 |
 |
|
|
|
لقد ظل منبر ابناء دار فور للحوار والتعايش السلمي ومنذ تكوينه بعيد تفجر الأوضاع الأمنية وتدهورها عسكرياً بالإقليم ينادي بضرورة إجراء حوار عادل وبناء وصولاً لمعالجة سلمية لمشكلة دارفور التي تنادت لها كل القوي الوطنية والإقليمية والدولية لوقف تردي الأحوال الإنسانية وإنهيارها لما يعرف بأسوأ كارثة شهدتها الألفية الثالثة. وقد إستجاب حملة السلاح لضرورات الحل السلمي والتعاطي مع متطلبات الوحدة الوطنية بالجلوس على طاولة التفاوض وتوقيع البروتوكول الإنساني والأمني، ثم واصل المنبر سعيه لتوحيد الخطاب التفاوضي وتسهيل إجراءآت الوصول لحل سلمي عادل يحقق لأهل دارفور مطالبهم المشروعة، فكان توقيع كل الحركات على ما يعرف بإعلان الإتفاق والتنسيق بينها والموقع بطرابلس في يوليو الماضي والذي أصبح مرتكزاً لمشروعات التنسيق التي مكنت من تكوين فريق التفاوض الموحد بين كل الحركات خلال الجولة الحالية والتي إستمرت لأكثر من شهرين حتى الآن.
ولقد دفع المنبر بالعديد من الرؤى والأفكار التي تساعد طرفي التفاوض من الإلتقاء حول قواسم مشتركة تحقق الوحدة الوطنية وتصون سيادة البلاد بحل مشكلة دارفور حلاً شاملاً وعادلاً، بل وظل المنبر يرفد أبوجا بالكوادر المتميزة من عناصره لدعم وتسهيل إجراءآت التفاوض والتحاور هناك.
ولكن ما يأسف له المنبر أن الجمود قد طغى على مسيرة التفاوض خلال الأسابيع الماضية مما جعل صبر الأسرة الدولية يقترب من النفاد فلوحت بالتدخل الأممي المسلّح لتوفير الأمن وبسط النظام لسكان الإقليم مما جعل الأطراف في حيرة من أمرها وتباينت مواقفها تجاه ذلك، وإزاء هذا يود المنبر أن يقول الآتي:-
1) إن السيادة الوطنية ووحدة تراب الوطن وتماسك شعبه من الأهداف الأساسية والثوابت التي لا تراجع عنها وقد ظل المنبر يؤكدها في كل أدبياته التي قدمها للجميع.
2) أن دارفور كانت ومازالت تقدم كل غالٍ ونفيس في سبيل عزة الوطن وكرامة أهله وحماية وحدته، ولذلك فإنها لن تكون الثغرة التي ينفذ من خلالها إستهداف السيادة الوطنية وإنتهاكها رغم ما تعرضت له بسبب تصرفات الحكومة والمواقف الحكومية.
3) أن خيار الحل السلمي عبر التفاوض الجاري حالياً بأبوجا والذي ينبغي أن يحقق لأهل دارفور مطالبهم المشروعة مشاركة حقيقية في السلطة وإقتسام عادل للثروة وجعله أنموذجاً للحيلولة دون تفجر الأوضاع الأمنية في الأجزاء الأخرى من الوطن سيكون صمام الأمان لوقف التحرك الأممي لفرض الحلول فوق رؤوس الجميع.
4) لكل ما تقدم فإن المنبر:-
يناشد قيادات الحركات المسلحة الإلتزام بنهج التنسيق التفوضي والبعد عن أي مواجهات بينهم، ويجدد مطالبته لجميع الأطراف الإلتزام الصارم بإتفاقيات وقف إطلاق النار الموقعة بينهم.
يناشد الحكومة وعلى رأسها الأخ المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية أن يتحمل مسئوليته التاريخية ويتجاوز المرارات وأن يسعى ويوجه بالإسراع بفك جمود التفوض وتقديم التنازلات التي تمّكن من الوصول لحلٍ سلمي عادل وعاجل.
يؤكد إلتزامه التام بمواصلة جهده لدفع وتشجيع مفاوضي الحركات للتجاوب مع كل تنازل مرضيٍ يبديه الطرف الحكومي، وأن يجعلوا الوصول لحلٍ عادلٍ وعاجل سهلاً وممكناً.
يدعو أهل السودان جميعاً أن يتجنبوا التصعيد ومصادمة الأسرة الدولية بتعريص أي جزءٍ من الوطن أن يكون ساحة لذلك وأن يسعوا لحقن دماء المواطنين وحماية ممتلكانهم بالتنادي القومي والجماعي لإيجاد صيغة عادلة للإدارة الجماعية للشأن العام السوداني.
وبالله التوفيق،،،
أمانة الإعلام
الخرطوم - السودان
5 مارس 2006م