منذ استقلال السودان في العام 1956 وحتى الآن ظلت الأزمة الوطنية مستمرة ، حتى وصلت البلاد إلى الإنهيار الشامل والذي أدى لأن تقع البلاد رهينة الاجنبي مرة أخرى و فشل مشروع الإستقلال الذي ناضل من اجله شرفاء الشعب السوداني من جمعية اللواء الأبيض وحتى رفع العلم في الاول من يناير ، ووتتحمل نتائج هذا الفشل كل الحكومات التي تعاقبت على حكم البلاد وآخرها سلطة الجبهة الاسلامية التي أوصلت بلادنا إلى الإنهيار الشامل في كل الجوانب الاجتماعية والسياسية والإقتصادية ، وتفاقمت الازمة الوطنية حتى أصبح وجود البلاد نفسها مجرد إحتمالات ، وإزداد إرهاب الدولة ووصل إلى إرتكاب المجازر في حق الشعب كما حدث في دارفور طوال السنوات الماضية وتطورت الجريمة وإنعدمت الخدمات الأساسية للمواطن وانهارت البنيات الموجودة على قلتها واذدادت حالات الاحتراب القبلي في الأقاليم نسبة لإنعدام التنمية المتوازنة بين الإطراف والمركز وظل الشعب السوداني يعاني من استبداد الدولة القمعية والنهب العلني لموارده لصالح مجموعات طفيلية تثرى على حساب الغالبية المسحوقة ، والمقموعة بقوة السلاح .
إداركاً لكل ما سبق وإيماناً منا بدورنا تجاه قضايا شعبنا والوقوف معه في محنته الراهنة وصناعة مستقبلة مع القوى التي تناضل من أجل بناء سودان قائم على الديمقراطية والتعدد الثقافي والإثني وإحترام حقوق الانسان ، سودان ينعم فيه كل الشعب بالحقوق المتساوية دون تمييز على أساس الجنس أو العرق أو الدين . قررنا القيام بواجبنا في السعي نحو إقامة دولة القانون والعدل لكافة السودانيين و العمل على إيجاد فرص أفضل للحياة ورفض التهميش و التعصب الديني والعرقي والمذهبي والجهوى ورفض اى سيطرة لجهة أحادية على مصير البلاد دون مشاركة الآخرين ، وفي هذا ندعوا للدولة المدنية القائمة على قيم العدل والديمقراطية والسلام .
نحن تيار واسع من أبناء الشعب السوداني المؤمنين بالحرية والعدالة واحترام حقوق الإنسان والحق في النضال الشرعي لإقامة مجتمع يتمتع كل إفراده بحقوقهم وواجباتهم تجاه شعبهم في الداخل والخارج لإعلان ولادة الجبهة الشعبية الديمقارطية للسلام والتنمية كتنظيم ينضم بقوة للفصائل القائمة في الساحة السياسية السودانية وإضافة حقيقية من أجل مستقبل البلاد والذي نراه لا يتحقق إلا بهزيمة المشاريع الإقصائية القائمة على التعصب الديني والعرقي والتي أوقفت تطور البلاد وعرضت مصيرها للخطر .
ان الجبهة الشعبية الديمقراطية للسلام والتنمية متاحة لكل السودانيين للإنضام إلى صفوفها من أجل إنتزاع الحقوق المسلوبة وأن ينعم الشعب بخيرات بلاده وتطويرها نحو تحقيق واقع إقتصادي يخلص البلاد من الفقر والحاجة التي تعيشها . وأيقاف الفساد السلطوي الذي اصبح ظاهرة عامة في ظل السلطة الراهنة .
وندعوا الكافة للعمل من أجل :
1/ التحول الديمقراطي الكامل ، وإلغاء مظاهر الدولة البوليسية القائمة على القمع وإسكات صوت الشعب بالقتل والتخويف والسجون .
2/ تحقيق السلام الشامل في كل البلاد ، والذي لا يتحقق إلا بالإيفاء الكامل بمستلزمات السلام وإزالة كافة الاسباب التي أدت للإحتراب .
