بسم الله الرحمن الرحيم

بيان من رابطة أبناء الفور الخيرية بالرياض – حول مقال المدعو آدم محمد أحمد بصحيفة الوفاق

لم نتفاجأ عند إطلاعنا على ساقط القول المنشور بواسطة المدعو آدم محمد أحمد في صحيفة الوفاق عدد الأربعاء الموافق 18/1/2006م، و ذلك لعلمنا المسبق بمنطلقات و دوافع مثل هذه الترهات و الكتابات المسعورة التي درج البعض على نشرها في منابر مختلفة بغرض الإثارة و الإغتيال المعنوي لأبناء الهامش عموماً و أبناء دارفور بصفة خاصة بعد أن تمكنت ثورتهم من ان تكون شوكة في خاصرة الحكام الظلمة الذين أضاعو مقدارات هذا الوطن العظيم بسبب من سوء تدبيرهم. كان تقديرنا أن هذا البئيس المعتوهـ و إسفافه لا يستحق أن يصُرف وقتاً للرد عليه، و إن كان لابد، أن يكون الرد بعصى غليظة على قفاه لعله يفيق و يتذكر أن الحديث عن حرائر و شرف أي قبيلة سودانية منطقة محرمة و خط أحمر لا يُسمح بتجاوزه على الإطلاق، أو أن يُطارد قانونياً شأنه في ذلك شأن كل المجرمين الذي أجرموا في حق هذا الشعب الأبي خاصة في هذا العهد الإنقاذي الكئيب. أما التقدير الثاني هو أن تترك مثل هذه الكلاب الجرباء الضالة تلعق جراحها و تموت حسرة بغيظها منتهيةً إلى مزبلة التاريخ و صناديق "القمامة". كانت لنا قناعة أيضاً أن مثل مقالات الفتنة هذه يجب التعامل معها بدرجة من الوعي و حسن التصرف حتى لا ينحدر الناس إلى تلك الدركات التي يتطلع إليها مثيري الفتنة من شواطين الإنس هؤلاء، فالحمد لله فإن العصى حاضرة و حبل القانون و العدالة قد إلتف حول عنق هذا المجرم و من يقف خلفه من صحفي الإثارة و ساقط القول الذين يفتقرون إلى المهنية أو وازع من ضمير.

نقول لقد خاب فال هذا الأفاك، فنحن أهل دارفور عموماً و قبيلة الفور بصفة خاصة التي شرفوها بهذا الإسم لن نُساق أو نستدرج إلى مساحات الإسفاف هذه، و لعلنا لسنا مضطرين للحديث عن قبيلة الفور العريقة، فهم كرام قوم اصحاب تاريخ و إرث حضاري ضارب في الجذور، و أصحاب دولة حكمت شرع الله قبل مشروعه الحضاري و دفاعه الشعبي بقرون و لهم إسهام مقدر في بناء الدولة السودانية الحديثة، ولعل هذا "المنبت" الذي لم يجد نسباً له سوى الدفاع الشعبي أدرى الناس بذلك و هذا هو سبب حقده الدفين على هذا الشعب الكريم، فلن نتكرم عليه بتعريفه من نحن، دونه كتب التاريخ إن أراد الإستزادة. نقول له و لمن يقف خلفه إذا كنت تظن أن مثل هذه التصرفات الصبيانية ستغير في قناعات أبناء دارفور و أبناء الفور بصفة خاصة فقد خاب ظنكم و طال إنتظاركم. إن هذا الشعب الكريم الذي حكم لعدة قرون و ساس مختلف الشعوب و الأمم و بدرجة من الحكمة و حسن التدبير و الكفاءة لن تخفى عليه ألاعيب صبية آخر الزمان هؤلاء.

نحن في رابطة أبناء الفور الخيرية بالرياض ندين و نستنكر بشدة هذه الإساءة التي وجهت إلى القبيلة و حرائرها الذاكرات الحافظات، بل نستنكر الإساءة لأي قبيلة سودانية، فكل القبائل عندنا كرام قوم و هم محل تقديرنا و إحترامنا. و بقدر إدانتنا لكاتب المقال فإن الإدانة مضاعفة للصحيفة و رئيس تحريرها و الجهات الرقابية التي سمحت بنشر مثل هذه الإساءات في منابر عامة، مع حقنا الكامل في الإحتفاظ بخياراتنا الأخرى فإننا نطالب بالآتي:

1. أن يعتذر كاتب هذا المقال علنا لهذه القبيلة على ذات الصحيفة و في نفس مساحة المقال المذكور
2. على رئيس تحرير الصحيفة الإعتذار علناً للقبيلة بسبب نشره لهذه الإساءة في صحيفته
3. نطالب مجلس الصحافة و المطبوعات بتوضيح حول كيفية تمريره لهذا المقال للنشر
4. أن يستمر الأخوة الكرام من أبناء القبيلة بالداخل بمواصلة سير القضية لتأخذ العدالة مجراها لنقتص لكل نساء الوطن الطاهرات

إن مما أثلج صدورنا أنه قبل أن يتحسس أبناء هذه القبيلة الكريمة معاول ردهم، إنبرى نفرً كريم من فعاليات دارفور الشرفاء بالرد على هذا السلوك المشين من الكاتب والصحيفة عبر بيانهم الرصين المنشور على صفحات هذا الموقع، فلكم الشكر، منبر أبناء دارفور للحوار و التعايش السلمي، هئية محامي دارفور، طلاب دارفور بالجامعات و المعاهد العليا، تنظيمات المرأة الدارفوية و رابطة إعلاميي دارفور. و الشكر موصول لكل أبناء و بنات القبيلة الذين تصدوا لهذا الإعتداء بالشجب الإدانة و إلى كل أبناء الوطن الخلص الذين سجلوا إدانتهم عبر المتاح من منابر و منتديات، خاصة منتدى سودانيز أون لاين العملاق، نفوسنا راضية بهذا التلاحم.
ولا حول ولا قوة إلا بالله
آدم عبد الكريم رمضان
رئيس رابطة أبناء الفور الخيرية بالرياض
الرياض – المملكة العربية السعودية 25يناير 2006م