الجولة السابعة لمحادثات السلام السودانية
حول النزاع في دارفور
وثيقة عن "أولويات النساء في عملية السلام وإعادة إعمار دارفور" يتم تقديمها إلى المبعوث
الخاص للاتحاد الإفريقي والوسيط الرئيسي
قام وفد نساء السودان بأبوجا صباح يوم الجمعة 30 ديسمبر 2005 بتقديم وثيقة إلى المبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي والوسيط الرئيسي الدكتور سالم أحمد سالم، وتحمل الوثيقة عنوان "أولويات النساء في عملية السلام وإعادة إعمار دارفور" ويتكون هذا الوفد من عضوات في الوفود السودانية المشاركة في مفاوضات السلام في أبوجا وهي وفود الحكومة السودانية والحركتين: حركة/جيش تحرير السودان وحركة العدل والمساواة وفريق خبيرات في نوع الجنس اللائي يدعمن تلك المفاوضات، وتم تقديم الوثيقة خلال جلسة عامة وحاشدة ترأستها كبيرة مستشاري نوع الجنس للاتحاد الإفريقي بحضور ممثلي جميع الأطراف السودانية والوسطاء المشاركين والمسهلين والشركاء الدوليين.
إن هذه الوثيقة، والتي يمكن وصفها من حيث الجوهر بأنها خارطة طريق للانتقال بوضع نساء دارفور من حيث هن اليوم إلى وضع يحولهن إلى قوى عاملة نشطة في حكم واقتصاد بلدهن، جاءت نتيجة لجهود أيام مضنية وعمل دؤوب. وتمثل الوثيقة الموقف المشترك لهؤلاء النسوة حول المسائل الرئيسية الثلاث التي يجري التفاوض عليها في الجولة السابعة الجارية وهي: الترتيبات الأمنية وتقاسم السلطة وتقاسم الثروة، وإذ تؤكد هذه الوثيقة بأن مسائل نوع الجنس لا يمكن معالجتها بمعزل عن المسائل السياسية والتنموية والاجتماعية وغيرها، فإنها أبرزت في ديباجتها بأنه بينما تشكل نساء السودان 60% من القوى العاملة ويساهمن بصورة كبيرة جدا في التنمية في كافة القطاعات، فقد ظلت ظروفهن الاجتماعية بالإضافة إلى الأطفال تتدهور نتيجة لآثار الكوارث الطبيعية مصحوبة بالعنف والإغتصاب والتحرش الجنسي الذي ولدته الحرب. إن النساء على أهبة الاستعداد للوقوف إلى جانب رجالهن لخوض معركة السلام لا في دارفور وحدها ولكن أيضا في جميع أرجاء السودان.
في تقديمها الوثيقة، قالت منسقة النساء السيدة/صفاء العاقب آدم، إنها تظهر أن النساء لسن ضحيات فقط ولكنهن أيضا يملكن الصوت والرؤية للسلام في دارفور وفي السودان ككل. وقالت إن نساء السودان جئن لمساندة وتعزيز السلام وجهود الوساطة التي يبذلها الاتحاد الإفريقي. وأعربت السيدة / صفاء العاقب آدم عن شكرها للمبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي لقيامه باسمترار بالدعوة إلى المشاركة الفعالة من جانب النساء في عملية السلام وسجلت ارتياحها لاستجابة صندوق الأمم المتحدة للمرأة لهذه الدعوة معربة عن أملها في دعم الأطراف للتوصيات الواردة في الوثيقة و أن تجد تلك التوصيات طريقها إلى إبرام اتفاقيات السلام في القريب العاجل بغية إنهاء المعاناة في دارفور.
في الكلمة التي ألقاها نيابة عن السيناتورة مبينه جعفر، أكد المندوب السامي الكندي لدى نيجيريا، (دافيد أنجيل) على دعم بلاده لإشراك النساء في عملية السلام، ليس لكونهن أطرافًا فيما يتعلق بالسلام فقط ولكن أيضا للإسهام الكبير الذي يمكن أن يقمن به. وأضاف أن التقدم الذي أحرزته النساء ينبغي أن يكون مشجعا للأطراف على التحرك إلى الأمام. وقال إن النساء يتمتعن برؤية فريدة من نوعها وينبغي أن يؤدين دورًا أساسيًا في تحقيق تسوية مستدامة في دارفور.
نوهت الآنسة (بريمروز أوتنج) ممثلة الأمم المتحدة، وهي تتحدث نيابة عن الشركاء الدوليين، بالقيمة النوعية للوثيقة ورحبت بزيادة عدد النساء في المفاوضات. وأعربت عن أملها في أن رؤاهن ستنعكس في سير المفاوضات والاتفاقيات التي ستنتج عنها. وأشارت إلى أن الأمم المتحدة والشركاء الدوليين مستعدون للمساعدة بأي شكل ممكن في تنفيذ التوصيات الواردة.
من ناحيته، قال المبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي بأن الوثيقة تعبير عن إرادة وآمال وتطلعات نساء السودان ورسالة سلام أدت إلى توحيد نساء السودان اللائي شكل حضروهن في أبوجا ضغطا على الأطراف من شأنه بذل المزيد من جهود السلام. وشجب مرة أخرى الفجوة بين مجرد الكلام عن مساواة النساء والواقع الحقيقي للنساء اللائي يعتبرن مجموعة محرومة من السلطة والحقوق الشرعية إلى حد كبير، يعملن بجد في ظل دعم واعتراف وأجر لا يكاد يذكر. وقال الدكتور سالم إن النساء بما أنجزن من عمل جيد ضربن المثل للآخرين. وطلب منهن مواصلة البحث عن السلام بعد عودتهن إلى السودان. وأشاد بهن لإعدادهن الوثيقة التي وعد بأنها ستحظى بأكبر قدر ممكن من النشر. وينبغي أن تنعكس على مناقشات ونتائج اللجان الثلاث المشكلة في إطار محادثات الجولة الحالية.
أعرب المبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي عن شكره لصندوق الأمم المتحدة للمرأة وكندا والنرويج والسويد التي جعلت من الممكن مشاركة فريق خبيرات الدعم لنوع الجنس في المحادثات وتوفير احتياجات نوع الجنس.
أبوجا، 30 ديسمبر 2005
الاتصال بالصحافة:
نور الدين المازني
الهاتف: 08065294818 (234+)
البريد اللالكتروني: [email protected]