ندعو المثقفين والناشطين السودانيين الي البحث عن اسباب الفشل فيهم ليس كأفراد ومجموعات سياسيه وغير سياسيه فقط وانما كأفراد ومجموعات تتشكل منهم ومن غيرهم من سكان المدن ومناطق الوعي القوي الحديثة
مأساة اللاجئين المعتصمين .. مأساة السودان
الانباء المفجعة عن مقتل عشرة لاجئين سودانيين في القاهرة صباح اليوم مأساة اخري تضاف الي سلسلة الماسي التي اصبحت عنوانا يوميا ثابتا للانباء الواردة عن وطننا وابنائه وبناته داخل السودان وخارجه واخرها، قبل هذه الفاجعة، اختطاف 6 سوانيين في بغداد من قبل مجموعة بن لادن- الزرقاوي مهددين بالموت بأسم المقاومه.
كسودانيين بل وكبشر لايمكننا الا ان ندين بكل قوه تصرفات قوي الامن المصريه. محملين وزارة الداخليه المسئوليه. فمهما كان الرأي حول عدالة المجموعة المعتصمه، الا انها كانت حريصة علي سلمية الاعتصام مراعية بدقه عدم الاخلال بالامن والنظام العام وفق شهادة عدد من المحللين ناشطي حقوق الانسان المصريين الذين نحي موضوعيتهم.
اما كمثقفين وناشطين سودانيين نعتبر انفسنا مسئولين عن وضع حد نهائي لهذه الماسي، فأن هذا الحادث المفجع ينبغي ان يكون صدمة ايقاظ اخري لنسأل انفسنا عن السبب الحقيقي في فشلنا حتي الان في تحقيق تقدم ملموس علي الطريق نحو هذه الغايه. كما نتوقع فان سنكرر في هذه المناسبه كما فعلنا من قبل القاء المسئولية علي نظام الاسلام السياسي دون ان نسأل انفسنا عن السر في عدم قدرتنا علي فك قبضته علي مصير البلاد بالرغم من ان العشرات والمئات منا بذلوا غاية جهدهم في هذا الاتجاه واستشهد كثيرون منهم في سبيل ذلك.
في هذه المناسبة الحزينه ونحن نتقدم الي اسر المتوفين بعباراة المواساه المخلصه، ندعو المثقفين والناشطين السودانيين الي البحث عن اسباب الفشل فيهم ليس كأفراد ومجموعات سياسيه وغير سياسيه فقط وانما كأفراد ومجموعات تتشكل منهم ومن غيرهم من سكان المدن ومناطق الوعي القوي الحديثة التي حملت علي عاتقها تاريخيا مسئولية مواجهة قضايا البلاد المصيريه. اين هذه القوي الحديثة اليوم؟ لماذا لانري لها اثرا فاعلا في الحياة السياسيه؟ هل يكفي ان نلقي المسئولية علي الاحزاب وكأن هذه الاحزاب يمكن ان تفعل شيئا دون وجود حي للقوي الحديثه؟ ماهي العلاقة بين ضعف القوي الحديثه وتراجع مقومات وسلوكيات الاستناره امام انتشار الفكر الديني التقليدي في اوساط قطاع كبير من المتعلمين والمثقفين انفسهم ؟ تلك هي الاسئلة التي يجب ان نحاول البحث عن اجابات عليها والا فأن دماء الذين قتلوا اليوم ومنذ سنين عديده وسيقتلون غدا ستذهب هدرا.
حزب البعث السوداني
مكتب الاعلام الخارجي