صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات : قصة و شعر English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


من ذاكرة النهر - قصة مشتركة قصة مشتركة : سمر عوض / عوض عثمان عوض
Apr 13, 2008, 20:38

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع
هذا الصباح كغيره من الصباحات لا شئ إستثنائي لديك , تسير وحدك على ضفة النهر تستنشق نسيم رائحة النهر الخالد وتسمع صوت خرير المياه و تلاطم الأمواج الهادئة وزقزقة العصافير وتمعن النظر متأملا في السماء الزرقاء الصافية فأبهرك سحر المنظر و جمال الطبيعة , يرافقك نصف من ذاتك تحمله بداخلك والنصف الآخر تحمله محبوبتك ..
المكان في هذا الوقت هادئ و خالي من البشر , في تلك اللحظة ساورك إحساس كأنك وحيدا في هذا العالم لا يشاركك أحد ذلك الإمتاع بهذا الجمال الصارخ والمبهر , لكنك كنت تعلم أن بعد شروق الشمس سوف يضج المكان بالحركة , تحاصرك عدة مواضيع مشتتة في ذهنك وتحتار أيهما تبدأ به ؟ تذكرت فجأة الحلم الذي جاءك في المنام ليلة أمس أخرجت المشهد سريعا من ذاكرتك حتى لا يتبخر ووضعته أمامك في شاشة في وسط النهر , يتحرك مشهد الحلم أمامك بكل وضوح وفجأة .... تختفي بقية تفاصيل الحلم وتهرب من ذاكرتك , كنت تغضب حين تنقطع أحلامك دون أن تعرف نهايتها حتى لو كان حلما مزعجا أو كابوس , كنت تتوق لمعرفة النهايات وأحيانا كنت تنسج بخيالك الخصب شكل النهاية تحذف و تضيف وتعدل في الحلم - كما يفعل الكاتب بالورق قبل خروج العمل بالشكل النهائي - و كنت تضحك على ذلك النسج المثير لبقية أحلامك , في المشهد الثاني تسترجع لحظات العشق والولع مع محبوبتك , حنينك المتدفق إليها يشدك للقدوم إلى النهر , عشقك لها يسكن في دواخلك ويتوهط في أعماقك منذ زمن بعيد ..
النهر كان مصدر إلهامك منذ نعومة أظافرك و يربطك به عشق سرمدي , ومن عطاياه عليك أنه وهبك محبوبتك في إحدى أيام فصل الربيع , فكانت أجمل هدية وأروع صدفة عرفتها في حياتك , أصبح النهر
القاسم المشترك بينكم و صارعشقكم عذب و شفاف ونقي مثل عذوبة المياه التي تجري في النهر بلا توقف ... تعود للبيت وتسرع لإعداد فنجان قهوتك الصباحية ومعها النارجيلة , تتسرب
خيوط الضوء الملونة خلال النافذة فتملأ كل أرجاء الصالة التي كنت تجلس فيها , تنصت بخشوع
تام لصوت فيروز وهى تشدو :
( أنا عندي حنين ما بعرف لمين ليلي بيخطفني من بين السهرانين ) تملأ صدرك بأنفاس الدخان وتخرجه كثيفا وتتأمله بعمق , يبدو الدخان كأنه يطرب و يتراقص مع هذا الصوت الملائكي العذب
و اللحن الآسر الذي يخترق شغاف القلب ويضفي مسحة عميقة من الجمال المبهر , قلت بصوت خافت بعد إنتهاء الأغنية :
- ما أعظمك يا فيروز .. لا يمكن أن نتخيل هذا العالم بدونك ؟
أنا عندي حنين وأعرف لمين .. وكم أشتاق أن تكون محبوبتي التي ملكت روحي وقلبي معي الآن ..
و حضرك في تلك اللحظات طيف محبوبتك وسألتك بصوت حنين :
- هل إفتقدتني يا حبيبي مثلما إفتقدك بلهفة ؟
- إفتقدك بحرقة حتي أضناني الشوق , منذ أن سافرتي أشعر بحنين وشوق جارف إليك , ما أقسى لحظات البعاد عنك يا حبيبتي والعيش على جمر الإنتظار ؟
-آه .. أحتاجك الآن بشدة لا توصف و أريد أن أكون بقربك ؟
- سنلتقي حتما في القريب العاجل و ...
قبل أن تكمل كلماتك إليها سمعت جرس هاتفك النقال , الذي أسقطك من حلم يقظتك برنينه المتواصل وأعادك للواقع في ثوان معدودات , لعنت في سرك الهاتف النقال وقلت :
- كانت حياتنا أجمل و أهدأ دون ذلك الإختراع .. الآن يطاردك المتصل في كل مكان حتى في
غرفة نومك , أخبروك بالعمل أنه عليك الإستعداد يوم غد لمأمورية خارج العاصمة لمدة شهر ..
قلت لهم في سرك معاتبا : ألا يكفيني ذلك البعاد عن محبوبتي , وتذكرت أن قوانين العمل لا تعترف بالأمور العاطفية و الوجدانية ..
وبعد أن أنهيت المكالمة حاولت إكمال ذلك الحلم مع محبوبتك لكن طيفها قد رحل في تلك اللحظة , إستعنت هذه المرة بالذاكرة المليئة بأيام رائعة قضيتها مع محبوبتك قبل سفرها لإكمال دراساتها العليا خارج البلاد , وتذكرت اللقاء الأخير بينكم وهى مستلقية على صدرك في جو من الحب والحميمية لهاث أنفاس و قبلات دافئة وأحضان حارة مملؤة بدموع الفراق , و تداعب بأناملك خصلات شعرها الطويلة , سألتك ما هى أمنيتك في هذه اللحظة يا حبيبي ؟
- سرحت في التفكير قليلا ثم قلت لها : أتمني أن يكون آخر يوم في حياتي مثل أميليانو في رواية تيريزا باتيستا لجورج أمادو , وسألتك كيف كانت نهايته ؟ وحين أجبتها إندهشت من تلك النهاية و حضنتك بشدة و قبلتك بلهفة وذرفت دموع لم تذرفها أنثى في هذا الكون ..
قلت لها : لا تبكي يا حبيبتي , فذلك الموت كما قال الراوي (موت الصالحين .. المصطفين من الله)
و أنا لا أحسب نفسي من بينهم ولا تنسي أن الأمر هو مجرد أمنية فقط ..
أجابتك و الدموع تتراقص في عينيها : أمنيتي أن أموت على صدرك ..
و همست لك : أنت حاضري ومستقبلي أحبك أكثر من نفسي أتدري لماذا ؟ لأنك نفسي و لا
أحس إني أعيش إلا في وجودك , هل هذا آخر لقاء بيننا ؟ كيف سأعيش بعيدة عنك في
غربتي القادمة وأستقبل الصباحات وحيدة ولا أسمع صوتك و همسك العذب ؟ سأموت كل
يوم حتى نلتقي العام المقبل ..
و اسيتها بكلمات خرجت بنبرة حزن :سيجعلك هذا الغياب أكثر حضورا داخل روحي , حبك يتدفق في أعماقي نقيا وشفافا مثل دموع عينيك هذه , أنت البراءة الآسرة والأمل المشرق والحلم الوحيد في حياتي , لا معنى لحياتي إلا معك وأستمدُّ منكِ الحب والحنان و القوة...
أجهشت محبوبتك في بكائها المتواصل وإحتضنتم بعضكم بقوة وغبتم في عناق حميم , وتمنيت
أن تطول تلك الليلة الحالمة ولا تنتهي أبدا حتى لا يأتي الصباح ويأخذها منك ويمحي كل هذه اللحظات البهيجة , توقفت عجلة الزمن برهة عن الدوران , حلقتم بعيدا في سماء الدهشة مثل طائرين و إرتحلتم معا للعوالم الساحرة و الفاتنة في رحلة عشق أسطورية على أنغام سيمفونية العشق الخالدة و إيقاعات الجسد ...
 
قصة مشتركة : سمر عوض / عوض عثمان عوض
 

© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

قصة و شعر
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • عصفور يا وطن د.امال حسان فضل الله
  • حيرة/أحمد الخميسي
  • لغة العيون/ هاشم عوض الكريم
  • أحلام يقظه/هاشم عوض الكريم – بورتسودان
  • صديقي المصاب بمرض الايدز سيظل صديقي بقلم / ايليا أرومي كوكو
  • مشتاق/محمد حسن إبراهيم كابيلا
  • شكل الحياة/ ياسر ادم( أبو عمار )
  • قصة قصيرة " شجرة اللبخ تحاكى النحل " بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • المفلسون بقلم الشاعر السوداني/ حسن إبراهيم حسن الأفندي
  • بدرويش توفي ألف شاعر/كمال طيب الأسماء
  • انهض بقلم الشاعر السوداني / حسن إبراهيم حسن الأفندي
  • لو بتحب بلادك جد!/الفاضل إحيمر/ أوتاو
  • قراءةُ اللّون إلى:- أحمد عبد العال/شعر:- عبد المنعم عوض
  • عايز أقول أنو الكلام القلتو دا/د. شهاب فتح الرحمن محمد طه
  • قصة قصيرة " الجــمـــــــــل " بقلم: بقادي الحاج أحمد
  • غــانــدى/أشرف بشيرحامد
  • ما أظنو ../محمد حسن إبرهيم كابيلا 30
  • دموع طفلة بريئة- أنوريوسف عربي