3/تركيز التنمية في اطراف البلاد لإيقاف مظاهر النزوح المستمر من الاقليم للمركز والذي خلق معاناة كبيرة لأهل المناطق الطرفية الذين ظلوا يعيشون في ظروف بالغة السوء في الخرطوم وما جاورها . وتوزيع الثروة القومية حسب الحاجة التنموية لا حسب الولاء السياسي أو الإنتماء العرقي .
4/ العمل على محاسبة الذين إرتكبوا الجرائم تجاه شعبنا ، إبتداءاً بما إرتكبته السلطة من مجازر في دارفور والجنوب والشرق ، و كافة الجرائم التي إرتكبها جهاز أمن السلطة تجاه المناضلين السودانيين منذ الإنقلاب وحتى اليوم ، وعدم غفران ما أرتكب في بيوت الاشباح من إزلال . والجرائم التي أرتكبت في حق الطلاب في العيلفون وغيرها من صور القمع والارهاب الذي مارسته الدولة تجاه ابناء الشعب السوداني .
5/ رفض كافة مظاهر الدولة العنصرية القائمة على الإنحياز لعرق أو ثقافة دون غيرها ، والعمل على تحقيق الدولة المدنية التي يتساوى فيها كافة الشعب وكافة الثقافات والديانات السودانية وتختفي فيها مظاهر الاستعلاء العرقي والثقافي والديني .
6/ إيقاف الصرف على التسلح ، واستبداله بالتنمية كطريق لإيقاف الحرب .
7/مشاركة الجميع في مستقبل البلاد وذلك بإنعقاد مؤتمر جامع يناقش الازمة الوطنية بمشاركة كافة القوى السياسية والكيانات الاجتماعية لتحديد الشكل الانسب للحكم وإدارة البلاد وتكون قراراته هي المشروع الذي ترتكز عليه الدولة في المرحلة القادمة .
8/العمل للوحدة الطوعية والتي يهددها وجود السلطة الحالية والتي يقوم مشروعها على الاقصاء وعقلية الحرب .
9/ بناء علاقات خارجية تقوم على المصلحة المتبادلة ، وتراعي خصوصية الدول وسيادتها .
10/ مراجعة إتفاقيات السودان الموقعة بينه والدول الاخرى ، بما فيها إتفاقية مياه النيل ، والكشف عن ما سمى بالاتفاقيات الاربعة بين مصر والسودان ، وعرضها على الشعب السوداني وكذلك إتفاقيات البترول ، وعائداته .
11/ مراجعة كتابة تاريخ السودان بما يتفق والحقيقة والتركيز على تاريخنا الوطني لبناء أجيال تعتز بنفسها وبلادها .
وشعوب العالم الأخرى. 12/التعاون مع المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب والجريمة والقضايا التي تهدد الإنسان السوداني
13/ مقاومة تخريب البيئة والزحف الصحراوي وأن تتولى الدولة مسئولياتها تجاه المتأثرين بالظروف البيئية .
14/ تقديم خطة واضحة لإعادة النازحين في دارفور إلى قراهم ورصد ميزانية معلنة من الدولة لبناء كل القرى والمدن التي تعرضت للقصف والحرق والتعويض العادل للمواطنين عن ما فقدوه من أرواح وأموال .

وتنفيذاً لكل هذه النقاط وغيرها تعلن الجبهة الشعبية الديمقراطية إنها ومنذ الآن ستستخدم كافة الخيارات ووسائل النضال التي بيدها ، سواء كانت سلمية أو عسكرية ولن تتوانى في مواجهة السلطة في كل الجبهات ، وندعوا أبناء شعبنا أن ينضموا لنا من أجل مستقبل افضل لبلادنا ، ونمد ايدينا لكافة الفصائل السياسية التي تلتقي معنا في الاهداف الواضحة والمعلنة والعمل المشترك لجعلها حقيقة وإنهاء التسويف الذي أصبح ديدن السلطة الحالية .

والمجد للشعب
المكتب القيادي للجبهة الشعبية الديمقراطية للسلام والتنمية

أبو الفال إبراهيم
27/ يناير 2006