|
قوات فرنسية تؤمن معسكرا للقوات الأوروبية شرقي تشاد (الفرنسية-أرشيف) |
عماد عبد الهادي-الخرطوم
جاء مصرع جندي فرنسي في اشتباك مع قوات سودانية ليؤكد أن تخوف الحكومة السودانية وتحفظها على وجود القوات الأوروبية المعروفة باسم (يوفور) في حدود البلاد الغربية مع تشاد كان أمرا جديا، رغم ما يعلنه الأوروبيون من تبريرات ترى الخرطوم أن خلفها أهدافا خاصة غير تلك المعلنة.
ويبدو أن هذه القوات ستواجه صعوبات كبيرة في التأقلم مع ظروف المنطقة المناخية من جهة والقدرة على معالجة الأوضاع الأمنية المتدهورة شرقي تشاد وغربي السودان من جهة أخرى، ما يفتح الباب للتكهن بأن الأوضاع الحدودية بين الدولتين ربما تسير باتجاه جديد غير مخطط له على الأقل في الوقت الراهن.
وفي مقابل اعتراض السودان على مبدأ الوجود الأجنبي في حدوده مع تشاد فإن حكومة الرئيس التشادي
إدريس دبى تراه خطوة إيجابية من شأنها أن تضع حدا لكل المشاكل الأمنية المتلاحقة في المنطقة، في حين يعتبره خبراء ومحللون سياسيون بداية لصراع دولي غير مأمون العواقب للسودان وتشاد على حد سواء.
وكانت قوات تابعة لليوفور عبرت إلى داخل الحدود السودانية الاثنين الماضي ما أدى إلى وقوع مواجهة بينها وبين قوات مراقبة الحدود السودانية أسفرت عن إصابة جندي فرنسي وفقد آخر أعلن عن العثور على جثته أمس الأربعاء.
|
طه حسن تاج الدين: الحدود بين الدولتين تفتقد إلى العلامات المميزة (الجزيرة نت) |
أهداف غير مرئية
ويرى الخبراء السياسيون أن القوات الأوروبية ستكشف عن أهدافها الحقيقية عقب تمكنها من دراسة المنطقة من جميع النواحي، مشيرين إلى عدم وجود علامات للحدود بين السودان وتشاد، ما يعزز توقعات المواجهة، داعين إلي معالجة الوضع في
دارفور لقطع الطريق أمام ما يخطط له الأوروبيون في المنطقة.
في هذا السياق قال عضو البرلمان السوداني طه حسن تاج الدين إن فشل ترسيم الحدود بالصورة الواضحة بين السودان وتشاد سيكون سببا رئيسيا للصراع القادم بين القوات الأوروبية والجيش السوداني.
وأكد في حديث للجزيرة نت أن الحدود بين الدولتين تفتقد إلى العلامات المميزة "لكن ذلك غير مبرر لدخول تلك القوات".
وِأشار إلى أن الأوربيين جاؤوا لحماية النازحين كما أنهم يضعون في اعتبارهم التدخل السوداني في تشاد بجانب ما تقوم به المعارضة التشادية من عمليات عسكرية غير مرغوب فيها أوروبيا.
ولم يستبعد تاج الدين حدوث مشاكل أخرى بين الطرفين "بداية عملية لأهداف بعض الدول في المنطقة".
|
محمد علي سعيد: دخول القوات الأوروبية إلى الأراضي السودانية لم يكن بطريق الخطأ(الجزيرة نت-أرشيف) |
عملا مرتبا
من جانبه توقع المحلل السياسي محمد علي سعيد أن تعمل القوات الأوروبية على حماية الحركات المتمردة في دارفور وبالتالي المساهمة غير المباشرة في تأجيج الصراع بالإقليم، كما أنها ستمنع المعارضة التشادية من تهديد حكومة دبي كما حدث من قبل.
وقال سعيد للجزيرة نت إن دخول القوات الأوروبية إلى الأراضي السودانية لم يكن بطريق الخطأ وإنما "عملا مرتبا له ربما لجس نبض الحكومة السودانية ومدى تساهلها في الأمر"، مشيرا إلى أنها ربما تشكل خطرا على السودان كدولة.
من جهته اعتبر المحلل السياسي محمد موسى حريكة أن وجود القوات الأوروبية في تشاد إنما هو لمنع انتقال الصراع من دارفور إلى مناطق أخرى في أفريقيا.
وتوقع في حديث للجزيرة نت تكرار المواجهات بين الجيش السوداني والقوات الأوروبية، فيما لم يستبعد أن تكون هناك رغبة فرنسية وأخرى أوروبية في شرق تشاد ودارفور.
وأشار إلى أن اللغة إلى جانب عدم رسم الحدود سيسمح للقوات الأوروبية بالتحرك داخل الحدود السودانية ما يعرضها لنفس الموقف الذي تعرضت له.