمانا " الصحة للجميع " احسست ان الهموم كثيرة يكفي انها لاجل انسان معافي في وقت تستعد فيه الدول لمواجهة الامراض العصرية العابرة للقارات كالايدز والسرطانات وانفلونزا الطيور .. ان تابيتا تبتسم وتقول انني لا احتمل الالم... لذلك لا اجد رهقا في عملي طالما هو لاجل الانسان المعافى .. وتختم حديثها ضاحكة .. عواطف هل هذا مستحيل ..
· عواطف عبداللطيف قطر [email protected]
همسة : نعم .. كل المستحيلات تتراجع من أجل انسان يتشافى من الوجع ..
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة