عائلات دارفورية مشتتة تنعي مستقبلها الضائع
جريدة (تشاد) (رويترز) - صرخت هيلام ذات الأعوام الثلاثة عندما كشف المسعفون الملاءات لفحص ساقها التي مزقتها شظية أثناء غارة شنتها الحكومة السودانية على قريتها في دارفور.
ويقول الأطباء انهم سيضطرون لبتر الساق. وبترت بالفعل ساق شقيقتها كلثومة (11 عاما) من فوق الركبة كما جرحت شقيقتهما الثالثة.
والفتيات الثلاث من بين ما لا يقل عن 13 ألف سوداني عبروا الحدود الى تشاد هربا من عملية بدأتها الخرطوم قبل شهر قرب جبل مون معقل المتمردين في ولاية غرب دارفور.
وقالت أمهن أشوا عثمان يوسف التي كانت تسهر على هيلام في مستشفى جريدة بشرق تشاد "لا أعرف ماذا أفعل. منزلنا أحرق وبناتي أصبن بالرصاص والقنابل. بناتي مريضات وكل ما أتمناه أن يكن في حالة أفضل."
ويقول الجيش السوداني ان الهدف من العملية هو فتح طريق لوصول الإغاثة الانسانية وطرد المتمردين الدارفوريين والتشاديين.
ويقول شهود عيان ان الغارات الجوية وهجمات ميليشيا الجنجويد على قرى ومخيمات للنازحين في دارفور أسفرت عن سقوط ما يزيد على 100 قتيل وربما أكثر كثيرا ودفعت الاف الاشخاص للاقامة في مخيمات على الحدود يعانون فيها نقص الطعام والشراب.
وينفي الجيش أي صلة بالجنجويد ويقول ان كثيرا من القتلى متمردون في ملابس مدنية.
وتفيد تقديرات خبراء دوليين بأن العنف في دارفور تسبب في مقتل 200 ألف شخص وتشريد أكثر من مليونين منذ اندلاع الصراع في عام 2003 عندما حمل متمردون أغلبهم من غير العرب السلاح ضد الحكومة التي يتهمونها باهمال الاقليم.
وتقول الخرطوم ان تسعة آلاف شخص فقط لاقوا حتفهم.
وقال اسحق عبد الله اسحق الذي كان يجلس على بعد أمتار قليلة من مجرى النهر الجاف الذي يفصل بين تشاد والسودان "من المستحيل لاي منا العودة."
واضطر اسحق الى ترك ثلاثة من أبنائه مع أمه العجوز أثناء الذعر الذي أعقب غارة مشتركة شملت قصفا جويا وهجوما للجنجويد. وقال انه يجد صعوبة ومشقة في توفير ما يكفي لإطعام من تبقى من أفراد عائلته التسعة.
واضاف "تعمد الجنجويد تدمير كل طعامنا."
وتابع "في الوقت الذي جاءت فيه الطائرات لتقصفنا وصل الجنجويد وبدأوا يشعلون النار في كل شيء. طوال ستة أيام لم يفعلوا شيئا سوى إحراق البيوت ومخزون الناس من المواد الغذائية."
وجاءت موجة الهجمات التي استمرت شهرا في أعقاب موسم الحصاد الأمر الذي يعني أن كثيرا من اللاجئين فقدوا إمدادات من الحبوب تكفي عدة أشهر.
وقال اسحق وهو يصب ماء بلون القهوة في إناء للشرب "انظروا.. هذه هي المياه القذرة التي يشربها أبنائي. ما زلنا في انتظار موظفي الاغاثة لتحسين معيشتنا.. نحن نعاني حقا."
ورأى مراسل لرويترز أثناء زيارة للحدود الاسبوع الماضي طائرات هليكوبتر تحلق جيئة وذهابا فوق جبل مون على ارتفاع منخفض تصاحبها أصوات دوي مكتوم وسحب دخان أسود كثيف.
وقال ادريس أبابكر "هذه هي الطائرات نفسها التي قصفتنا... نخشى أن تأتي الى هنا لقصفنا."
ويعتبر كثيرون العودة الى دارفور أمرا غير وارد.
وقالت مريم اسحق نصير انها كانت حاملا في ثلاثة أشهر ونصف عندما اقتحم مهاجمون من الجنجويد منزلها أثناء قصف جوي وأطلقوا الرصاص على ساقها
وتابعت "في تلك الليلة وبينما كنت أرقد جريحة داهمني المخاض مبكرا. وعثر زوجي على حمار ليأخذني الى تشاد ولكن عندما وصلنا الى تشاد خرج الجنينان ميتين من الصدمة.. كانا توأمين."
من ستيفاني هانكوك
Reuters (IDS)
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة