شريف حرير: انا من حرض على الثورة فى دارفور
الدكتور شريف حرير كان من اوائل الذين قرعوا جرس انزار مبكر للضيم الذى وقع على اهل درافور، وعندما لم يسمع اليه احد انضم الى التجمع الوطنى الديمقراطى مناضلاً فى صفوفه لقرابة العشر سنوات، و الان هو مسؤول من المكتب الخاص بالعلاقات الخارجية و التفاوض فى حركة تحرير السودان قيادة الوحدة بعد ان طلق التحالف الفدرالى، اجرينا معه هذا الحوار من مقر اقامته فى السويد، وفيما يلى نص الحوار:
اجرى الحوار لاجراس الحرية عبر الهاتف: عبد الفتاح عرمان
* اين انت من الساحة السياسية الان؟
انا موجود فى داخل حركة تحرير السودان قيادة الوحدة اقود المقاومة مع رفاقى فى الميدان و فى كافة المحافل.
*البعض يتحدث عن افول نجمك السياسى؟
نحن اصحاب قضية فبالتالى ليس لدينا نجم يافل، وما دامت فينا حياة و قلب ينبض سوف نظل نناضل من اجل الحرية، و انا من حرض على الثورة فى درافور، و ناضلت فى الجبهة الشرقية لمدة عشر سنوات و انتقلت الى درافور فبالتالى ما دامت القضية موجودة فان نجمى سوف يكون موجوداً، و نجمى لم يافل بعد.
* هل ما زلت نائباً لرئيس التحالف الفيدرالى ؟
بالطبع لا، انا وصلت الى نقطة النهاية مع الاخ احمد ابراهيم دريج وتركت التحالف الفيدرالى فى عام 2003.
* واين موقعك الان فى حركة تحرير السودان قيادة الوحدة؟
انا الان مسؤول من المكتب الخاص بالعلاقات الخارجية و التفاوض.
* التقيت مؤخراً بوفد الحركة الشعبية بقيادة امينها العام باقان اموم فى لندن.. ماذا دار فى ذلك اللقاء؟
و الله نحن و الحركة الشعبية رفاق نضال فى العشرة سنوات الاخيرة منذ التجمع الوطنى فى 1995، و كنا نقاتل فى الجبهة الشرقية حتى تمت اتفاقية السلام الشامل و هم عادوا الى السودان ونحن ما زلنا مواصلين، و السودان الان فى مفترق طرق و خاصة بعد طلب المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية و توجيه الاتهام للسيد عمر البشير رئيس المؤتمر الوطنى، و التحول الديمقراطى يحتاج الى كل قوى الهامش فبالتالى تناقشنا فى هذه الموضوعات، وسوف تكون لها اسبقية عندما يعودون الى الخرطوم.
* اعلنتم عن جاهزيتكم للتفاوض مع الحكومة و لكن بشرط ان تاتى لطاولة المفاوضات خمس فصائل فقط.. ما صحة هذه الانباء؟
التعبير هنا لم يكن سليم وذلك لان موقفنا منذ يناير الماضى و بحسب ترتيباتنا الداخلية باننا جاهزون للتفاوض، و التفاوض بالنسبة لنا مع الحكومة كان يتم طلية الاربع سنوات الماضية و لكننا لم نتوصل الى اتفاق حتى نجحت الحكومة فى شق الصف و اخذ السيد منى مناوى، و التفاوض نحن جاهزون له و درافور كباقى السودان فيها تعدد سياسى و لم نقل باننا سوف ندخل المفاوضات مع خمس فصائل فقط، ولينظروا الى تعدد الفصائل الموجود فى درافور كنوع من التعدد السياسى الموجود فى السودان، و اذا كان الامر كذلك فنحن جاهزون فى قيادة الوحدة للتفاوض و لكننا لا نعلم عن الاخرين.
* هل هذا يعنى نفيكم لم ما ورد فى الاعلام بانكم اشترتطم دخول خمس فصائل فقط للمفاوضات مع الحكومة؟
هذا يجب ان لا يقرأ كشرط هذه كانت قراءة لاحد قياداتنا بانه يوجد حوالى خمس فصائل و هكذا، فنحن لم نشترط بل موقفنا العام هو الدخول الى التفاوض من غير شروط.
* و لكن الفصائل المسلحة فى درافور يفوق عددها الخمس.. ماذا يعنى ذلك لكم؟
انا اقول لك فى دارفور هنالك تعدد سياسى كما باقى السودان، هذا التعدد السياسى يجب ان ياخذ فى الحسبان فى حالة التفاوض و فى الحالات الاخرى التى تؤدى الى حل المشكلة، ونحن ننظر الى التفاوض على مراحل واولها هو ايقاف الحرب و ما يتبعها من ترتيبات، وهذه مسالة خاصة بالذين يحملون السلاح و اذا كنت لا تحمل السلاح و لا تتحكم فى الارض و اذا لا يوجد لديك شعب لحمايتك فكيف توقف الحرب؟ هذه هى المسالة.
* اذاً من الذى يحدد بان هنالك خمس فصائل تحمل السلاح و موجودة على الارض؟
انا اقول لك باننا لم نحدد بان هنالك خمس فصائل موجودة على الارض و انما هذه كانت قراءة لاحد قياداتنا بان هنالك خمس فصائل حسب قراءته و لكن هذا الشىء يتحدد عندما ياتى اوان التفاوض.
* اذا هذه قراءة من احد قياداتكم و انتم لا تتفقون معها؟
و الله نحن لم نجر دراسة بعد عن من يوجد على الارض و يجب ان تاخذ هذه المسالة كقراءة فرد.
* اذاً انتم تقبلون ب(مبادرة اهل السودان) كارضية للتفاوض معكم؟
نحن موقفنا من ما يسمى بمبادرة اهل السودان اذا المقصود بتلك المبادرة التى طرحها الرئيس البشير هو رفض تلك المبادرة بالنسبة لنا وذلك لان القضية واضحة وهى ان يحكم اهل درافور انفسهم بانفسهم فى نموذج شبيه باتفاقية نيفاشا، لانه فى دولة واحدة لا يمكن لك ان تحكم كل السودان من الخرطوم، و البشير هو من قسم اقليم درافور و بقرار جمهورى و ما يجب عليه فعله الان هو ان يعود اقليم درافور كما كان اقليماً واحداً، ونحن كاهل درافور نريد ان نحكم انفسنا بانفسنا و لا نريد ان ياتينا احد من الخرطوم ليحكمنا، فليترك لاهل درافور انتخاب من يحكمهم و اختيار ممثليهم فى البرلمان، فهذه هى الخطوات الاولية التى سوف تؤدى الى حل المشكلة فى درافور، فبالتالى نحن نرفض ما طرحه البشير لانه هو الذى قسم درافور وهو الذى عمق المشكلة بعنجهيته و عنتريته، و بالتالى نحن كل الذى نطلبه هو ان يثوب النظام الى رشده و يرجع الى وعيه و بانه فى بلد واحد لا بد ان يكون هنالك نموذج واحد لحل المشاكل.
* بخبرتك السياسية الطويلة هل ترى بان وحدة الفصائل المسلحة ممكنة؟
اولاً البعض يقول بان الحكومة جاهزة للتفاوض و الحركات متشرزمة فهذه قولة حق اريد بها باطل، درافور كما باقى السودان بها تعدد سياسى و اذا اراد الناس ان ينتظموا فى فصائل عدة فلهم ما يشاءون فهذا حق ديمقراطى ونحن لا نجبر احد ان ينضم لفصيل لا يريد ان يكون فيه، فبالتالى هذه مضيعة للوقت، وهذا ايضاً ناتج من التجربة الشمولية ان يكون كل البشر تحت مسمى واحد حتى يتم الاتفاق، فكثرة الفصائل لا تزعجنى فهذا جزء من التعدد السياسى الموجود فى درافور.
* اذاً ماذا عن امكانية توحيد موقفها التفاوضى؟
انا اعتقد بان امكانية التوحد حول الموضوعات التى تودى الى الحل موجودة، ماهو الفصيل الذى لا يريد ان يكون اقليم درافور اقليماً واحداً؟ ومن من فصائل درافور لا يريد لاهل درافور ان يحكموا انفسهم بانفسهم؟ و من من اهل درافور لا يريد ان يكون اهل دارفو ر مشاركين فى الحكم؟ وفى مؤسسة الرئاسة فى الفترة الانتقالية بثقلهم السكانى و هم الذين ساهموا فى الدفاع عن السودان طيلة الفترة الماضية، ومن من دارفور لا يريد التحول الديمقراطى؟ فاذا وجد فصيل لا يتفق معنا فى هذه القضايا فهو فصيل لا يمثل اهل درافور، انا اعتقد التوحد حول هذه القضايا ممكن و موجود.
* اذاً انت لا ترى غضاضة فى تفاوض الحكومة مع كل فصيل على حده؟
انا لا اقول بذلك، اقول بان فصائل درافور يمكنها ان تتوحد حول ما يحل مشكلة درافور، واذا تم التوحد حول هذه القضية اقول بانه من الممكن و السهل ان يحدث اجماع حول القضايا الاخرى وهى الدخول بموقف تفاوضى واحد لكى نحقق ما يريده اهل دارفور.
* كيف تنظرون لمبادرة الحركة الشعبية لتوحيد الفصائل الدارفورية وخصوصاً بان هنالك نجاحاً نسبياً لتلك المبادرة؟
نحن تربطنا بالحركة الشعبية رفقة السلاح فبالتالى نسمع لهم و يسمعون لنا، لنا راي لما تم فى جوبا و هم يعلمونه و نريد للذى يتم فى جوبا ان يوحد اهل درافور، و ليس لافراد يريدون ان يكونوا فصائل و هذا واضح، وهنالك اشخاص بدءاً من مفاوضات انجمينا دخلوا فى مشاريع شخصية يريدون ان يحققوا مكاسب شخصية، احدهم يدعى بانه رئيس و الاخر نائب رئيس، و الاخر يريد ان يصبح حاكماً و اخر يريد ان يصبح وزيراً، فهذا ليس مدخل صحيح لتوحيد الفصائل، المدخل الصحيح لتوحيد الفصائل هو عن ماهى الموضوعات التى تحل مشكلة درافور، وهل هنالك شكل محدد يريده اهل درافور، و بالتالى علاقاتنا مع الحركة الشعبية سوف تستمر.
* من هؤلاء الاشخاص الذين سموا انفسهم فصائل؟
نرجع قليلاً، كان السابق فى دارفور هو وجود حركة تحرير السودان و هو كانت حركة واحدة ثم جاء مؤتمر حسكنيته فاخرج مناوى رئيساً و كذلك عبد الواحد رئيساً، وفى خلال ابوجا وقع مناوى على الاتفاق و لم يوقع عبد الواحد و لكى يقوى الاتحاد الافريقى موقف الموقعين على الاتفاقية اخرج فصيل بقيادة المرحوم عبد الرحمن موسى من الارادة الحرة ثم اخرجوا فصيل اخر بقيادة ابراهيم موسى مادبو تمت تسميته جناح السلام و بالتالى هذه الانشطارات الموجودة جزء منها داخلى واخر خارجى، واى شخص صنع فصيلاً ونصب نفسه رئيساً، و المسالة لم تصبح مسالة عن ماهى القضايا التى سوف تؤدى لحل مشكلة درافور ولكن كل شخص يريد ان يصبح رئيس لانه يعتقد بان امكانه ان يحول القيمة فى الميدان الى قيمة فى الخرطوم لانه يعتقد بانه سوف يصبح رئيس هناك.
* ماهى ماخذكم على مبادرة الحركة الشعبية لتوحيد الفصائل فى جوبا؟
الحركة الشعبية بذلت جهد مقدر و اتاحت منتدى وبهذا المنتدى قلنا لهم انه لو لم تتم مقاومة ما تم فى ابوجا فى الميدان لانتهت الثورة فى درافور، اذاً يا اخوانى يجب ان تتريثوا قليلاً و يجب التركيز على القضايا التى يجب تناولها فى حل مشكلة درافور فبالتالى اخوانا الذى بذلوا جهد كان همهم اسماء كثيرة و اتوا بتلك الاسماء وكان همهم من يصبح الرئيس و من نائبه ومن الذى يصبح سكرتير و غيره من القضايا على هذه الشاكلة، هذا المدخل الوظيفى هو الذى هزم المبادرة فبالتالى نريد مدخلهم ان يكون مربوطاً بالقضايا وليس بالاشخاص.
* كيف تنظر لعملية اختطاف الطائرة السودانية و تحويل مسارها الى ليبيا؟
اختطاف الطائرات سلوك مرفوض و مدان مهما كانت المبررات ولكن الذى حدث يلقى بشبهة ان حكومة الخرطوم لها يد فيما حدث وذلك لانها تمت بطريقة فطيرة وهو ان يتم خطف طائرة متوجهه من نيالا للخرطوم و تم تحويل مسارها الى ليبيا وفى اليوم الثانى حلت القضية وبالتالى من هم الخاطفون؟ و ماهى قضيتهم؟ ولكن مبدئياً عملية خطف الطائرات و ترويع المدنيين تجد الرفض من جانبنا.
*اذا انتم تتهمون الحكومة السودانية بالوقوف خلف تلك العملية؟
نحن لدينا اعتقاد تقويه بعض الشواهد بان هذه العملية اريد بها صرف الانظار عن العملية القبيحة التى تمت فى معسكر كلمة للنازحين حيث اغتالت قوات الحكومة النازحين داخل المعسكر فى منظر بشع.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة