المتحدث الرسمي باسم البعثة المشتركة لحفظ السلام لـ( الرأي العام)..
لا يوجد سلام حتى نحافظ عليه
القوات الهجين ترافق النسوة في الخروج إلى الاحتطاب
قبل الدخول الى مكتبه كثير الاثاث، يمكنك ان تلحظ بعض الصور الموضوعة بشئ من الترتيب خارجه، ومنها واحدة لجندي افريقي وهو يتأبط سلاحه الرشاش ويراقب أو ربما يحمي بعض المواطنين في دارفور وهم يحملون بعض العشب إلى دوابهم، وبعض الامل في انتهاء مهمة ذلك الجندي قريباً.
نور الدين المازني اعلامي ودبلوماسي متمرس برز اسمه مع ازمة دارفور، وعلى وجه التحديد منذ تعيينه ناطقاً رسمياً باسم الاتحاد الافريقي في العام 2005م ومنذ ذلك الوقت وحتى تعيينه مؤخراً متحدثاً باسم البعثة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي لحفظ السلام في دارفور، ظل يرفد وسائل الاعلام المختلفة بأحاديث اجادها الرجل كما في هذا الحوار الذي ركزنا فيه على فرص استئناف الحوار بين الحكومة والحركات المسلحة من جهة، وعلى تحول القوات الهجين من خانة الفاعل في حفظ الامن الى المفعول به والمستهدفة في أمنها فيما يبدو وكانت هذه حصيلته.
حوار: فتح الرحمن شبارقة
استاذ المازني انت متحدث باسم البعثة المشتركة لقوات لحفظ السلام، أين السلام حتى تحافظوا عليه؟
هذا هو مصدر الصعوبة لهذه البعثة المشتركة أو البعثة الهجين فهي الاولى من نوعها لا يوجد هناك سلام على الارض لا يوجد سلام شامل حتى نحافظ عليه وبالطبع هناك اتفاقية ابوجا التي وقع عليها من جانب الحكومة ومن جانب فصيل واحد انضمت اليه فصائل اخرى، ولكن ومع ذلك لا يمكن اعتبار ذلك تحقيقاً للسلام الشامل نريد ان تكون جميع الاطراف حاضرة في هذا السلام فالسلام هو الحل الوحيد لانه لا حل عسكري لقضية دارفور.
اذا لم يكن هناك سلام ما الذي تحافظون عليه إذاً ما الذي تقومون به على وجه التحديد؟
نحن هنا نسعى جاهدين للمساعدة على حماية المدنيين وعلى مراقبة تنفيذ اتفاقية ابوجا نريد ان نحدث الفرق في مستوى الامن ومستوى الاستقرار حتى نخلق الاجواء لاستئناف العملية السياسية لانه لا يمكن ان نتحارب ونتفاوض في نفس الوقت فهدفنا الاساسي هو تحقيق الاستقرار وهناك مسار يخص انتشار القوات الهجين وهذا ما نسعى اليه ونريد ان تعزز البعثة في الفترة القادمة بالمزيد من القوات هذا هو المسار الاول، اما المسار الثاني الذي يجب ان يكون مواكباً للمسار الاول فهو مسار العملية السياسية التي يرتب لها المبعوثان الخاصان يان ألياسون وسالم احمد سالم ونحن من جانبنا نخلق الاجواء المناسبة لاستئناف العملية السياسية.
كيف تخلقون الاجواء المناسبة لاستئناف العملية السياسية؟
عندما يكون هناك أمن واستقرار بالطبع سيكون هناك مناخ مناسب لاستئناف العملية السياسية.. فالجوانب الامنية مهمة جداً في هذه الفترة وتعلمون ان في دارفور الكثير من العصابات المسلحة.
