الخرطوم ( اللجنة الدولية للصليب الأحمر )- بدأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر جسرا جويا إلي جوبا وذلك لنقل نحو ثلاثون طنا من الإمدادات الطبية العاجلة استجابة للانتشار الأخير للكوليرا في جنوب السودان. وتعتبر جوبا العاصمة الإقليمية للمنطقة. وتشمل الإمدادات الطبية المحاليل وأملاح التروية بالفم والمضادات الحيوية والتي تشتد الحاجة إليها لمعالجة المرضي في المنطقة ولسد التناقص السريع في المخزون الطبي.
وسيتم استعمال رحلتين جويتين من نيروبي لتوصيل المساعدات الطبية للمرضي الذين يتم علاجهم في مستشفي جوبا التعليمي. ومن المتوقع ان تصل مساعدات إضافية إلي جوبا في الأيام القليلة القادمة عن طريق الجو من مركز الإمداد التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر في لوكشوكو في شمال كينيا.
وحتي اليوم تم إدخال 809 حالة إلي مستشفي جوبا التعليمي توفي منهم 24 شخصا.وتم تسجيل 24 حالة وفاة في المستشفي منذ انتشار المرض. وفي مدينة جوبا تم تسجيل 1041 حالة إصابة في حين توفي 35 شخصا نتيجة للمرض.
وتم تسجيل أول الإصابات بمرض الكوليرا في نهاية يناير في مدينة ياي في جنوب غرب مدينة جوبا بينما تم تسجيل أول إصابة في مدينة جوبا في 6 فبراير.وقام فريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالمساعدة في إدارة وتوسيع عنبر العزل الذي أنشئ في مستشفي جوبا التعليمي وتم تركيب نظام طاري لإمداد المياه وذلك باستخدام خزان سعة 10000 لتر. وتمت زيادة معدلات التطهير بالكلور في عنبر العزل. وتم تفريغ حوض التخمير الخاص بالمستشفي وهنالك طلمبتان للصرف الصحي في طريقهما إلي جوبا. وعلي طول الامتداد المحيط بمستشفي جوبا التعليمي تم تركيب نحو عشرين حاوية مجهزة بمعينات الغسيل وذلك لزيادة مستوي النظافة الشخصية. و ساهمت الإجراءات الوقائية التي استخدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر منذ بداية الانتشار في الحد من انتشار المرض في المستشفي وفي المدينة.
وتنسق اللجنة الدولية للصليب الأحمر جهودها مع جمعية الهلال الأحمر السوداني والسلطات الصحية المختصة وهي علي اتصال مع المنظمات الإنسانية الاخري العاملة في مكان الحدث. وتنشط جمعية الهلال الأحمر السودانية في مجال التثقيف الصحي والصرف الصحي والزيارات المنزلية بينما يدير الصليب الأحمر الهولندي مركزا للرعاية الصحية في مدينة جوبا. وفي معسكر لوقو -والذي يعتبر معسكر عبور للعائدين من خارج مدينة جوبا- شيدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر خيمة مستشفي لنحو 40 من المرضي للمساهمة في إنشاء مركز العزل الذي أقامته اليونيسيف. وبالإضافة إلي ذلك قامت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتوفير خيمة في مستشفي الصباح الذي أقامت فيه منظمة أطباء بلا حدود الأسبانية مركزا لعلاج الكبار والأطفال.
وقد أدت سنوات الحرب الطويلة في جنوب السودان إلي تدمير وتحطيم بنية المياه والصرف الصحي في مدينة جوبا وفي مستشفاها التعليمي. و ظلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر متواجدة في المنطقة طوال النزاع السابق في جنوب السودان وقد ظلت تقدم مساعدات مختلفة إلي مستشفي جوبا التعليمي طوال السبعة عشرة سنة الماضية. و عززت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مساعدتها إلي مستشفي جوبا التعليمي في الفترة الأخيرة وذلك لان المستشفي يسعى جاهدا للتعامل مع الأعداد المتزايدة من المرضي الذين يبحثون عن المساعدة. وقد نتجت هذه الزيادة في الطلب علي الخدمات الطبية في المقام الأول لتضاعف عدد السكان في مدينة جوبا بعد توقيع السلام الشاملة في يناير 2005 وبالإضافة لتخفيف القيود علي الحركة والتي نتجت من النزاع في الإقليم.