رابطة دارفور العالميّة
)سلام، وحدة، تنميّة(
فجع العالم بأكمله بأحداث المذبحة الداميّة التى إرتكبتها قوات الأمن والشرطة المصريّة بحق أهالينا اللاجئين فى القاهرة والتى راح ضحيتها العشرات منهم فى كارثة صبيحة الجمعة 30 ديسمبر 2005م.
إنّ الذين خططوا ونفذوا تلك المأساة الغادرة لم يستشعروا حرمة الشهر الحرام والعالم الإسلامى كله مقبل نحو مناسك الحج، ولم يراعوا تباشير العام الميلادى الجديد وفرحة العالم أجمع بقدومه، ولم يضعوا فى إعتبارهم أنّ الدولة المصريّة مقبلة على تنظيم دورة الأمم الأفريقيّة لكرة القدم فى أيام قليلة بكل ما تحمله من معانى الوحدة والأخاء والتسامح بين دول القارة وشعوبها، ولم يدر بخاطرهم أنّ الخرطوم مقبلة هى الأخرى لإستضافة قمة الأمم الأفريقيّة فى غضون أسابيع قليلة وهى مرهقة سلفاً بهم إنعقادها، ولم ينتبهوا، وربما حتى لم يعلموا، بأنّ الخرطوم تحتفل بنهائيات برنامج "الخرطوم عاصمة للثقافة العربيّة"، وأنّها كذلك مقبلة على إستضافة القمة العربيّة بعد نحو ثلاثة أشهر فقط. لم يدركوا أنّ السودان يمر بأصعب اللحظات المصيريّة فى تاريخه ستحدد إن كان سيبقى كما نعرفه أو أن يتشظى وإنّ حدث ذلك، لا قدّر اللهّ، فإنّ أول المكتوين بنيرانها ستكون مصر.
خمسة وعشرون نفساً بريئاً منهم الأطفال والمرضى والعجزة مضوا إلى ربّهم تحت الضرب والركل ومدافع المياه الباردة فى غسق الدجى وهم نيام، المئات منهم تعرضوا لمعاملة غير إنسانيّة لو إرتكبتها القوات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، أو إرتكبتها القوات الأمريكيّة ضد العراقيين لإنتفض كل العالم العربى لإستنكارها وإستهجانها، لكن يظل الشكوى لله وحده طالما أنّ رب البيت نفسه لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم فما بال الغرباء؟
إن "رابطة دارفور العالميّة" ظلّت متابعة بقلق تطور أوضاع هؤلاء الضحايا منذ بداياتها، بل وتلقت العديد من التقارير والمناشدات من داخل المعسكر، وقبل أن تتمكن من التحرك لمساعدتهم وقعت هذه الكارثة، ولذلك فإنّها تدين وبشدة وتستنكر المعاملة الوحشيّة غير الإنسانيّة التى تعرضوا لها، وهى وإن كانت غير جديدة عليهم داخل السودان إلاّ أنّ وقوعها من جانب الحكومة المصريّة وفى قلب عاصمتها تطرح أسئلة كثيرة، لقد إستباحت الدولة السودانيّة دماء وأرواح أهل الهامش والآن نرى الأجنبى يسير حذوهم وقع الحافر على الحافر بطريقة منافيّة لكل الأعراف الدينيّة والإنسانيّة وأبسط حقوق الإنسان.
إنّ "رابطة دارفور العالميّة" تطالب بالآتى:
(1) الإعتذار الفورى من جانب المشاركين الرئيسيين فى هذه المؤامرة: الحكومتين المصريّة والسودانيّة ووكالة الأمم المتجدة للاجئين.
(2) الشروع الفورى بإجراء تحقيق قانونى من جهة محايدة وتوضيح الحقائق كاملة أمام الرأى العام العالمى.
(3) على الحكومتين المصريّة والسودانيّة الإلتزام بمبادئ الشفافيّة والعدالة فالشعوب سوف لن تنسى دماء وأرواح شهدائها.
(4) على الحكومة المصريّة ووكالة الأمم المتحدة للاجئين دفع ديّات عاجلة لأرواح الضحايا وتعويضات ماليّة مجزيّة لكل من تعرض للضرب والإهانة من سكان المعسكر.
(5) على وكالة الأمم المتحدة للاجئين التواضع على رغبة هؤلاء البؤساء وتنفيذها وذلك بالتشاور مع الدول المعنيّة.
أخيراً، تخشى رابطة دارفور العالميّة من أن تؤدى هذه الكارثة إلى دق آخر مسمار فى نعش الوحدة الوطنيّة وتحطيم أى امل فى تحقيق أمنيّة الوحدة الشاملة، سواء أكانت بين الأقاليم السودانيّة أو بين طرفى وادى النيل، ولذلك فإنّ المهمة الكاملة لرتق ما حدث من شروخ غائرة تقع بكاملها على عاتق حكومة البلدين لمعالجتها بحكمة ويقظة، ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه بأعجل ما تيسر، فالسكوت لن يجدى مطلقاً ودفن الرؤوس فى الرمال لن يزيد الوضع إلاّ تعقيداً لمسائل هى بالأصل معقدة.
للشهداء الرحمة، وللمصابين كامل الشفاء والمعافاة، وللحزانى والبؤساء عاجل السلوى والمواساة.
إنّها لمصاب جلل وإنّا لله وإنّا إليه راجعون، مع إمنياتنا للعام الجديد بأن يكون عام سلام ووئام لكل الشعوب السودانيّة والعالم أجمع.
السكرتاريّة التمهيديّة
رابطة دارفور العالميّة
[email protected]
السبت 31 ديسمبر 2005