وصفت الحالة الصحية لابوجا بالغيبوبة والاحتضار وربما الموت ما هو توصيفكم انتم لحالتها الراهنة وواقع تنفيذها؟
ابوجا واقع الآن وموجود منذ 2006م وصحيح الاتحاد الافريقي كان الطرف الرئيسي في تحقيق عملية ابوجا ولكن ابوجا هي وثيقة سودانية تمت برعاية افريقية ودعم دولي كامل وفي الميدان تبين ان هناك اطرافاً لا تريد الانخراط في هذه العملية السلمية ولذلك ونحن في تفويضنا حسبما ينص قرار مجلس الامن (1769) على ان البعثة المشتركة من بين مهامها متابعة تنفيذ اتفاقية ابوجا واية اتفاقية لاحقة وبالتالي السيد الياسون ود. سالم احمد سالم يعملان من اجل الوصول الى هذه الغاية لان السلام الشامل مفيد لكافة الاطراف.
هذه اجابة جيدة ولكنها ليست على سؤالي؟
للاطراف ان تصفها كما تشاء.
وما هو توصيفكم انتم لواقع حال ابوجا؟
اتفاقية ابوجا اساس وتم الاعتراف بها دولياً ولكن صحيح انها غير مكتملة وجوهر العملية السلمية كيف يمكن استكمال هذه الوثيقة هدف يعود إلى الاطراف السودانية التي وقعت عليها والاتفاق على ما تراه مفيداً من اجل حل قضية دارفور عن طريق التسوية السلمية.
برأيك ما الذي تبقى من ابوجا؟
هذا السؤال القيه على الاطراف التي وقعت ابوجا الاطراف التي تريد إعادة النظر فيها ونحن كبعثة مشتركة نتطلع لأية اتفاقية تلي ابوجا ونحن نتوقع عندما نستأنف العملية السياسية ان تصل الاطراف الى اتفاقية شاملة فأبوجا جاءت بعد سبع جولات تفاوض وعامين من النقاش ولم تكن مستعجلة ولكن لا ندعي الكمال لها.
تطلعكم إلى اتفاقية تلي ابوجا أبوجا إلى اي مدى يبدو تطلعاً موضوعياً في اعقاب احداث ام درمان الاخيرة؟
العملية السلمية يتولاها المبعوثان الخاصان يان الياسون ود. سالم احمد سالم وهناك من المتوقع ان يعين في الفترة القليلة القادمة كبير وسطاء وسيبقى باستمرار في السودان لمتابعة الموضوع وهو الذي يقوم بالتنسيق والتشاور في موضوع دارفور مع الحركات وجميع الاطراف دون استثناء واخشى ما اخشاه بقدر ما تطول هذه الفترة بقدر ما تشهد انقسامات جديدة والافضل للجميع ان تستأنف العملية السياسية.
هجوم حركة العدل والمساواة على أم درمان سيكون له تأثيرات كبيرة على مستقبل التفاوض ما هي التأثيرات السالبة المحتملة على مستقبل العملية السلمية من وجهة نظركم؟
ليس لدى رد مباشر على هذا السؤال.
ما ردك غير المباشر إذاً؟
نحن هدفنا الاساسي كبعثة مشتركة اعادة الأمن والاسهام في عملية الاستقرار في دارفور وخلق الاجواء المناسبة لاستئناف العملية السياسية والتأكيد على أن اللجوء إلى القوة واستعمال السلاح لن يحل المشكلة وانما يزيد المعاناة لأهل دارفور.
تحدث مسؤولون كبار عن ان لا مجال لخليل في أي حوار محتمل بين الحكومة والحركات المسلحة؟
اهم شيء بالنسبة لنا هو أن نسهم في ايجاد الاستقرار والأمن في دارفور وهناك كما تعلم في الفترة الاخيرة عمليات نهب كثيرة وجماعات مسلحة تعتدي حتى على البعثة المشتركة وعمال الاغاثة وتنهب السيارات وبقدر ما نتحكم في الاوضاع ونتعاون مع جميع الاطراف حتى تستقر الامور ونخلق الاجواء المناسبة لاستئناف العملية السياسية.
ذكرت أن البعثة تجرى اتصالات مع كافة الاطراف.. هل لديكم احصاء لعدد الحركات المسلحة في دارفور الآخذة في التناسل؟
ليس لدى عدد معين (ثلاثون او اربعون) ولكن ما اخشاه هو انه كل ما تطول فترة الانتظار لاستئناف العملية السياسية بقدر ما نجد انفسنا ربما غداً مع خمسين وستين وسبعين حركة وهذا لا يخدم قضية دارفور فالتأخير يزيد معاناة اهل دارفور ومن الانقسامات الداخلية في مستوى الحركات وهذا ما لا نريده ان يحدث نحن نريدهم ان يتوحدوا حتى يكون التفاوض اسهل.
لم يكن لديكم احصاء دقيق بعدد الحركات كما ذكرت، فهل تملكون احصاءً اخر عن عدد الا عتداءات التي تعرضت لها بعثة الهجين في دارفور؟
سيدي الكريم من يعتدى على البعثة المشتركة يعتدى على السلام لأن هذه البعثة من اجل السلام وفي الايام الاخيرة تذكرون ان هناك اعتداء وقع على اربعة افراد من قواتنا في منطقة الجنينة قرب المطار لتفقد معسكر جديد يجري تشييده حالياً وبالطبع هذا غير مقبول ونحن الآن نجري تحقيقاً شاملاً في الموضوع حتى لا يتكرر مثل ذلك في المستقبل وكذلك ابلغنا السلطات الرسمية ونأمل ان نجد كل التعاون من أجل تحديد الجهة التي قامت بالاعتداء حتى تتخذ الاجراءات الضرورية بشأنها.
في حوار سابق أجرته معك قبل عدة اشهر صحيفة (أخبار اليوم) ذكرت بأن الاعتداءات على القوات الهجين تظل بين قوسين حتى نجد لها تفسيراً، ألم تفتحوا بعد ذلك القوس وتعرفوا الجهة التي تعتدي عليكم؟
عندما نعرفها سنعلن عنها وقد قمنا بذلك في يناير الماضي.
هل لا زالت الجهة التي اعتدت عليكم مؤخراً مجهولة حتى الآن؟
لا نعرفها الآن فهناك تحقيق ولا يمكن ان نتحدث عن ذلك حتى يكتمل ولكن ما اود ان اؤكد عليه ان نستخلص العبر لتفادي حدوث ذلك في المستقبل على صعيد الاجراءات الخاصة بنا.
ما حدث بالاربعاء الماضي ان مجموعة تمتطي على الخيول استطاعت وبأسلحة خفيفة ان تعتدى على عدد من قوات يفترض ان تكون لحفظ السلام واخذت اسلحتهم الا يحبط ذلك البعض ويشككهم في قدرة تلك القوات التي لم تحمِ نفسها؟
ما حدث كان اربعة افراد هوجموا من قبل ستين شخصاً مسلحاً وكان العدد غير متوازن.
ولكن اربعتهم لم يطلقوا حتى رصاصة واحدة دفاعاً عن انفسهم؟
المشكلة ليس في اطلاق النار هناك ناس يقيمون الاشياء بميزان من ذهب بكل حكمة والحكمة اقتضت ذلك ونحن الآن عدد قواتنا محدود ولا نختلف كثيراً عن عدد قوات الاتحاد الافريقي.
كم عدد القوات الهجين التي وصلت بالفعل وموجودة في دارفور؟
حوالي تسعة آلاف اي ما يساوي ثلث القوات.
متى تتوقعون الفراغ من وصول العدد الكلي للقوات؟
نحن ننتظر في الاسابيع القادمة بنهاية شهر يونيو وصول مزيد من القوات حيث تصل كتيبتان من القوات المصرية والقوات الاثيوبية ونأمل في نهاية هذا العام ان نكون قد وصلنا إلى «80%».
هل تريد ان تقول ان محدودية عدد القوات وراء ضعف حسمكم للتفلتات والاعتداءات؟
اقليم دارفور مترامي الاطراف وليس به طرق سالكة في اغلب الاحوال هناك بنية تحتية تحتاج إلى تأهيل وبالتالي نحن ننتظر طائرات الهيلكوبتر التي تساعدنا على الحركة والوصول بسرعة فائقة إلى الاماكن التي يجب ان نكون فيها وحتى نحدث الفارق ولكن لدينا اشياء ايجابية كذلك يجب ان نتحدث عنها.
مثل ماذا هذه الاشياء الايجابية؟
نحن الآن نقوم بدوريات ليلية في بعض معسكرات النازحين وهذا امر مهم جداً ويجد قبولاً كبيراً من النازحين وهناك حضور مستمر في بعض المعسكرات للشرطة الهجين وهناك بالطبع حوارات تجريها القوات الهجين.
حوارات مع من ولماذا تهدف؟
مع مختلف المجموعات في مناطق عديدة من أجل حل النزاعات والمساعدة على خلق اجواء ثقة مع القوات الهجين فهذه البعثة المشتركة ليست ذات طابع عسكري فقط فالطابع العسكري لحماية المدنيين اساساً فلدينا موظفون كثيرون في الشؤون المدنية او الموظفون السياسيون في الجانب السياسي والموظفون المهتمون بالعمل الانساني وحقوق الانسان فهم منتشرون في كل انحاء دارفور ويتصلون بأهل دارفور ويتحدثون اليهم ويحاولون المساعدة في حل مشاكلهم وبالتالي هذا أمر مهم وكذلك مرافقة النسوة في خروجهن للاحتطاب والمساعدة حتى عندما تكون هناك معارك بين الفصائل فيما بينها عندما تكون هناك معارك تجئ قوافل طبية من اليوناميد للمساعدة والاسعاف وهذا ما تم في أكثر من مناسبة.
البعض يتحدث عن ان كفاءة القوات الهجين اقل بكثير من قوات الاتحاد الافريقي؟ لست مخولاً للمقارنة.. ولكن ما اؤكده لك ان الامم المتحدة متشددة جداً في المواصفات التي يجب ان يكون عليها الجندي والموظف وهناك اختبارات كثيرة قبل ان يحمل الرجل او المرأة قبعة الامم المتحدة.. والامم المتحدة ليست جديدة في هذا الميدان هناك تجربة ستين سنة في عمليات حفظ السلام لكن في السودان الوضع استثنائي حيث يتم نشر قوات في غياب السلام الشامل.
والي شمال دارفور عثمان كبر لم يذهب بعيداً من ذلك عندما قال في حوار مع صحيفة «رأي الشعب» ان قوات الهجين اضعف من حيث الاداء والكفاءة من قوات الاتحاد الافريقي؟
انا احترم رأيه الشخصي ولكن لا بد من التأكيد على أن اغلبية القوات الهجين تجئ من الدول الافريقية وبالتالي العملية الهجين هي ذات طابع افريقي وبالتالي هذه القوات هي ذات كفاءة عالية.
إلى اي حد تتوافر تلك المواصفات في القوات الهجين التي يعتدى عليها يوماً بعدآخر؟
لا يمكن ان يسمح لأي جندي وأية قوات ان تنضم لهذه العملية دون ان تكون لها مواصفات محددة سواء أكان في المكون المدني او العسكري او المكون الشرطي فتأكدوا أن الامم المتحدة التي تستخدم خبراتها في هذه العملية متشددة جداً في هذه المواصفات.
القوات الهجين يتحدث البعض عن انها اصبحت عبئاً على أهل دارفور الذين باتوا يتندرون بتشبيهها بعبد المعين الذي جاء ليعين فوجد نفسه بحاجة إلى اعانة؟
آمل ان يكون هذا غير دقيق لأن ما حدث مؤخراً كان استثناء.
من قراءتك لواقع الاحداث هل يمكن ان تتوقع سقفاً زمنياً لنهاية مهمة البعثة المشتركة لحفظ السلام؟
نتمنى ان تنتهي المهمة بسلام يتم اليوم قبل الغد ونحن حريصون على إنهاء معاناة اهل دارفور وتأكدوا ان كل فرد من افراد هذه البعثة يتمنى ان يتحقق السلام ويعود إلى بلاده سالماً غانماً ومعتزاً بمساهمته في انهاء ازمة اقلقت مضاجع المجتمع الدولي ازمة لا نريد ان تتكرر في القارة السمراء.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة