بدأ حزب المؤتمر الوطني الذي يقوده الطاغية عمر البشير برامجه التعبوية استعدادا للمعركة السياسية التي يعتبرها فاصلة في مواجهة جبهة المعارضة المحتملة بمختلف ألوان طيفها بما فيها الحركة الشعبية، ألا وهي الانتخابات الرئاسية المنتظر إجراءها في منتصف الفترة الانتقالية لما يسمي بحكومة الوحدة الوطنية .
ولعل "الجلابة" في المؤتمر الوطني أيقنوا بأنهم لا يستطيعون إحضار أي شخص إلي مؤتمر للحزب بدعوة صريحة سيما إذا أريد لمؤتمر كهذا ان يقوم في دارفور حيث لا يجمع سيفان في غمد، فلجأ إلي أساليب الغش والخداع والتلفيق ، فسعوا إلي استغلال الوضع الإنساني السيئ الذي طوقوا به المواطن المغلوب علي أمره؛ استغلالا سياسيا يبعث في نفوسهم بصيص أمل علي بقائهم في السلطة كغريق يتعلق بحبال الهواء.
فقد أطلق المؤتمر الوطني إحدى بالوناته التآمرية في محاولة تعبوية يائسة كما أسلفت وتحت مسمي "المؤتمر الجامع لأهل دار فور" في الفاشر والذي قاطعته كل أحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني ، وبطبيعة الحال نحن في حركة وجيش تحرير السودان قاطعنا ذلك الائتمار ؛بل وأوضحنا للشعب السوداني أن ما أريد به هو تعبئة أهل دارفور لدعم من هم أبطال أبشع الجرائم التي أرتكبت في حق الدارفوريين أنفسهم الأمر الذي لا يمكن أن يتحقق ، وأنه لا يمت إلي قضية دارفور بأية صلة، وعليه فان تلك المحاولة محكوم عليها بالفشل ، وتلك المبالغ الهائلة التي رصدت لتنفيذ البرنامج المشار إليه من أموال الشعب السوداني الكادح كان الأفضل لهؤلاء توظيفها في ما يصلح حال المواطن البائس.
وينبغي أن نشيد هنا بشريحة الطلاب ودورهم الريادي في توجيه السياسة السودانية ، وانه من دواعي الفخر أن يظل الطالب السوداني ثابتا في مواقفه الواضحة تجاه القضايا الوطنية المختلفة ، بما أبدوه من موقف مشرِِِِِِِِف حيال ما يسمى بمؤتمر أهل دار فور الذي يعقد في الفاشر ، قد أوصلوا رسالة مهمة إلي حزب "الجلابة" ومؤداها أنه قد ولي عهد الوصاية والمتاجرة بإرادة الشعب . ونقول لكم أيها الطلاب يا من صقلتكم الأزمات ان التغيير الحقيقي للأوضاع المتردية في البلاد لن يتم الا بكم وبموقفكم الموحد والثابت ، وعليكم المضي قدما في هذا الدرب ؛ ومن تأنى نال ما تمنى.
ومن ناحية أخري ، لا تزال القوات المعادية وعلي مسمع ومرأى العالم أجمع تواصل هجماتها العشوائية علي القرى ومعسكرات النازحين بل وحتى على الأراضي التشادية، وقد حركت خلال اليومين الماضيين أكثر من مائة حاملة جنود من الفاشر صوب الحدود التشادية الأمر الذي يؤكد النوايا السيئة للنظام الذي يتظاهر بالتفاوض السلمي في أبوجا، وتخبر عن مجهوله مرآته.
ونكرر مطالبتنا لمجلس الأمن الدولي بتطبيق القرارات التي أصدرتها والتي تشتمل علي اتخاذ إجراءات عملية لحماية المدنيين بأسرع ما يمكن.
الرحمة لشهدائنا
والتحية لقواتنا
الأستاذ: خميس عبد الله أبكر
نائب رئيس حركة وجيش تحرير السودان
21/12/2005 م.