من أهم موضوعات الساعة هذه الأيام موضوع القوات الدولية المزمع إرسالها لإقليم دارفور ... حيث يدور نقاش كثيف حول هذا الأمر الذي استغله النظام السوداني موضوعاً للمزايدة والدعاية السياسية الرخيصة بذات الخطاب السياسي والإعلامي الممجوج والذي كان ومازال يعبر عن إفلاس النظام وطريقة تعاطيه العقيمة والفجة مع قضايا الوطن الإستراتيجية ومنها القضية السودانية في دارفور .
الوفد المفاوض لحركة العدل والمساواة السودانية التقى مبعوث رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي السفير/ بابا كنفا باي هنا في ابوجا حيث قدم المبعوث تنويراً مطولاً حول هذا الموضوع وأوضح أن الإتحاد الإفريقي ولقلة إمكانياته المادية واللوجستية قد طلب من الأمم المتحدة أن تتولى مهمته في حماية المدنيين والاضطلاع بالجوانب الأمنية المتعلقة بقضية دارفور على أن يستمر الإتحاد الإفريقي راعياً للمفاوضات والحل السياسي للقضية ، إزاء هذا الموضوع تود الحركة أن تؤكد الحقائق والمواقف التالية : -
1 / إن موقفنا المبدئي والثابت هو حماية أهلنا وأعراضهم وممتلكاتهم ، فهذه أولوية قصوى ..لن نتنازل عنها ولن نتهاون فيها وهي مقدمة على أي اعتبار آخر أو دعاوي أخرى مثل دعوى السيادة التي يتمشدق بها أركان النظام هذه الأيام، لذلك نقولها وبالصوت العالي لن نضحي بأرواح أهلنا ودمائهم وتخريب ممتلكاتهم بل نقف إلى جانب إنقاذ الذين تبقوا منهم وذلك هدف مقدس دونه كل نفيس .
2 / إن أمر القوات الدولية ليس بجديد في عهد الإنقاذ فهي أصلا موجودة ومنتشرة في الخرطوم و جبال النوبة و النيل الأزرق و جنوب السودان و شرق السودان ودارفور، سواء كانت تلك التي أتت لضمان تنفيذ اتفاق السلام الشامل وفقاً لقرار مجلس الأمن أو قوات الاتحاد الإفريقي التي لم تأت إلا نتيجة لسياسة الأرض المحروقة التي اتبعها النظام ضد أهل دارفور، فأنتجت جريمة الإبادة الجماعية وغبرها من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها النظام ضد أهل دارفور العزل .
إذا النظام بالنتيجة هو الذي جلب هذه القوات وهو الذي هيا مناخات وأسباب التدخل الدولي في السودان وذلك بسياساته وممارساته الرعناء التي تجافي كل معايير حقوق الإنسان والعدالة .
3 / إن الحركة ستقف مع أي جهد دولي أو إقليمي يهدف إلى حماية وإنقاذ أرواح أهلنا الذين يقتّلون ويشرّدون حتى لحظة كتابة هذا البيان وما الانتهاكات البشعة الأخيرة التي قامت بها قوات النظام ومليشياته (الجنجويد) براً وجواً في محلية اللعيت جار النبي (شرق دارفور) حيث حرقت قرية ( انضراب ) بأكملها إلا نموذج بشع ودليل قاطع على استمرار جرائم الإبادة ضد أهلنا العزل الأبرياء .
إذا نحن نتساءل ماذا يتوقع النظام إزاء هذه الجرائم المنكرات ؟ هل يتوقع أن نتفرج نحن والعالم ونتركه يمارس مثل هذه الفظائع ؟ .
4 / الذي يريد أن يدفع بحق السيادة ويتمتع به علية أن يقلع عن قتل مواطنيه وانتهاك أعراضهم وتدمير ممتلكاتهم ،
على النظام إذا كان يريد حلاً لهذه القضية ولهذه الأزمة عليه أن ينزل إلى رحابة الحل السياسي والى صناعة سلام عادل يعطي أهل دارفور الحد الأدنى من حقوقهم المشروعة والتي طرحها الثوار في طاولة المفاوضات في ابوجا ، فبغير مخاطبة جذور المشكلة وإزالة التهميش السياسي والاقتصادي والثقافي لن يهنأ النظام ولن يهدأ له بال ، فطلاب الحرية والعدالة لن يستسلموا .
5 / الحركة تثمن عالياً الجهود والتضحيات النبيلة التي قامت بها قوات الاتحاد الإفريقي في حماية مواطنيها وتحسين الوضع الأمني في الإقليم ، ونحن هنا نحيي كل الدول وكل الشعوب الإفريقية التي أرسلت أبناءها إلى دارفور رغم المخاطر والمصاعب .
6 / الحركة تؤكد أن إنقاذ أرواح شعبها وأعراضه وممتلكاته هي أولوية قصوى ومقدمة على أي اعتبار وأي خيار ولن ترفض أي جهد يحقق هذا الهدف السامي .