|
|
Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55 |
د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
سوق المواشي
بعد ان تعرض قطاع الثروة الحيوانية الي نكبة كبيرة العام الماضي قبل موسم الحج مباشرة و الذي يشكل ذروة الطلب علي الصادرات السودانية في السوق السعودي الذي لا يزال يشكل طوق النجاة الأول لذلك القطاع ، يأتي هذا العام بأمل التعويض و انعاش هذا القطاع الحيوي. الجميع يذكر مأساة الحمي النزفية و ما تسببت فيه من نزيف حاد لموارد شريحة مهمة من السودانيين تعتمد في اكل عيشها علي تربية الحيوانات الملحمة التي تباع بالاسواق المحلية و القليل من الاسواق الخارجية و تعتمد في اهم ايراداتها علي عيد الاضحي المبارك و موسم الحج و هي في ذلك مثل المزارع الذي يعتمد علي حصاده الزراعي الذي يجنيه مرة واحدة في العام كشيء غالب علي الزراعة في السودان. لعبت المؤسسات الحكومية المسئولة عن قطاع الثروة الحيوانية دورا مقدرا في الازمة و تفاقمها و اختلاط الحقائق بالشائعات لدرجة ادت الي ان يقاطع عدد كبير من المواطنين الأضاحي مما زاد من الخسائر.
يتزامن موسم الحج في هذه السنيين و لعدد من الاعوام المقبلة مع موسم الخريف الذي ترتبط به امراض المواشي الامر الذي يتطلب الاستعداد المبكر للتصدي لاي طاريء و بشكل علمي و بمنتهي الشفافية . لقد حدث في هذا العام و بعد الازمة السابقة ان عملت الجهات المختصة بشكل فعال و مسئول و قامت باشراك الموردين من السودان في المراقبة و الفحص و كان لذلك اثر ايجابي كبير خاصة لسوقي السعودية و مصر و هذا نهج حميد يتطلب الاستمرارية و اشراك المنظمات الدولية و الاقليمية المختصة حتي يتم تجاوز عدم الثقة و الشائعات المضرة.
من المهم تطوير قطاع المواشي و الإبل و تنمية أسواقها بشكل يجنبها الاحتكار و هذا امر ليس بالسهولة التي قد يتصورها البعض . يحتاج ذلك الي تحسين الاداء و تنويع الصادرات لتشمل اللحوم الحية و المذبوحة و المصنعة و كذلك الالبان و مشتقاتها و عدد كبير من مكونات الثروة الحيوانية الكبيرة التي يذخر بها السودان و هي حتي الآن كم مهمل تتنازعه الاسواق و الاتفاقيات الحصرية و الاحتكار الضار. يحتاج كل ذلك الي سياسة متكاملة يراعي فيها نوعية الحيوان و تخصص منتجاته و نوعية مراعيه و تكاليف تربيته و إنتاجيته و جودة منتجاته و اتساع اسواقه و توسيع مخصصات استثماراته أي ما يشكل حزم متكاملة لتنافسية هذا القطاع الحيوي.
تشير كل الدلائل الي ان العالم مقدم علي ركود اقتصادي قد تتهاوي فيه اسعار النفط و بما ان الانسان لا يكف عن الطعام الا في حالتي الشبع او الموت فان انتاج الغذاء يشكل مخرجا مناسبا لاقتصادنا حتي في حالات الركود العالمي و هذا ما يتطلب وضع السياسات المناسبة و تخصيص الموارد الضرورية لتطوير القطاع الزراعي بشقيه النباتي و الحيواني و ان يكون ذلك هما سياسيا و دبلوماسيا تشتغل به سفاراتنا في الخارج التي لا تضع الشأن الاقتصادي في أولوياتها.
© Copyright by SudaneseOnline.com
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة
الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة
عن رأي الموقع