أسئلة حائرة و مشروعة
قديمة جديدة
تستدعي إجابات علمية و عملية عاجلة
آدم إبراهيم تارا/ أسمرا
كم كنت أتمنى لو كنت أملك الإجابة حتى و لو على واحدٍ من الأســـئلة التي تجول بخاطري و خواطر الملايين من السودانيين غيري بل وغيرهم من مواطني دول أخرى كثيرة يعرفون السـودان و السودانيين حقاً، يحبونهم أيما حبٍ و يشفقون عليهم. أُلقي أســــئلتي الحائرة هذه و أتمنى أن تجد تجاوباً و أجوبة من كل من يحسُّ بأنه معني بها، أسئلةً أو إجاباتٍ، فالحصول على الإجــابات يبدأ بداهة و منطقاً بطرح الأسئلة كما تبدأ معالجة الأخطاء و القصور بالإعتراف بها و تبدأ بالتشخيصِ السليم مداواةُ العلة.
السؤال الأول: هل يا ترى يرى من يحكمون السـودان الآن، و أخص بالذكر قادة و أعضاء المؤتمر الوطني، أنه من حق بل واجب أي مواطن غيرهم أن يكون له رأي في أي و كل شأن يهم السودان حاضراً ومستقبلاً و في القضايا و الهموم الجسام التي تثقل كاهل امتنا و تزلزل أركانها و توشك أن تجعلها أثراً بعد عين و خبراً لـ"كان" أم هل يحسبون أن شرف أو عبء أنقاذ السودان حق إلهي إختصهم به دون سواهم ربُّ البلاد و العباد و أمر مناط بهم وحدهم و أن الآخرين ليسوا بالمكلفين به او الأهل له؟
السؤال الثاني: لو كانوا يدركون عن وعي و قناعة أن السودان شأن يهم كل سوداني، ماذ فعلوا ليجعلوا من ذلك واقعاً معاشاً و ملموساً و ماذا اتاحوا من السبل و القنوات للآخرين "ليشيلوا معهم الشيلة" و لا أعني بذلك الخطب الرنانة و لا الإجراءآت الشكلية و المسكنات و تقاسم كعكة السلطة والمناصب أو الإمتيازات بل المشــــاركة الحقيقة التي تتنزل على أرض الواقع حلولاً قومية و جهوداً فعلية تتجاوب مع هموم و اهتمامات السـواد الأعظم من أمة مغلوبة على أمرها داخلياً و خارجياً و تستقطب إسهامات كل فردٍ في أمة "في الفؤاد ترعاه العناية بين ضلوعي الوطن العزيز و "عازة في هواك نحن الجبال" و " وطني نحن سيوف أمجادك و نحن مواكب تحمي ترابك" و تستنهض همته؟
السؤال الثالث: ماذا يفعل من هم خارج السلطة و أعني بهذا أحزاب المعارضة و منظمات المجتمع المدني و التظيمات الفئوية و المهنية و قادة الأمة من زعماء العشـــائر و المشـايخ و الأحبار و القادة الإعلاميين و الأكاديميين وغيرهم ليسهموا بفعالية في تدارك الأمة قبل ان يدركها هلاك وشيك و لا اعني بهذا "التوالي" و "التراضي" و استجداء المشاركة في بهرج السلطة وهيلمانها بل تجاوز ذلك و القفز فوقه من خلال المشـــاركة الأنبل و الأجدى و الأكثر قومية و وطنية بطرح و فرض الحلول و الآراء الســـديدة و العمل على تفعيلها بلا تسويف أو مســـاومة و دون إستوزار أو التطلع لـ"الإستشارية" ؟ و في استطراد لهذا السؤال إلى متى سوف تنتظر المعارضة، و التي بممارساتها الحالية تفقد سمات و مواصفات المعارضة و تصير مجرد مهادنٍ للسلطة متمسحٍ بها، إلى متى سوف تنتظر أن يتيح لها النظام فرصة مشاركة حقيقية في حلحلة معضلات السودان المتفاقمة و الخروج من دوامة الأزمات التي تتزايد و تستفحل مع إطلالة كل صباح جديد؟ أليس بالإمكان الإسهام في إنقاذ السودان دون تبؤ مناصب وزارية أو نيل كوتات تجارية أو تحقيق هذه أو تلك من المطامع الضيقة و الذاتية؟ وهل صارت السلطة الحالية سداً منيعاً و حاجزاً بين سائر فصائل الشعب السوداني و المؤسسات الممثلة له من غير تلك التي تحكم و هل صادرت السلطة حق الآخرين في التفكير و المبادرة و التصرف أم سلَّموها هم ذلك الحق رهبة أو رغبة؟
السؤال الرابع: هل تعي السلطة أو تهتم أن قطاعات كبيرة من الشعب السوداني صارت إما معارضة لهذا النظام دفعها كرهها له لأن تتمنى زواله حتى و لو زال معه الوطن بل متعاونة مع من يخطط لذلك نكاية في النظام و أنتظاراً ليوم شماتة فيه و إما غير مكترثة لما قد يحل بهذا الوطن و غير مدركة أو مكترثة لأن العلاقـــة بين الوطن و المواطنين من التلازم و العضوية بحيث أن القضاء على واحد يعني القضاء على الآخر و أن الشر الذي يستهدف السودان سوف يكون فتنة لن تصيب الذين ظلموا خاصة و أنه لن يخص أو يميز بل سوف يعم؟ هل السلطــة واعية و مكترثة لموت الوطن في المواطن و هل هي مدركة لأسباب ذلك و ساعية لتداركها؟
السؤال الخامس: لماذا يكرهنا و يسعى لأيذائنا كل من حولنا بلا اسـتثناء و يسعى لنيل قطعة منا و لأن يرثنا قبل صدور إعلان رسمي و شهادة بوفاتنا بل يريد التعجيل بذلك استعجالاً لنيل حصته؟ ربما كان لدينا نظام سييء، في نظرهم على الأقل، لكن برأينا حكومات وشعباً فإن بعضاً من انظمتهم الحالية أو التي سبقتها كانت سيئة فلم يدفعنا ذلك كشعبٍ للتنكر لحقوق الجوار فلم نغز دولة مجاورة و لم نطمع في خيراتها أو أراضيها أو نحتلها أو نتآمر عليها جهاراً نهاراً و نكيد لها في العلن و السر. لطالما دعمنا مواقف تلك الشعوب و مددنا لها يد العون و قاسمناها قليل ما عندنا عندما شح أو نضب ما عندها و ألجأتها الحاجة إلينا، فلماذا تنهال علينا الصفعــات شمـــالاً و جنوباً شرقاً و غرباً مع إدراك موجهيها التام و تعمدهم أن يلحقوا بالسودان أذي لن يمحوه زوال نظام و لن ينتهي مع مرور الأيام؟ و السؤال الأكبر لماذا نسكت علي ذلك و ندير الخد حتى تمزق لحم وجهنا و تطايرت أنيابنا و أذهبت الذلة و المسكنة كل هيبة لنا؟
السؤال السادس: لمن يتسلح الجنوب حتى أسنانه؟ و لا استرسل.
السؤال السابع: ألا ترى السلطة الحالية أنه أزاء الأخطار المحدقة بنا و التي لا تستهدف النظام وحده بل اراضي الوطن و ثرواته و تراثه و إرثه بل أصل وجوده، ألا ترى أنه من أوجب واجباتها وقبل الطرق و الكباري و "المولات" و "الموبايلات" و "البهرجات" المنحصرة في مناطق و فئآت بعينهان ألا ترى أنه من أوجب واجباتها إعداد جيش بل شعب قادر على حماية نفسه و صيانة شرفه القومي و الذود عن حـدوده و مقدراته و ممتلكاته و الذب عن سيادته و حقه في العيش الكـريم؟ ألا ترى أن الجنوح العاقل للســلم، إن جنحوا لها، لا يعني أن نغفل أو نفرط او لا نعد للأمر عدته و عتاده؟ ألا ترى أن ذلك يبدأ بإستعادة حب كل المواطنين لوطن صاروا غرباء عنه و زاهدين فيه و استرداد الثقة في قيادةٍ أي كانت تقنعهم بأن المواطن و الوطن و ليس السلطة و الجاه هو كل همها؟ ألا ترى أن حديثنا الصادق عن السلام وتوجهنا الجاد نحوه مع أي من كان لا يمنع أن تكون في يدنا عصا غليظة خاصة و من في الطرف الآخر يتعاملون مع الأمر بســخرية بالغة و استهزاء صريح تفضحه البسمات الصفراء و التصريحات الملتوية الملغمة و يحملون فوق كل هذا و ذاك في أيديهم بدلاً عن العصاة بندقية و في جيوبهم بدلاً عن الطلقة قذيفة و دانة و يسعون للمزيد؟ أليس بمقدور دبلوماسيتنا و غيرها من الوسائل أن تحيِّد من حولنا إن فشلت في كسبهم إلى جانبنا و في عقد مفيد التحالف معهم؟ اليس بمقدورنا صياغة و اتباع ســياسة خارجية و لو مرحلية تطمئن من حولنا و تجنبنا مكرهــم و كيدهم؟
السؤال الثامن: لماذا نفاجأ دائماً بالأحـداث و نلهث وراءها؟ اين أجهزة الأمن و الرصد و التنبؤ و المتابعة و أين سفاراتنا و علاقاتنا و تحالفاتنا و اتصالاتنا الخارجية و إلى متى سنتظر القارصنه أن يكشفوا لنا عما يحاك حولنا و يدبر لنا و القوات الأممية أن تنبئنا حول ما يحدث داخل حدودنا و في مطاراتنا؟ لماذا يسعى بعض من نحسب في غفلة منا أنهم منا و محسوبون علينا لذر الرماد في أعيننا حول هكذا أحداث جسام و لطمس الحقائق و تخديرنا؟ لقد أودى بطروادة حصان واحد فلم نترك قطعاناً منها تصول و تجول في ربوعنا و عقر دارنا؟
السؤال التاسع: هل تسعى السلطة للإحساس بنبض الشارع و معرفة ما يدور فيه و هل توظَّف من الوسائل ما يمكِّنها من معرفة ما يجول بخاطر من هم ليسوا بالأعضاء في أجهزتها أو لا تبثه أجهزة إعلامها بحسبان أن ما يحدث يهمُّ كل سوداني و أنه قد صار أكبر و أخطر من أن تحتكر التصدي له فئة بعينها لمجرد الحرص على مصالحٍ محددةٍ لها و أنه آن الأوان لأن تتدارك الوطن و ما بقي في المواطنين من غيرة و حرص عليه؟ أما آن لها أن تعي درسـاً ليس بعيداً عنا زماناً و مكاناً حيث حسبت سلطة أن يدها ممتلئة من شعبها و لم تجد ذاك الشعب حين جدَّ الجدُّ و لو كانت قد فعلت غير ذلك لما اصابها و اصاب شعبها ما صار عبرة لمن يعتبر؟
الؤال العاشر: هل هذه هي كل الأسئلة؟ الأجابة بالطبع لا و ذلك أمر مهول و أكثر منه هولاً إن الأسئلة أكثر من الأجوبة غير أنه ما هو أشد هولاً من هذا و ذاك هو أن في آذان الكثيرين ممن هي موجهة إليهم وقر ...... و كنت قد اسمعت لو ناديت حياً تُرى هل هناك حياة لمن ننادي؟
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة