بسم الله الرحمن الرحيم
المبادرة العربية ولدت ميته
الغريب فى مأتم التاريخ ليست فى هوايتنا خصوصا اذا مال الناس الى الفرح بعد أجيال من اليأس والعقم ، والشهادة على الواقع ليست فى هوايتنا وحسب بل انها من واجبنا وفى هذا الصياغ نهدف الى التذكير بالحقائق .... حقائق التاريخ الغريب ، بكل ما يحيط به من التباسات ومفارقات وأحداث غريبة ومذهلة.من الواضح لكل مراقب للأحداث الداعية فى أقليم دارفور أنها عصية الفهم لعقلية النظام الذى أوقد نارها ، ووقف يتعزع فى تسول العالم من أجل السلام .. يرسل أركان من العسكر المدججين بالسلاح والعتاد من أجل القتل والحرق والتدمير ، قتل الأبرياء وتدمير معسكرات النازحين وحرق الأخضر واليابس ومعسكر كلمة خير شاهد على مرئى ومشهد من العالم ، وهكذا بكل بساطه يملأ الدنيا ضجيجا وعويلا وصياحا بحثا عن السلام ...أى سلام ؟! لقد تعرى النظام أمام العالم وفقد حتى ورقة التوت التى يغطى بها عورتها ، افتضح فى اكثر من موقع وفى العديد من المناسبات .. ظل يكذب ويكذب الا ان صدقة نفسه .. والسؤال الذى يطرح بوضوح ماذا بقى لهذا النظام اذا لم يفهم بعد ؟! لم يعد للكذب موقع فى عالم أصبح يملك الحقيقة ، الحقيقة العارية تماما من كل الشوائب، لقد فهم القاصى والدانى أن القاتل لايبحث عن السلام ولا يفهم معنى السلام ، ولاثقة فى هذا النظام ، الثقة فى من يحترم الوعد ويصون العهود . لقد كثرة اللقاءات وتعددة المبادرات وبلا نتائج ، واى نتائج مع نظام لم يحقق اتفاقا ولم ينفذ وعدا ، اتفاقية نيفاشا تواجه أخطر الامتحانات فى التطبيق والعترات شبه اليومية والخلافات المستمرة مع الشريك فى الحكم ، وأبوجا مزقت قبل أن يجف مدادها ، وسلام الشرق أسوا حالا .
هذا النظام يتقن فن التحايل ويحسن النفاق والتلفيق ، فأى سلام يمكن الوصول اليه مع مثل هذا النظام الذى يكذب كما يتنفس .
هذا النظام الدموى يلعب على كل الحبال ، اشعال الحرب والدمار متأصلة فى سلوكه وغير ذلك .. السلام ليس فى هوايتها ولا فى تقاليده وكلما ينشر فى اعلامه مجرد تمثيل حزيل على الداخل والخارج وليس ذلك غريبا على نظام يتؤكا على ثلاثة خطابات اعلامية الخطاب الاصولى فى الداخل وأخرى على مستوى الاقليم وثالث للعالم ينكر فى نفسه ممارسة العنف والارهاب وهو جاء بالعنف ويعيش على الارهاب ويشجع عليه ويدعمه بكل ما يملك من امكانيات مهولة ينفق من خزائنه بلا حسيب ولا رقيب ، فللنظام أكثر من ميزانية .
نظام يعيش على شراء الزمم وافساد الآخرين ودعم الارهاب والانقسامات والتفتيت ابتدع سوق النحاسة فى مجال السياسة ، حتى يصبح ينزعج من أى تكتل أو انسجام حياة المواطنين الزوجية .
ها هو النظام يهلك المبادة العربية ، مبادرة يراسها أمير قطر ، ومن جهة اخرى يستمر فى الاعمال العسكرية فمع التقدير كل التقدير لهذه المبادرة ولحاكم قطر صديق النظام الحميم ، ولكنها ولدت ميته!!!
فالنظام يبحث عن الوقت من خلال اللقاءات والاجتماعات التى تتم هنا وهناك بلا تحقيق تقدم يذكر ولاسلام يتحقق على ارض الواقع .
للنظام سياسة ثابته يعمل على تنفيذها سياسة الابادة والحسم العسكرى ، لكسرة شوكة المقاتلين فى الميدان وتركيع الفصائل المسلحة فى دارفور وهذا ما تؤكده الألاف من العسكريين الذين دفع بهم الى ارض المعارك طوال الشهرين الماضيين وخسر فيها خسارة فادهة فى الرجال والعتاد والسيارات ومنهم اسرى احياء وحتى لاتصاب القوات التى يدفع بها الى الميدان بالاحبات يجى النظام لصرف التوجيهات لتحقيق نصر سهل من خلال الاعتداء على معسكرات النازحين وبشهادة المراقبين من القوات الهجين .
ولاى شئى يوقف هذا النظام ووضع حد للقتل الذى يمارسه الا عبر ضغوط عالمية نافذة تفرض القرار بالقوة والحسم .
هذا النظام مستمر للمغامرة حتى النهاية دون ان تهتز له عضلة فى القلب ، مستعد ان يواصل القتل والتشريد دون أى وازع من ضمير نظام يتشبث بالسلطه حتى ولو كانت مقابل الملايين من الجثث والضحايا.
وفى مواجهة هذا الصلف والكبرياء الزئف تبدو المبادرة العربية ضعيفة ولاأمل منها وعلى العالم ان يصحو لازامة هذا الكابوس من خلال اجراءات دولية حاسمة .
خالد حمدون
|