|
|
Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55 |
بيان من تجمع كردفان للتنمية / لتكوين حكومة خلاص وطني
إلى جماهير شعبنا العظيم كم هو صعب على قلوبنا وعقلونا وضمائرنا ونحن نرى ونعايش هذه الأيام حالة الانسداد في الأفق السياسي وطبيعة الظروف الحرجة التي تمر بها بلادنا وهي تدخل نفقا خطيرا جراء سياسات نظام الإنقاذ الذي اختطف الديمقراطية في 30/6/89 ومن يومها غيب إرادة الشعب وانتهج سياسات داخلية وخارجية كانت وبالا وخرابا على الإرث الأهلي والمكتسبات الوطنية ، المتمثلة في التعايش السلمي وروح الديمقراطية التي يتحلى بها شعبنا العظيم كخيار سياسي وممارسة حياتية يومية.
أن ما وصلت إليه البلاد هو حصاد طبيعي لأخطاء وتجاوزات نظام الإنقاذ الذي ظن انه بوصوله للسلطة عبر الدبابة قد دانت له الأمور مستغلا بعض ضعاف النفوس من السياسيين الانتهازيين من جماعة تأكل عيش الذين طبلوا وزمروا دفاعا عن خيارات النظام الفاشلة بالقدر الذي جعل النظام يشعر بأنه من الخالدين فيها أبدا لذلك ما عاد يكترث بأحد ولا يستجيب لدعوات الحق التي تمثلها قوى الهامش صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير لإرساء دعائم دولة العدل والقانون والمساواة بين أقاليم السودان وتجسيدا وتطبيقا حقيقيا للفيدرالية بين أقاليم السودان التي عانت الكثير من الظلم والتهميش.
حتى نضع حدا والى الأبد لمشاكل البلاد التي تتمثل في غياب دولة القانون واختلال ميزان السلطة والثروة منذ لحظة الاستقلال، وعليه من الطبيعي جدا أن تصل دورة الظلم إلى نهايتها التعيسة.
أن ما وصلت إليه البلاد بعد تسع عشرة عاما من حكم نظام الإنقاذ خير دليل وشاهد على أن أزمة البلاد هي أزمة مستحكمة ولا يتم حلها عبر الانقلابات أو الشعارات الجوفاء، وإنما عبر مخاطبة حقيقية لجذور الأزمة الوطنية.
لذلك نرى نحن في تجمع كردفان هذه فرصة طيبة لقوى الهامش والقوى الوطنية الحقيقية التي تهتم بقضايا الشعب وتناضل بصدق من اجل انجاز برنامج التحول الديمقراطي كركيزة لانطلاق التنمية والازدهار والتطور الحقيقي في كل ربوع البلاد .
وعليه نناشد شعبنا وبكل قطاعاته خاصة الشبابية والطلابية والنقابية لتلاحم الوطني من اجل تحمل المسؤولية الوطنية التاريخية تجاه بلادنا وهي تدخل هذا المضيق لذلك علينا أن نعمل عقولنا ونستحضر الحكمة التي تقول ميتة الولد ولا خراب البلد حتى نفرق بين نظام الإنقاذ ومن معه في سفينته الغارقة وبين السودان الوطن الواحد المتحد بإذن الله وإرادة شعبه العظيم. رغم انه صعب على العقل والضمير أن نرى الآخرين ينتصرون لضحايانا قبل بني جلدتنا لكن هي مشيئة الطغاة والظالمين.
و حتى نكون أوفياء لؤلئك الشهداء وضحايا نظام الإنقاذ على القوى الوطنية الشروع في تكوين حكومة خلاص وطني( انتقالية) تمثل فيها القوى الوطنية الصاعدة صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير وهي قوى الهامش حتى تساعد المجتمع الدولي ومحكمة الجنايات الدولية في ملاحقة المجرمين الذين تنكروا للشعب ومارسوا تجاهه كل أشكال البطش والتنكيل خلال سنوات حكمهم الحالكة لنضع حدا وللأبد لتغول لقوى العسكر ومن خلفهم القوى الانتهازية والرجعية التي تلاعبت طويلا بإرادة هذا الشعب.
على أن تكون من أولى مهام حكومة الخلاص الوطني هو ملا الفراغ الدستوري وقطع الطريق على عودة قوى التأمر والرجعية عبر الانقلابات العسكرية.
والمحافظة على المكتسبات التي حققها الإقليم الجنوبي من خلال اتفاق نيفاشا والاقليم الشرقي وغيرها والتأسيس عليها لتقسيم السلطة والثروة بشكل عادل بين كل أقاليم السودان، وحفظ امن واستقرار البلاد وكفالة الحريات العامة وإشاعة ثقافة احترام حقوق الإنسان التي تمكن منظمات المجتمع المدني والإدارات الأهلية للاضطلاع بدورها الوطني لانجازات المصالحات بين كل أطراف الصراع على النحو الذي يحقق الأمن والاستقرار والسلام الدائم ليتكلل كل هذا بعقد مؤتمر دستوري للقوى الوطنية لحسم موضوع الهوية والحكم وتوزيع السلطة والثروة بين أقاليم البلاد بشكل عادل وإجراء انتخابات حرة ونزيهة لتنتهي صراعاتنا الداخلية إلى الأبد .
حتى نتفرغ للدفاع عن سيادتنا واستعادة حقوقنا وأراضينا التي اغتصبها في عهد الإنقاذ بعض الأقزام من دول الجوار هنا وهناك، وكذلك أطلاق عجلة التنمية الوطنية المتوازنة بين أقاليم السودان المختلفة التي من شانها أن تعيد للمواطن في البادية والحضر ثقته وعزته بوطنه ماضيا وحاضرا ومستقبلا.
عاش السودان، وعاش نضال قوى الهامش
تجمع كردفان للتنمية 16/7/2008
الناطق الرسمي/ الطيب الزين
© Copyright by SudaneseOnline.com
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة
الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة
عن رأي الموقع