بحــر ومفـــــــازة
ياســر هاشم نجـــم
[email protected]
في رحيل الشاعرين مصطفى سند ومحي الدين فارس
رحيلكما ....
أم لفحة من سقر
قيامة الكلمات
تستعر نيرانها
لا تبقي لزهر الفرحة
نسمة مطر
لا رنين
لا وتر
كيــــف يا أقــــدار
يا أســـــرار من أمـــــر
تزيحي بموت الأنبياء ...
الأقـــــــويــــاء
من شرفاتنا مناجاة الضيـــــاء
المنـــــــدثـــــر
تهدمـــــي في محــــراب آدابنا
مشكـــــــاة الأمـــــــل
كيف هـــــان عليــــك
هوانــــــنا
أســكنــتـــــنـــا
خــرائب الحفــــــر
أرضعتــــنــــا
عصــــــارة الألــــم
وما للفجيعــــة
من هــــم وغـــــم
حجـبــت شمســــــا
غازل شعـــاعهــــا
"البحــــر القديـــــم"
أنارت في دروب الانعتاق
شعـــــاب النجــــم
ونقشت "على وجه المفازة"
بلـــــوريات الرؤى الســـــاحرات
نيـــرفانـــــا الأسطر
حين زاوجت فرادى في نظم
أرست للحياة في عمق الإحساس
حس حسيس
منهجية تسامي القيــــــم
كان سنــــد
ترجمــــان المعــــاني
في ذيـــــاك المقـــــام قـمـم
وابن الفــــــارس
نفيـــس الجواهـــــــر
قـــــــلادة الارتقــــــاء
نبراس ذيـــــاك الزمـــــان الوجم
***
رحيلكمــــا ...
أم حريـــق "روضة التـــــاكا"
أبكــــت أطيافها أطيـــــارها
حرقــة حـــزن
احترقــت فراشاتها على لهيب قد سعر
ثكلت المفــــــردات
والمبـــــانـــي الشـــــاهقـــــات
يتمت الأمـــــــاني
والبـــروق الوامضــــــات
روضـــــــــــــــــــــة ...
يا رفيـــــقة الانعتــــــاق
يا وديعـــــــة الإيقـــــاع
هـــــذا رحيل وقـــــــدر
فمهـــــلا وللحـــــزن في الأعماق
أغـــــوار الـــواردات
والدمـــــع ســـيل العـــــرم
وللألــم يأتي زمـــان السكــوت
ينقشع ليل حزن لا يفـــــــوت
فبديـــع السماء اصطفاهما
زهيرات في جناته خالـــــدات
تناجيها ملائكة النــــــور
ســــابحــــات
خـــاشعـــــات
فلنلهم الصبـــر والثبـــــات
ولسند ولفارس مقاعد عليين
رفيـــــع الدرجــــــات
***
يا أخت ...
يا روضة الألحـــــان
هذه مدامعـــي ...
فياضة المقــــل
ما وجدت عزاء لفقدهما
إلا مناجاة من اعتصره الألــم
فأنت في حقـول السناء
سنديانة للسند
ذيـــــاك الماجــــد
وذيـــــاك العابد الهـائم قد هجـــد
مالـي إلا الرضـى بحكم حكيم
قـــدر الأمــر لمن استيقن فسجد
فســـلام على المــــداد
عجــــز عن تسطير الآلام
وســـلام لجلال الرحيل
ما أخذ إلا فاني البــــدن
سلام وسلام وسلام
على روحيهما
ترفرف على أنهر وطن الاصطفاء
لكمنجات
حاضرات النغـــــم
تلهم المعــــاني
مطلقــــات الكلم
إني بكيت يا أختـــــاه
صــــدقــا ...
فالرحيل إن كان قـــدرا قد قــــدر
يبقـــى الحـــزن قيثـــارة للأنين والألم
فسند وفــارس في السماء
في ذات السمـــاء
أضحــا أعــــلام من علــــم
***
ياسر نجم – تورونتو مايو 2008م