بيان من المؤتمر الوطني بالخليج حول التدخل الأجنبي في دارفور
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 5/3/2006 3:51 م
بيان من المؤتمر الوطني بالخليج حول التدخل الأجنبي في دارفور الحمد لله القائل في محكم التنزيل (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما" إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا") وأعظم الأمانات هي أمانة المحافظة على الوطن وتحقيق أمنه وأمن مواطنيه وحماية هذا الدين الذي ارتضاه الله خاتمة الرسالات السماوية، والصلاة والسلام على المصطفي صلى الله عليه وسلم القائل ( توشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها) وقال المصطفى في نهاية الحديث أن المخرج من كل ذلك يكمن في إتباع شرع الله سبحانه وتعالى وسنة النبي الكريم عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى التسليم. يمر الوطن هذه الأيام بأعظم محنة مر بها طوال تاريخه الطويل ، ذلك بأن قوى الشر تتكالب عليه من كل جانب بعد أن كبر عليها أن ترى هذا الشعب قد اخشوشن منه الجناح واشتد منه الساعد، وصدقت نواياه، وقويت عزيمته، وأصبح يشكل شوكة في حلق أولئك الذين كانوا يريدونه أرضا صحراء جرداء ومواطنين مغلوبين على أمرهم تجرفهم التيارات المختلفة كلما عصفت رياح قوى الشر والظلام، ليست لديهم مناعة ذاتية أو وحدة وطنية أو وازع ديني، لكن هيهات ، فما يزال تاريخ هذا الشعب ناصعا بالبطولات والمواقف المشرفة يرفد الأجيال المتلاحقة في هذا الوطن الكبير بالمشاعل التي توضح الرؤية وتحدد الهدف . ونحن وان لم نسترشد بهذا التاريخ العريق يحمينا من وهده الانزلاق ، فلنحدق جيدا في الواقع الراهن، ولنحسن التحديق في خريطة العالم اليوم لنرى وبشكل واضح أن ذريعة الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وحماية الحريات، وحق تقرير المصير، وما إلى ذلك من مصطلحات، ما هي إلا وسائل للتدخل في حياة الشعوب واستعمارها في أبشع صور الاستعمار ، وقد أكدت التدخلات الأجنبية التي تمت في دول صديقة وشقيقة، أنها كانت وبالا وويلات نزلت على تلك الشعوب، أكلت منها الأخضر واليابس، ومحت تاريخها من الوجود ومسختها مسخا، وأذلت شعبها، واستباحت عرضها وأرضها، وأهلكت الزرع والضرع بعد أن استنفدت تلك القوى كافة الخيرات التي يمكن أن تكون فيها، فأما أن تبقى فيها إلى آخر ذرة من خيراتها أو أن تتركها والفوضى ضاربة فيها بجدران، ذلكم هو واقع التدخل الأجنبي في البلاد تحت أي مسمى كان، وذلك ما يجب أن نعيه تماما، ونعمل من أجل تفاديه بشتى الوسائل والسبل، وهي الأمانة المعلقة على أعناقنا، ومسئولية الأجيال القادمة، فأما أن نصون الأمانة ونرعى المسئولية وأما أن نتهاون ونترك الوطن كالفريسة في أبدى الكلاب الضارية والنسور المحلقة التي تنتظر لتجهز على ما تبقى منها، ولنعلم جيدا أن خيانة الوطن والتسبب في ابتلائه من أعظم الخيانات التي قد يرتكبها الإنسان، وقد خاب كل الذين ساهموا في تدمير بلادهم وتسليمها للمستعمر لقمة سائغة وغنموا من ذلك الخيبة والخسران المبين . تأسيسا على ما تقدم فإننا في المؤتمر الوطني بالخليج نقف بكل ما أوتينا من قوة ضد التدخل الأجنبي في دارفور تحت أي مسمى كان، ولن نسمح وفينا عرق ينبض أن تكون بلادنا مسرحا للقوات الأجنبية تمرح فيها كيفما شاءت، وآلينا على أنفسنا أن نكون درعا واقيا لهذا الوطن نزود عن جماه ونرفع اسمه عاليا في كل المحافل ، ونقف بكل ما أوتينا من قوة مع قرار المجلس الوطني الذي جاء رفض أعضائه بالإجماع في قرارهم التاريخي ضد التدخل الأجنبي، كما نؤكد وقوفنا التام خلف قيادة حكومة الوحدة الوطنية المؤتمر الوطني وكل الشرفاء والوطنيين في كل الخطوات الوطنية التي تحول دون هذا التدخل الأجنبي وتعمل على صيانة هذا الوطن، ونجدد عهدنا لقيادتنا الرشيدة وللشعب السوداني العظيم بأن أية راية جهاد ترفع من أجل الدين والوطن سنكون نحن من يحمل بيرقها ويضع شارتها ، فلن تستباح أرضنا أو يضام شعبنا وفينا عرق ينبض، كما نقول لأهلنا الصامدين في دارفور اثبتوا وعين الله ترعاكم ونحن معكم نشد من أزركم . ونقول لأولئك الذين يحملون السلاح من أبناء الوطن في وجه إخوتهم، ولأولئك الذين يتخذون من دارفور غنيمة يتكسبون من ورائها السراب والخيبة، نقول لهم اتقوا الله وقولوا قولا سديدا، يصلح لكم أعماكم ويغفر لكم ذنوبكم ، فالقضية الآن أكبر بكثير من مجرد مكاسب وهمية، القضية قضية شعب بكامله يضيع، القضية قضية وطن مهدد ومحاصر من كل جانب، فها هو الوقت قد حان لنقف جميعا على اختلاف توجهاتنا العقدية والفكرية والسياسية، نثبت للعالم بأننا قد نختلف في كل شيء لكننا حتما لا نختلف في صيانة هذا الوطن وفي تحقيق أمنه ورخائه. إننا في المؤتمر الوطني بالخليج لا نعول على أي حل قد يأتي من الخارج، لكننا نثق في قدرة أهلنا على تجاوز كافة الخلافات والمعوقات، ووقوفه ساعة الشدة صفا واحدا كالبنيان المرصوص يشد بعضه من أزر بعض حتى نقهر تلك العاصفة التي تهب علينا ونقف سدا قويا أمامها وليخسأ كل من تسول له نفسه المساس بهذا الوطن، وبحق هذا القرآن الذي يتلى نديا في خلاوي دارفور نقول لكل أبناء وطني تعالوا إلى كلمة سواء بيننا ، فو الذي خلق السموات بلا عمد، ما من شيء أسوأ من رؤية القوات الأجنبية تجوب شوارع الخرطوم الحبيبة أو الفاشر أو الجنينة أو أي منطقة في السودان، تلك هي الطامة الكبرى، فهل نحن مدركون؟ " فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله أن الله بصير بالعباد"