الأب لوال أتيم : حواراته عن أبيــى والحركة الشعبية ودارفور وبونا ملوال وأخرى . ( 1 – 10 )
خميس كات ميول / القاهرة
فى زيارته الأخيرة لمصر تطرق الأب لوال أتيم لقضايا عدة فى لقاءاته ، الجانبية والجدير بالذكر إن الكاهن لوال عندما يُقدِم إلى الكنانة مصر يهرول إليه كثيرون من أبناء الجنوب رجال وصبيان ونساء ، ويحظى بشعبية عارمة لشفافيته فى كل ما يتناوله ، ورجل متواضع فى طبعه لايتأخر فى تقديم النصح والإرشاد فى كل القضايا روحية كانت أم اخرى .
والحديث عن الأب لوال رغم إختلافنا معه فى بعض القضايا التى تخص الحركة الشعبية ، ولكن نعترف وبصوتٍ عالى مدوىٍ هو الحديث عن الوطنية الحقة والإنسانية الخالصة ، يخدم بكل إخلاص قلبه ويتحدث كما أسلفنا بشفافية عالية وهو لايعرف مراوغة الثعالب بحكم شخصه الكريم وأخلاقه الحميدة هذا بجانب موقعه كحامل الرسالة اليسوعية ومبشرها ، وهو رجل لايمكن تركه خلف الكواليس فى كل القضايا التى تخص الجنوب دينية كانت ام سياسية والإجتماعية ، بيد إنه إبن سلطان وتربى على يد أبيه ومثقف بثقافته الدينكاوية قبل أن يتعلم ويعرف ثقافة الآخرين ، علاوة عى موقعه كرجل دين مسيحى وشجاعته ( شجاعة الرأى ) وحب الناس له وإنبهارهم لشخصيته وراسم هذه الحروف منهم ، القارئ الكريم ربما نحن فى حوجة لمجال أوسع للحديث عن الأب لوال أتيم ولكن نكتفى بهذا القدر البسيط .
فى مستهل حديثه لجموع الحاضرين تطرق الأب لوال إلى حالة التشرزم والفرقة والشتات والعنف الشبابى السائد فى مجتمع جنوب السودان بالقاهرة وجدد دعوته بتكوين إتحاد عام أبناء جنوب السودان بمصر ويكون العمود الفقرى لتأسيس الإتحاد العام للسودانيين وإنه لامخرج إلا بذلك الوحدة تحت قباب الإتحاد .
وسأل الأب لوال الحاضرين ماذا فعلتم فى احداث محرقة أبيى ؟! .
وقال إذا كان هناك إتحاد عام لأبناء جنوب السودان لكنتم كونتم وفداً يمثل أبناء الجنوب فى مصر لزيارة المنطقة وعودتم وعقدتم مؤتمراً صحفياً لشرح الأوضاع المأسوية التى أدهشت العالم وأدخلها فى زهول وبطريقة او بأخرى قد دعمتم هذه القضية الإنسانية .
أبيى لم تحترق كهذا رغم الغارات التى تشنها مليشيات المسيرية فى السابق كانوا ينهبون أموال الدينكا نقوك ويحرقون بعض القرى ولكن حريقة كهذه لم تحدث إطلاقاً وإنها جريمة تاريخية ، وحمل كل الأطراف المسؤلية بما سماه سوء إدارة الأزمة .
واكد حضرته إن أبيى أرضاً جنوبياً وسوف تظل ملكاً لعشائر نقوك التسع ولا مساومة فى ذلك ، وأمن لحقوق الوافدين للمنطقة كوافدين سواء كانت المسيرية وغيرهم أما المرعى فحق لقبائل المسيرية وهذا الحق لايجعلهم أن يدعوا بمكليتهم لأرض نقوك .
الدكتور بونا ملوال وأبيى :
عندما سألنا الأب لوال عن المواقف السلبية للزعيم بونا ملوال عن منطقة أبيى وبعض الخلافات الشخصية مع قيادات منطقة أبيى ( مع العلم إن بونا ملوال إبناً لهذه المنطقة ) فجاء رده صريحاً كعادته : قد يكون هناك خلافات شخصية لبعض أبناء نقوك مع السيد بونا ملوال وإن إختلاف الرأى لايفسد للود قضية ، ولولا إختلاف الراى لبارت السلعة ، الزعيم بونا ملوال يحمل بعض أبناء أبيى المسؤلية الكاملة للمنعطف الذى وصل إليه القضية والكرة فى ملعبهم وأصبح من الفراجة ، كان رأيه واضحاً فى أديس أبابا 1972م عندما رفض مناقشة قضية أبيى منفصلاً عن الجنوب وظل ثابت فى موقفه إلى أن خرج الأمور معاكساً لموقفه ، إما فيما يختص بتصريحاته السلبية فهذه يعتبر فبركة إعلامية حسب علمى ، وإنى سألت الزعيم بونا شخصياً ( الحديث للأب لوال ) عن المواقف والتصريحات السلبية تجاه القضية المحورية لشعب جنوب السودان ( قضية أبيى ) المنسوبة له هذا يجلب عليه النحل وينتقص من دوره التاريخى من اجل إستقلال جنوب السودان بكامل حدوده ، ولكن نفى هذا الكلام المنسوب له ورد قائلاً ( بونا ) : هل تفتكر بالعقل والمنطق أن أقل شئٍ يأثر سلباً لأبيى ، هذه فبركة إعلامية و ضرب من ضروب الكذب والنفاق ، والمراد به الجرجرة اى جرجرتى وراء وسائل الإعلام ، يألفون رواياتهم لتشويه سمعتى وأقوم بنفى رواياتهم المفبركة .
وواصل الأب لوال فى حديثه عن أبيى ووصفها بالعمق الإستراتيجى لإفريقيا ودرع الجنوب الواقى ، وكفاح شعب نقوك مدون بأنصع الحروف فى صفحات التاريخ الكفاحى والنضالى لجنوب السودان .
|