فوجئ الجميع بموقف الوسيط الليبي وهو يقوم بدور الوساطة بين الحكومة السودانية وقائد الأسود الحرة أمين جبهة شرق السودان، ويرعى توقيع اتفاق بين الجانبين، في الوقت الذي تستعد فيه جبهة شرق السودان في الأراضي المحررة وفي الداخل والمهجر للحضور إلى طرابلس في يوم 14/1/2006م والدخول في جلسة المفاوضات التي حددها الوسيط الليبي نفسه بيوم 17/1/2006م بخطابه إلى رئيس جبهة شرق السودان بتاريخ 14/12/2005م وبحضور مراقبين دوليين.
ترى جبهة شرق السودان والأمر كذلك أن الوسيط الليبي تخلى عن التزاماته مع جبهة شرق السودان في سابقة خطيرة ليس لها مثيل في الأعراف الدولية وذلك بتجزئة جبهة شرق السودان وتبنى وساطة في تفاوض بين المؤتمر الوطني والأسود الحرة عاملا بذلك على تفتيت جبهة شرق السودان في حين أن دوره كوسيط يقتضي منه أن يعمل على تماسك الجبهة وتوحيد المنبر. كما كان ذلك الطرح حين قبلنا وساطته والتي التزم بها. إذ انه التزم أن يكون طرفي التفاوض. وفد حكومة الوحدة الوطنية ووفد جبهة شرق السودان وبوساطة ليبية- اريتريه وبحضور دولي وإقليمي.
فإذا بنا نفاجأ بمفاوضات جزئية، كانت هي أمنية حفيت أقدام حكومة الخرطوم لتحقيقها، وها هي تحقق لها تحت رعاية ليبية بدلا من وساطة لأحداث سلام في السودان.
ونحن في جبهة شرق السودان إذ نأسف لحدوث ذلك. نعتبر ما حدث محاولة لتفتيت جبهة شرق السودان وتجزئتها، ونؤكد أن جبهة شرق السودان ظلت يقظة طيلة سنوات نضالها لتلك الأساليب المكشوفة والموجهة ضدها.
لذا فإن جبهة الشرق السودان وقواعدها العريضة وكياناتها المنضوية تحت لوائها. تعلن بأن الجبهة في حل من كل التزام مع الوسيط الليبي الذي كشف عن عدم مصداقيته من الوهلة الأولى ، وان نضالنا مستمر من أجل شعبنا في شرق السودان وعلى حكومة الخرطوم الرافضة لكل الحلول السلمية أن تتحمل مسؤولياتها.
