هل تنذر مشكلة كوردوفان الجنوبيّة في السودان بدارفور جديد ؟
نايروبي/بروكسل،31 تشرين الأوّل/أكتوبر 2008: تتوافر اليوم في ولاية كوردوفان الجنوبيّة جميع المعطيات التي أفرزت نزاع دارفور فتبدو بوادر اندلاع حرب أهليّة جديدة في السودان على الأبواب.
هل تنذر مشكلة كوردوفان الجنوبيّة في السودان بدارفور جديد؟ هو التقرير الأخير الصادر عن مجموعة الأزمات الدوليّة والذي يعالج تدهور الوضع في المنطقة الإستراتيجيّة القائمة بين الشمال والجنوب حيث يخوض أعضاء من حكومة الوحدة الوطنيّة والحركة الشعبيّة لتحرير السودان وحزب المؤتمر الوطني في غمار تقاطب إثني عشية الانتخابات الوطنيّة المزمع عقدها عام 2009. ويُشكّل اختطاف تسعة عمّال صينيين في حقول النفط في كوردوفان الجنوبيّة الأسبوع الماضي، خير دليل على درجة استضعاف الولاية.
وبحسب فؤاد حكمت، مدير مشروع القرن الإفريقي، "يجب على حكومة الخرطوم أن تُعاجل إلى معالجة الظرف المتردي أو أن تواجه خطر اندلاع نزاع جديدٍ دامٍ. فمصداقيّة اتفاقيّة السلام الشامل التي وضعت حدّاً للحرب بين الشمال والجنوب عام 2005 وموقعها كإطار عمل لفضّ النزاع على المحك. فإذا فشلت في تسوية النزاعات القائمة على طول الحدود بين الشمال والجنوب، فلن تتمكن من طرح حلول جديرة بالثقة لمعالجة نزاعات أخرى، مثل نزاع دارفور. ولقد أُحرز مؤخراً تقدّم محدود ولكن تبدر الحاجة ملحّة إلى تحقيق تقّدم أكبر".
ومواطنو ولاية كوردوفان الجنوبيّة مدججون بالسلاح ويشعرون بأنّ رعاة الماضي تخلّوا عنهم، ولم يفوا بوعد مشاركتهم مكتسبات السلام. فراوحت مكانها عودة المهجرّين داخلياً، كما مشاريع التنمية وإقامة إدارة حكومة متكاملة للولاية. ولقد قضى في المواجهات آلاف الأشخاص في نزاع حول الأرض، وحقوق الرعاية من دون ما يُبشّر بردّ وطني أو محلّي مستدام.
ولا زالت الفرصة متاحةً لتهدئة الوضع قبل الانتخابات. ويجب على حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبيّة لتحرير السودان تسريع دمج حكومة الولاية والمقاتلين في الوحدات المتكاملة المشتركة ومتابعة برنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الإندماج. وتُعدّ المصالحة بين قبائل الولاية شأناً أساسيّاً. كما تؤدّي بعثة الأمم المتحدة في السودان والأسرة الدوليّة قاطبةً دوراً حيويّاً في إعادة الاستقرار إلى الولاية. ويجب على البعثة أن تُصبح شريكاً فاعلاً في الوقاية المحليّة من النزاع فتعمل جنباً لجنب مع السلطات القبليّة. كما يتعيّن على الجهات الدوليّة الراعية لاتفاقيّة السلام الشامل وشركاء السودان الثنائيين حثّ الخرطوم على إيلاء عمليّة بناء السلام مزيداً من الاهتمام.
وبحسب فرانسوا غرينيون، مدير برنامج مجموعة الأزمات في إفريقيا، "يجب أن تُدرج الوقاية من اندلاع نزاعٍ جديدة في كوردوفان الجنوبيّة على جداول العمل الوطنيّة كما الدوليّة. ولقد تأخّر الوقت ولكنّه لم يفت بعد لتعي شعوب الخطوط الأماميّة بأنّ خوض حرب جديدة ليس السبيل إلى معالجة شكواهم".
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة