بيان هام

في الوقت الذي تواصل فيه الأطراف في أبوجا المفاوضات بغية الوصول إلى سلام عادل وشامل ،يصر النظام على وأد أيّة بارقة أمل في السلام بمواصلتها حملات الإبادة الجماعية في كافة أرجاء دارفور، و أبلغ دليل على ذلك الدمار الشامل الذي الحقته قوات النظام بمنطقة قريضة و الحرق الكامل لقرى أنضراب و عيال أمين و جابر و أم حوش و كليكل و حبيب درمة في شرق دارفور و آخرها حرق و تدمير قرية قوزبقر بغرب دارفو،حيث تم قتل المئات و تشريد عشرات الآلاف من المواطنين العزل ،أفادت مصادرنا الموثوق بها في الداخل أن النظام، و في إطار حملة عسكرية شاملة و خرقا صريحا لكل اتفاقيات وقف اطلاق النار الموقعة بينها و ثوار دارفور في كل من إنجمينا و أبوجا، قد دفعت بقوات عسكرية كبيرة بجانب مليشياته في خمسة متحركات هي:

1- متحرك النهود المتجه إلى مناطق شرق دارفور
2- متحرك نيالا المتجه إلى مناطق قريضة و ما حولها
3- متحرك الجنينة المتجه شمالا صوب جبل مون و الطينة و ما حولها
4- متحرك أمكدادة المتجه إلى شمال وشمال غرب ولاية شمال دارفور
5- متحرك كبكابية المتجه صوب دربات

و الحركة إذ تنبّه الجميع بما في ذلك النظام و الشعب السوداني و الاتحاد الإفريقي و المجتمع الدولي و الأمم المتحدة إلى خطورة هذا السلوك المفضي إلى المزيد من الدمار و عدم الاستقرارفي دارفور وزيادة معاناة أهله و استمراريتها، تودّ الحركة أن تبيّن الحقائق التالية:

1- أن قواتنا ترقب تحرك قوات النظام و مليشياته عن كثب، و أنها على أهبة الاستعداد لتلقينها دروسا جديدة في فنون القتال ما دام ذلك الخيار قد فرض عليها، و على الباغي ستدور الدوائر بإذن الله.
2- أن على الاتحاد الإفريقي و المجتمع الدولي أن يعلموا أن النظام لم يختر السلام خيارا استراتيجيا له في يوم من الأيام، و ما وجوده في أبوجا إلا لذر الرماد في العيون، و نزهة في العلاقات العامة، و تزيين لصورته القميعة بمساحيق زائفة لا تمت إلى السلام و مناهجه بصلة. كما عليهم أن يعلموا أن هذا السلوك سيؤدي حتما إلى اجهاض محادثات السلام الجارية في أبوجا و بالطبع يتحمل وزر ذلك المعتدي.
3- أن الحديث عن رفض احلال قوات أممية مكان القوات الإفريقية في دارفور و الذي ملأ به النظام الدنيا ضجيجا، يفتقر إلى الحد الأدنى من المنطق ما دام النظام يدمن الاعتداء على شعبه ويصرّ على ممارسة سياسة الأرض المحروقة في دارفور .فسياساته الرعناء هذه هي التي أتت بالقوات الإفريقية إلى دارفورفي المقام الأول، و هي التي ستجبر العالم على التدخّل بقواته في دارفور، و أنف النظام راغم، للحؤولة دون المزيد من الإبادات الجماعية و التطهير العرقي و التهجير القسري و انتهاك الأعراض.و عليه لا بد أن يفهم الجميع أن الحملة الضارية التي يشنها النظام ضد التدخل الأجنبي في دارفور و محاولة تشكيل رأي عام مصطنع، ما هو إلا هروب إلى الأمام و رفض لدفع استحقاقات السلام في دارفور، و ما الغبار الكثيف الذي يثيره النظام هذه الأيام إلا غطاء لحملته العسكرية الاستئصالية الجارية.
4- أن على النظام أن يعلم أن حملاته العسكرية لن تزيد مفاوضي الثوارإلا عزما و إصرارا على المضي قدما نحو انتزاع مطالب أهل دارفور المشروعة و لن تثنيهم عن نيل حقوقهم جنوح النظام إلى العصا الغليظة أو المراوغة الغبية.
5- أن الحركة ما زالت عند التزامها باتفاقية وقف اطلاق النار المبرمة بإنجمينا و بروتوكول وقف اطلاق النار الإنساني المبرم في أبوجا، و لكنها تحتفظ بحقها في الدفاع عن نفسها و مواطنيها كما تحتفظ بحقها في رد العدوان استباقا متى ما تأكد لها حتمية الاعتداء.
6- تدعو الحركة الاتحاد الإفريقي و الأمم المتحدة لتحمّل مسئولياتها تجاه ما يحدث في دارفور من خرق لكافة الاتفاقات و المواثيق الدولية من قبل النظام ،كما تناشد الحركة الجميع لتحمّل مسئولياتهم في حماية المواطنين المدنيين و حمل النظام على الاقلاع عن السعي لحل قضية دارفور عسكريا لأن ذلك من رابع المستحيلات.

المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار و الخزي و سوء المنقلب لسفاكي دماء الشعب.

أحمد حسين آدم
الناطق باسم الوفد المفاوض للحركة – أبوجا
4 مارس 2006